بنغازي 12 يونيو 2023 م(وال) – شدد مستشار الأمن الوطني “إبراهيم بوشناف” على أن سرعة التوصل لتوافقات وحلول محلية للأزمة الليبية ولحالة الانسداد السياسي يوقف التداخلات الخارجية في الشؤون الليبية ، ويحفظ السيادة الليبية .
جاء ذلك في اللقاء الحواري الذي عقده بمدينة بنغازي مع مجلس إدارة وكالة الأنباء الليبية بحضور النائبة بمجلس النواب “أسمهان بلعون” والذي تركز على مفهوم الأمن القومي للدول، ومهام ودور مجلس الأمن القومي الليبي في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ ليبيا ، وحالة التأزم التي تعيشها البلاد على كافة النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية .
وأكد “بوشناف” في اللقاء على أن الحل في ليبيا يجب أن يكون ليبيا – ليبيا منبثقا من جميع الأطراف السياسية ومن مكونات المجتمع سواء الثقافية أو المجتمعية، وكافة القوى والتنظيمات السياسية والأهلية ، ويكون بالشكل الذي يضمن الحقوق والواجبات لكل الليبيين، لافتًا إلى أن التأخر في ايجاد الحلول، وإطالة الازمة ليس في صالح ليبيا وشعبها .
وأشار “بوشناف ” في هذا السياق إلى أنه قدم مؤخرا مقترحا لحل الأزمة الدستورية يقضي بتشكيل فريق عمل من مجلس الأمن القومي وخبراء من البعثة الأممية والهيئة الدستورية لإقرار التعديلات الدستورية المطلوبة، موضحا أن المقترح يتضمن عرض المسودة المعدلة على الاستفتاء العام بعد أخذ الإذن بذلك من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
ويرى “بوشناف ” في المقترح المقدم إمكانية تأجيل الاستفتاء واعتماد النسخة المعدلة للدستور من طرف مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بالاشتراك مع الهيئة الدستورية كدستور مؤقت لليبيا لمدة عشر سنوات ثم يتم التعديل أو تأسيس دستور جديد للبلاد، مبينا أن هذا المقترح يشدد على ضرورة العمل على وضع دستور دائم للبلاد للمباشرة في تأسيس الدولة ومؤسساتها وينظم العلاقات الدستورية والقانونية ويضمن الحقوق والحريات ويحقق الركائز الأساسية لبناء هياكل الدولة ويمنح الشرعية والمشروعية والصفة القانونية لعمل المؤسسات.
وحول دور ومهام مجلس الأمن القومي الليبي أوضح المستشار “إبراهيم بوشناف” أن هناك تصورا خاطئا من البعض حول مفهوم ومهام المجلس ، حيث يرونه وكانه جهاز عسكري أو أمني ، في حين أن مفهوم مجالس الأمن القومية في كل دول العالم حتى المستقرة منها مفهوم واسع يشمل الحفاظ على سيادة الدول واستقلالها والحفاظ على ثرواتها وأمن واستقرار ورفاهية شعوبها في كافة مناحي الأمن القومي الواسعة ومنها الأمن المائي والاقتصادي والمعيشي والأمن الغذائي والمجتمعي والتربوي وغيرها.
وتطرق مستشار الأمن القومي إلى أن زياراته الخارجية التي قام بها مؤخرا سواء لدول الجوار ومنها مصر وتونس وتشاد والنيجر أو للدول الأوروبية ومنها روسيا وكذلك لقاءاته مع بعثات المنظمات الدولية تركزت على التشديد والتمسك بالحفاظ على الأمن والسيادية الليبية، وتأمين الحدود البرية والبحرية والجوية المخترقة من الدول والعصابات الدولية المنظمة ، ومافيات تهريب البشر والأسلحة وثروات ليبيا النفطية والغذائية والمعدنية، وكذلك بحث وتنسيق التعاون الأمني والسياسي في محاربة الارهاب وعصابات الإجرام المنظم، وكيفية مساعدتنا في الاستفادة من الخبرات لتأمين حدودنا، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الاجانب من بلادنا والمحافظة على ثرواتنا.
واستطرد قائلا : في كل اللقاءات التي أجريناها شددنا على أن الحل في ليبيا يجب أن يكون ليبيا ، و أوضحنا بشكل مباشر رفضنا المطلق للتدخل الأجنبي السلبي في الأزمة الليبية ، وسرقة القرار والموقف الليبي وارتهانه للخارج لمصالح تخدم الدول المتدخلة ، وتأتي على حساب الشعب الليبي وحقوقه وكرامته وثرواته وسيادته واستقلاله.
وحول رؤيته لدور الإعلام الوطني في هذه الفترة شدد “بوشناف ” في حواره مع مجلس ادارة وكالة الانباء الليبية على دور الإعلام الوطني في الحفاظ على الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي بين الليبيين من خلال التوعية بمخاطر الانقسام والفرقة والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد.
ولفت مستشار الأمن القومي الليبي “إبراهيم بوشناف ” إلى الدور الهام الذي يقع على كاهل وكالة الأنباء الليبية “وال” والعاملين فيها باعتبارها من المؤسسات الصحفية السيادية العريقة والمشهود لها بالخبرة والمهنية، وتتمتع بالثقة والمصداقية لدى المؤسسات الليبية والرأي العام في ليبيا في توعية الناس بمفهوم الوطنية الحقة.
وشدد “بوشناف” خلال اللقاء على أن الحفاظ على الهوية الليبية والإرث التاريخي لليبيا ورعاية المناطق والمدن الأثرية والمتاحف هي من صلب مهام مجلس الأمن القومي الليبي بما فيها الوثائق التاريخية والمطبوعات والمراكز البحثية.
وتعهد مستشار الأمن القومي بالعمل والسعي للمحافظة على الارشيف الوطني والتاريخي لوكالة الأنباء الليبية الذي يضم ملايين الوثائق والصور والمطبوعات من خلال التوثيق الالكتروني باعتباره أحد روافد الهوية والتاريخ الليبي. (وال – بنغازي)