عمان 25 مايو 2023 (وال) _ صدر حديثًا عن دار “العائدون للنشر والتوزيع ـ عمّان” كتاب للباحث الفلسطيني الدكتور محمود كيّال تحت عنوان “الصراع، الهيمنة، والأيديولوجيا في الترجمة المتبادلة بين الأدبين العربيّ والعبريّ الحديثين” (492 صفحة قطع كبير).
في هذا الكتاب، يناقش كيّال، وفقًا للناشر، الترجمة المتبادَلة بين الأدبين العربيّ والعبريّ في العصر الحديث، مستفيدًا من دراسات سابقة له، يتناول قضاياها من منظور مختلف، وبمنهجية مختلفة، يتيحان المجال لربطها ومناقشتها مع قطاعات وترجمات ومترجمين لم يتطرّق إليها وإليهم مسبقًا. وعلى ضوء التغييرات التي حصلت مؤخّرًا في دراسات الترجمة، والاهتمام المتزايد بعلم اجتماع الترجمة، وبتأثير علاقات القوة والهيمنة والمواقف الأيديولوجية، وحالات الصراع على المترجمين وترجماتهم، جاءت دراسته هذه لطرح رؤية شمولية لتحليل ودراسة الترجمات المتبادلة.
ومما جاء في تقديم المؤلف: “من نافل القول إنّ الصراع المستعصي، نعني الصراع العربيّ/ الفلسطينيّ ـ الصهيونيّ / الإسرائيليّ، الذي تمتد بداياته إلى نهاية القرن التاسع عشر، قد ألقى بظلاله على الترجمة المتبادلة. كما أنّ تشابك الأصول الإثنيّة واللغوية والمرجعيات الثقافية للمترجمين أنفسهم، وعلاقات الأغلبية والأقلية، وعلاقات القوة والهيمنة الاستعمارية السائدة بين الثقافتين المتنازعتين، وتنوّع الخلفيات الاجتماعية والسياسية والأيديولوجية للجهات الناشطة في الترجمة المتبادلة، كلها تطلبت مناقشة هذه الترجمة بنهج شمولي متعدد الرؤى ومتنوع الأدوات. ورغم أن الدراسات والأبحاث السابقة تناولت في معظمها أحد اتجاهي الترجمة المتبادلة على انفراد، نتيجة الاعتقاد السائد بأن لكل اتجاه منهما خصائص خاصة، فإن البحث الجديد يقترح رؤية مغايرة ومختلفة تمامًا عن جميع تلك الأبحاث والدراسات؛ وذلك لأننا نعتقد أن التشابه بين اتّجاهي الترجمة المتبادلة، من حيث نوعية المترجمين المشاركين بهما، ومن حيث وقوعهم تحت تأثيرات متشابهة من علاقات القوة والهيمنة والتيارات والاتجاهات الأيديولوجية، وحالة الصراع السائدة بين الثقافتين المتنازعتين، وكذلك من حيث استراتيجيات الترجمة المتّبعة بهما، يقودنا للجمع بين اتّجاهي الترجمة المتبادلة في هذا البحث”.
ويتوقف الباحث في بحثه عند بعض المترجمين ذوي الثقافة الهجينة والهوية المأزومة، من دون أن يُغفل تأثير الصراع والخطابات والسرديات المتناحرة، وخاصة الخطابين الفلسطينيّ والصهيونيّ، على الترجمات. فمعظم الترجمات بين طرفي الصراع ـ كما يرى ـ جاءت على الأغلب، لتكديس المعرفة عن الآخر، وخلق تصورات تمثيلية بشأنه، ولتشكيل الهوية الذاتية من خلال رصد صورة الأنا في مرآة الآخر. كما جاءت استراتيجيات الترجمة لتعزيز السرديات المؤجِّجة للصراع بين الطرفين، من خلال تأكيد الاستقطاب بين خصالهما وخطابيهما، ولتغريب وتهميش النصوص المترجمة كنصوص توثيقية غير أدبية.(وال _ عمّان) ح م