لندن 16 أبريل 2023 (وال)- صدر حديثًا عن منشورات رامينا في لندن كتاب نقدي جديد للناقد السوري الدكتور خالد حسين بعنوان “سيميائيات الكون السَّرديّ”.
يقول المؤلف في مقدمة كتابه إنه ليس من غايات هذه التسمية “سيميائيات الكون السّردي: قراءة في تجارب روائية راهنة” الإشارة إلى اتجاهٍ محدّدٍ للنَّظرية السيميائية يخصُّ الفعل السّردي قدر ما يبتغي القارئ ـ النقدي من هذه التسمية مفهومًا عامًا للسيميائية بوصفها جملة قوانين التشفير التي تسهم فيها قوانين النوع الروائيّ والتراث السّردي ضمن الفضاء السوسيو ـ ثقافي المنتج للفعلين السردي والتأويلي كليهما في الوقت ذاته. وبذلك، فالعلامة الأدبية، وبغضّ النظر عن نوعها تنزاح من خلال قوانين التشفير المضاعفة إلى وضع مثقل بالمعنى، إلى حالةٍ منحرفة ومتغايرة عن الدلالة المتداولة للعلامة. هذا الوضع الجديد للعلامة تحت ضغوط آليات السّمطقة هي التي تدفع بالفعل التأويلي إلى الحضور، ومواجهة العلامة في أفقها الأدبي، في محاولة للكشف عن ألعابها وهي تبتكر المعنى.
ويضيف في تقديمه أنه من خلال هذا المفهوم البسيط للسيميائية ستختبر القراءة الراهنة، عن طريق الإحاطة بجملةِ تجارب روائية، كثيرًا من المفاهيم المتداولة في الحقل السّيميائيّ ـ الثقافي بعد تخفيفها من بعدها الأكاديمي لمقاربة النَّص السَّردي في مكوناته وما يجعل هذا النصَّ حاضرًا بين يدي المتلقي وفي مشهد القراءة والتأويل: العنوان، التصدير، البداية، الخاتمة، الشخصية، المكان، القوى الفاعلة، جماليات اللغة، النسق المضمر، السرد وصناعة التاريخ، السرد والسياسة… إلخ.
ويشير إلى أنه من جهة أخرى تتشكّل تضاريس هذه القراءات من أربعة أبواب، حيث يجري تناول “سياسات السرد والموقف من المرأة، وخطاب السلطة والإقصاء، وقضايا الهوية” في الباب الأول، من خلال روايتي “لا ماء يرويها ـ نجاة عبد الصمد”، و”عشبة ضارة في الفردوس ـ هيثم حسين”.
أما في الباب الثاني “التاريخ رمادًا” فتتولّى القراءة البحث في سيميائيات الكون السردي ولعبة سردنة التاريخ، وذلك في روايتي “ممر آمن في عفرين”، و”مخطوط بطرسبورغ” للروائي جان دوست.
وجرى تحييز الباب الثالث لقراءة روايتي “سلطة أصابع” للروائي ثائر الزعزوع، و”الخزاف الطائش” لأديب حسن، عن طريق مفاهيم “البهيمية، المكان، اسم العلم”، فالنصان يقدمان قضايا راهنة لفعل الكتابة السردية ذاته.
أما الباب الرابع والأخير فقد حاولنا تحليل مفاهيم العتبات النَّصية، وعملية قراءة التاريخ، بصورة خاصة بزجّ القراءة في تضاريس نصوص سردية “وطأة اليقين”، للروائي هوشنك أوسي، و”عين الشرق” لإبراهيم الجبين.
وتمنى المؤلف أن تسهم قراءاته في الكشف عن صناعة الفعل السّردي راهنًا، والعلاقة بين السّرد والعالم والثقافة والمكان واللغة والشخصية في هذا المنعطف الزمني من الكتابة الروائية.
يقع الكتاب في 190 صفحة من القطع المتوسط، وصمّم غلافه الفنان السوري ياسر أحمد.
خالد حسين: أكاديمي كردي من سورية مقيم في سويسرا. ولد في منطقة القامشلي (سورية) 1965؛ حاصلٌ على درجة الدكتوراة في اللغة العربية وآدابها من قسم اللغة العربية في كلية الآداب ـ جامعة دمشق (2005). عضو الهيئة التدريسية في كلية الآداب الثانية (السّويداء).
من مؤلفاته: “شعرية المكان في الرواية الجديدة”؛ “في نظرية العنوان (مقاربة تأويلية في شؤون العتبة النّصية)”؛ “شؤون العلامات: من التشفير إلى التأويل”؛ “اقترافات التأويل: مقاربات في الشعر والنقد الثقافي”.
من ترجماته من الإنكليزية: “الحقيقة التي تجرح: تقويض، أدب، حوارات: جاك دريدا وكريستوفر نوريس”؛ “في العزلة والأدب وجماليات الصمت: موريس وبلانشو وآخرون”. (وال) ح م/ ر ت