درنة 28 مارس 2023 (وال) _ اشتهرت مدينة درنة بموقعها الجميل وبنخلها وأشجار فواكهها، وأزهارها الفواحة، تسقى بمياه عذبة تتدفق إليها عبر قنوات الساقية من نبعين غزيرين، أحدهما يعرف باسم عين البلاد والثاني باسم عين ومنصور، تنحدر مياهه من ربوة عالية إلى مسيل الوادي يسمى الشلال أو شلال (بومنصور) وهو مايعرف بشلال درنة.
درنة الحضارة
يقال بأن الوالي سيدي امحمد بي هو من أمر بشق الوادي في الفترة الأولى للحكم العثماني، وهو ما ساعد في وصول المياه إلى جميع أرجاء المدينة، لتسقي الأزهار والثمار و هذا ماجعل المدينة لها هواء خاص، لا يمكن أن تستنشقه أو تشعر به في بقية المدن الليبية.
كما أنشأ الجامع الكبير بالمدينة مستعملا أعمدة الآثار القديمة، على غرار ما حصل في عملية بناء أغلب المساجد القديمة في شمال أفريقيا، واستغرق بناء المسجد 12 عام، ومن معالم المدينة مسجد الصحابة الذي بني سنة 1973م، وهو من أكبر المساجد في المنطقة الشرقية، بني بجوار مقبرة الصحابة في مكان المعركة التي استشهد فيها سبعون صحابياً، منهم (أبو منصور الفارسي وعبد الله بن بر القيسي وزهير بن قيس البلوي).
أيضا بيت درنة الثقافي وهو جمعية ثقافية تأسست سنة 1977م، وافتتحت رسميا في 11 يناير 1998م، وتتخذ الجمعية التي يلتقي فيها مثقفو درنة من إحدى الكنائس القديمة مقرا لها، وتنظم هذه الجمعية عديد المهرجانات الثقافية في المسرح والرسم والشعر والموسيقى والسينما وغيرها من الفنون.
عادات المدينة
و تتعدد عادات المدينة وخاصتاً في فصل الربيع ومن أجملها ”ورد الشاي”حيث يقوم بعض الأهالي بجمعه في موسم الأزهار وخلطه بالسكر و حفظه لفترات طويلة، والبعض يُقطر ويستعمل لإضافة نكهة ممتازة لكوب الشاهي الدرناوي، و هذا مايميز المدينة عن غيرها من المدن الليبية، فدرنة لها عاداتها الجميلة في جميع فصولها.
الحاجة خيرية الشكري خبيرة في الطب البديل من مدينة درنه، اشتهرت في تحضير ورد الشاي، أوضحت لمراسل وكالة الأنباء الليبية طريقة تحضيره فقالت: ورد الشاي هو عبارة عن زهرة الليمون يتم قطفه في موسمه، وموسم ظهور زهرة الليمون هو شهر فبراير من كل عام، ومن ثم يتم ترقيده مع السكر لفترة طويلة ويخلط معه، أي يتم تقليبه بين الحين والآخر، بعد ذلك يتم تحلية الشاي به وبنكهته.
وأضافت الحاجة خيرية: بالنسبة إلى ورد الجوري فيتم جمعه في موسم الربيع وإزالة عروفه الخضراء، ومن ثم يقطر يستخدم كماء ورد طبيعي، أو يتم ترقيده مع السكر أيضاً ليضاف إلى الشاي، والبعض يقوم بتجفيفه ويستخدم في الأكل كنوع من الزينة.
يذكر إن أهل المدينة يتميزون بالرقي الحضاري لتأثرهم بالحضارة الأندلسية، باعتبار أن المدينة على غرار كثير من حواضر بلدان المغرب العربي، كانت مقصدا للهجرات الأندلسية بعد نهاية الدولة الإسلامية في إسبانيا.
و تغنى شعراء الفصحى وغير الفصحى بجمال المدينة، وبخضرتها النامية وظلالها الوارفة وبمائها العذب وهوائها العليل، كما أشادوا بكرم أهلها ورقة طباعهم، وتحدّث كتّاب وسياح عرب وأجانب، عن جمالها حيث عرفت بجوهرة البحر المتوسط. (وال _ درنة)
تقرير: نور الهدى العقوري