نواكشوط 14 مايو 2023 (وال)- اختتمت في العاصمة الموريتانية نواكشط، أعمال المؤتمر الأول للجنة مبادرة “صحراء واحدة” بمشاركة ليبيا وممثلين عن دول بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر وممثلين عن الاتحاد الأوروبي.
ومثل ليبيا في المؤتمر – المدعوم من بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في ادارة الحدود في ليبيا “يوبام” والخلية الاستشارية التنسيقية الإقليمية لمنطقة الساحل – وفد فني رفيع المستوى من المجلس الرئاسي ورئاسة الأركان العامة.
وشارك في المؤتمر ممثلين عن بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا “يوبام”، والممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، إيمانويلا ديل ري، والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل، ورئيسة وحدة التنسيق الاستشارية الإقليمية في موريتانيا سيمونيتا سيلفستري وسفير الاتحاد الأوروبي لدى موريتانيا وممثل عن السفارة الليبية في نواكشوط.
وتمحور المؤتمر حول المبادرة التي أطلقها النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني في مؤتمر التعاون عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل بتونس في ديسمبر من العام الماضي، والتي تهدف إلى أن تتحول الحدود المشتركة بين دول الساحل إلى نقاط جامعة موحدة، تربط بين أطراف هذا العمق الاستراتيجي، وأن تتحول الصحراء الكبرى إلى حوض للسلام والأمن والاستقرار والتعاون المشترك بين كافة الأطراف.
ويرى الكوني إن الاهتمام بمناطق الأطراف بين دول الساحل، وتعزيز المشاركة الفعالة لشعوب مناطق الحدود والتنمية المكانية والاستثمار في الرأس المال البشري، وتوزيع الثروة العادل من شأنه ان يقطع الطريق أمام الارهاب، أو الجرائم المنظمة التي استفادت من تردي الأحوال المعيشية في هذه المناطق لتفعيل نشاطاتها الهدامة.
وناقشت اللجان الفنية عدد من الملفات الإقليمية المتعلقة بتعزيز التعاون الأمني الحدودي ومحاربة الإرهاب، والجرائم العابرة للحدود، وتعزيز التعاون بين سلطات الحدود في المنطقة، وبالتنسيق مع الجهات الدولية ذات العلاقة.
وشدد المشاركون في المؤتمر على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل، وتبادل أفضل الممارسات المتعلقة بالإدارة عبر الحدود، وتحديد مجالات التحسين المستقبلي للإدارة العابرة للحدود على المستويين الوطني والإقليمي، والدولي.
وأكدت الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، إيمانويلا ديل ري، اتفاق دول الاتحاد الاوروبي على ضرورة الاستناد لرؤية وطنية واقليمية ودولية لأي مبحث عن حلول لإشكاليات المنطقة
وأوضحت أن الأولويات الاستراتيجية الجديدة للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل أصبحت ترى الحاجة إلى نهج أكثر عالمية لمعالجة عدم الاستقرار الإقليمي، بينما يظل التركيز الجغرافي الأساسي على دول مجموعة الخمس، حيث تركز الاستراتيجية على سياق إقليمي أوسع وبالذات مع ليبيا.
وقال مصدر بالمجلس الرئاسي إن الاتحاد الأوروبي تبنى مصطلح، “صحراء واحده”، حيث رفع مؤتمر نواكشوط هذا الشعار، وحوله دارت محاور النقاشات الفنية ذات الدلالات المهمة، والتي تبلور وفقها الملامح الأساسية لخارطة طريق مستندة لأفضل الممارسات في إدارة الحدود والتصدي للإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وللجرائم العابرة للحدود.
وأضاف المصدر أن النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني قام بجولة اقليمية واسعة لدول الجوار زار خلالها السودان والتشاد والنيجر، والحقها بزيارات لمصر والجزائر، للتباحث حول معالجة الوضع المعقد في ليبيا الذي لا يمكن أن يتم إلا وفق رؤية استراتيجية متكاملة وطنية واقليمية ودولية.
ووفقًا للمصدر فإن مساعي الكوني نتج عنها تبني الاتحاد الأوروبي وأجهزة الأمم المتحدة المتواجدة في مناطق الساحل وليبيا، لهذا الخيار الاستراتيجي، ومنها نتج مؤتمر تونس لوضع خارطة طريق مشتركة من شأنها أن ترسم ملامح الحل الناجع وتضمن وفق التزام الجميع بتلك المخرجات. (وال)