رام الله 16 أبريل 2023 (وال)- صدر حديثًا عن “مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية”(حيفا)، كتاب “الصهيونيّة والاستعمار الاستيطانيّ: مقارَبات فلسطينيّة”، من تحرير البروفيسور نديم روحانا، المدير العامّ السابق والمؤسّس لمدى الكرمل، وأستاذ الشؤون الدوليّة ودراسات الصراع في كليّة فليتشر في جامعة تافتس، والدكتورة عرين هوّاري، مديرة برنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل.
يأتي هذا الكتاب، وفقًا للناشر، حصيلةً للمشروع الذي أقامه مركز مدى الكرمل بمبادرة وإدارة بروفيسور روحانا، والذي جمع من خلاله مجموعة من الأكاديميّين والمحاضرين وطلبة دراسات عليا فلسطينيّين يدرسون في جميع أنحاء فلسطين في ثلاث ورشات دراسية استمرت كل منها على مدار سنة ونصف السنة. جمع هؤلاء الباحثين الانشغالُ السياسيّ والأكاديميّ في فهم الصهيونيّة كمشروع استعمار استيطانيّ، وفي بحث آليات هذا المشروع وفرضياته، وأسسه الفكريّة، الدينيّة والسياسيّة. كما ناقشت الورشات التحوّلات التي مر ويمر بها المشروع الصهيونيّ جراء فشله، منذ بداياته الأولى، في إخضاع المقاومة الفلسطينيّة المستمرة على جميع أشكالها.
وأتى كُتّاب وكاتبات المقالات من حقول معرفيّة مختلفة، وهم يعيشون سياقات جغرافيّة وسياسيّة وقانونيّة وأكاديميّة مختلفة. قارب بعض الكتّاب الصهيونيّةَ ومشروعَها الاستعماريَّ مقارَبةً تاريخيّة، بينما قرأها آخَرون من زاوية ممارساتها على من يعيش في ظلّ منظومتها، إمّا داخل أرضه، وإمّا مهجَّرًا داخل بلده، أو خارجها. بعض المقالات بحثت في مقاومة المشروع، أو في الوعي المقاوِم لهذا المشروع. وعُنِيَ بعضها الآخَر بتحليل المنظومة نفسها، واشتباك بُعدها الاستعماريّ الاستيطانيّ مع البعد الدينيّ والقوميّ، أو الإنتاج المعرفيّ حولها من قِبل مؤسّستها الأكاديميّة، أو مقاوميها. وقد قرأتْ بعض المقالات هذا المشروع قراءة مقارنة مع سياقات عربيّة، أو عالميّة، أخرى. ويُسهم الكتاب في النقاش الدائر حول مكان دراسات الاستعمار الاستيطانيّ في فهم طبيعة الدولة الإسرائيليّة، وفي تطوير إستراتيجيّات فلسطينيّة للتحرر على ضوء هذا الفهم.
شارك في كتابة فصول الباب الأول من الكتاب، والذي تناول “الاستعمار الاستيطانيّ: مقارَبات نظريّة”، البروفيسور روحانا بمقاله بعنوان “المقاومة الفلسطينية ومعضلة الشرعيّة لدى الاستعمار الاستيطانيّ في فلسطين: الصهيونية تردّ بالسرديات الدينيّة”، تلاه مقال الباحث والمحاضر في العلوم الاجتماعية أحمد عزّ الدين أسعد، الذي جاء بعنوان “جدليّة الاستيطانيّ والاستغلاليّ في بنية الاستعمار الإسرائيليّ: الأراضي المستعمَرة عام 1967 نموذجًا”. وكتب المقال الثالث في هذا الباب الدكتور أباهر السقّا، الأستاذ المشارك في دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة في جامعة بير زيت، في مقال بعنوان “قراءة مقارِنة بين الحالتين الاستعماريّتين في فلسطين والجزائر”. وساهمت في الباب نفسه الدكتورة أريج صبّاغ ـ خوري، الأستاذة المشاركة في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعة العبريّة ـ القدس، في مقالة بعنوان “الكولونياليّة الاستيطانيّة في السياق الإسرائيليّ ـ الفلسطينيّ، تفكيك الاستعمار، وعلم اجتماع إنتاج المعرفة في إسرائيل”. وكتب المقال الأخير في هذا الباب، الذي جاء تحت عنوان “بنيامين نتنياهو وإعادة إنتاج المشروع الصهيونيّ ضمن منظومة صراع الحضارات”، الدكتور مهنّد مصطفى، مدير عامّ مدى الكرمل، والمحاضر ومدير قسم التاريخ في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل.
وأمّا الباب الثاني من الكتاب فتناول “السياسات الاستعماريّة الاستيطانيّة للمشروع الصهيونيّ”، وبدأ بمقال بروفيسور محمود يزبك، المحاضر في الدراسات الشرق أوسطية، ورئيس قسم دراسات الشرق الأوسط سابقًا في جامعة حيفا، والذي جاء بعنوان “الاقتصاد السياسيّ تحت النظام الكولونياليّ ونشوب ثورة 1936″، تلاه مقال عامر إبراهيم، طالب الدكتوراة في قسم الأنثروبولوجيا في جامعة كولومبيا ـ نيويورك، وجاء بعنوان “البحث عن الجولان التوراتيّة: مُخيّلات يَهوديّة وتأسيس الجغرافيا الاستيطانيّة في القرن التاسع عشر”. وكتبت المقال الثالث في هذا الباب، الذي عنوانه “سياسات نزع الطفولة “اللاطفلنة”: تعقّب آثار الكولونياليّة الإسرائيليّة” البروفيسورة نادرة شلهوب ـ كيفوركيان، التي تشغل كرسيّ لورانس دي ـ بييل في معهد علم الإجرام في كليّة الحقوق، وكليّة الخدمة الاجتماعيّة والرفاه الاجتماعيّ في الجامعة العبريّة في القدس. وأما المقال الرابع والأخير فتناول “السياسة الحيويّة للمحو الطبقيّ الفلسطينيّ في سوق العمل الاستعماريّ”، كتبته البروفيسورة سراب أبو ربيعة ـ قويدر، الأستاذة المشاركة في كليّة التربية في جامعة بن غوريون في النقب.
وعُنِي الباب الثالث والأخير من الكتاب “في فاعليّة المستعمَر”، وبدأ بمقالة للدكتورة عرين هوّاري بعنوان “السيّدة كيرن كييمت: تشكّل هُويّات رجوليّة فلسطينيّة في ظلّ الحكم العسكريّ”. تلاه مقال الدكتورة مي البزور، عضوة الهيئة الأكاديميّة في دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّةّ في جامعة بير زيت، التي جاء مقالها بعنوان “مفهوم التطبيع ضمن بنية الاستعمار الاستيطانيّ في فلسطين: ما بين ثنائيّة الرفض والقبول”. وأمّا المقال الثالث فجاء بعنوان “الاستعمار الاستيطانيّ ومهجرو المدن الفلسطينيّة: ما بين المدن المُهَجّرة ومدن المُهَجّرين” كتبته الدكتورة هبة يزبك، المحاضرة في العلوم الاجتماعيّة والإنسانية في الجامعة المفتوحة. تلاه مقال الدكتورة أميرة سلمي، الأستاذة المساعدة في معهد دراسات المرأة في جامعة بير زيت الذي جاء بعنوان “الذاكرة كموقع مقاومة: تحرير التاريخ من أسر حاضر مستعمَر”.
واختتم الكتاب بمقالة طالبة الدكتوراة والمحاضرة في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافيّة في جامعة بير زيت، قسم الحاج، في مقالة بعنوان “المشروع الاستيطانيّ الصهيونيّ في الأغنية الشعبيّة السياسيّة: قراءة في الشفاهيّة الفلسطينيّة الثوريّة 1917- 1952”. (وال) ح م/ ر ت