بنغازي 18 يونيو 2023 (وال) – يشهد إقبال المواطنين هذا العام على شراء الأضاحي انخفاضا لافتًا، نظرا للأوضاع المعيشية الصعبة جرّاء ارتفاع الأسعار.
والسبب الرئيسي لزيادة الأسعار هو ارتفاع الأعلاف، وأن هناك تضخمًا كبيرًا في السوق، وناشدوا بدعم الأعلاف، من أجل خفض القيمة عليهم وبالتالي خفض الأسعار.
حول هذا الموضوع ومع اقتراب عيد الأضحى، أجرت وكالة الأنباء الليبية استطلاعا عن أسعار الأضاحي لهذا العام وتواصلت مع أحد تجار المواشي بالمنطقة الشرقية محمد العنيزي، حيث قال : ” السوق حاليا يشهد حالة كساد كبيرة فليس هناك أي إقبال من قبل المواطنين للشراء حتى الآن، وأن أسعار الأضاحي المحلية لهذا العام لازلت غير مستقرة بعد، ولم تشهد أي انخفاض بسبب عدم نزوع الأضاحي المستوردة إلى الآن للسوق المحلي.
التكلفة باهظة ولم نحظ على دعم
حيث أوضح العنيزي، أن التجار هذا العام وكل عام يواجهون عراقيل وصعوبات أثناء رحلة تربية الأضاحي من تكلفة باهظة للأعلاف، والتي لم ينخفض سعرها إلا في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلي أجور العمال والرعاة وأدوية المواشي والحفاظ على صحتها على مدار العام، وعدم دعم وزارة الاقتصاد لنا كتجار من حيث توفير الأعلاف ومصاريف علاج الأغنام يؤدي إلى تحميل كل هذه المصاريف على عاتق التاجر الذي يحاول في نهاية الأمر إلى كسب ولو نسبة بسيطة من أرباح البيع، مع مراعاتنا الدائمة لظروف المواطن والمحاولة للتخفيف عنه.
ونسب العنيزي أن أسباب ارتفاع السعر للأضحية من كل عام راجع إلى عمليات التهريب التي تدار كل عام من قبل بعض التجار المهربين الذين يستغلون الطلب على الأضحية المحلية من قبل دولتي مصر وتونس؛ نظرا للمميزات التي يتمتع بها الخروف المحلي مقارنة بغيره، فيتم تهريب كميات كبيرة منه خارجا ليحدث نقص في السوق المحلي، وبالتالي نشهد ارتفاع مبالغ فيه أحيانا في السعر.
استيراد المواشي يلعب دورًا
من جهته يتحدث مربي المواشي حامد إبراهيم من المنطقة الغربية، بأن الأسعار حاليًا مرتفعة جدًا، حيث تراوح سعر الأضحية المحلية ما بين 1500 إلى 2000 دينار ليبي، بينما أسعار الأضاحي المستوردة تراوحت في أسواق طرابلس ومصراتة ما بين 1200 إلى 1200 دينار، رغم عدم جودتها الكافية وصغر حجمها الذي يوحي بالتغذية السيئة لها.
يتابع هذا العام واجهنا قلة الاعتمادات لاستيراد مواشي خارجية وهذا سبب رئيسي في عدم توافر أضاحي تغطي الأسواق المحلية، وأن تلعب دور في تخفيف العبء عن المواطن في حالة عدم قدرته على شراء أضحية محلية.
عدد المستورد لا يغطي السوق المحلي
وعن نقص استيراد الأضاحي الخارجية لهذا العام يوضح مفتاح الشهيبي مدير مكتب الإعلام لميناء بنغازي البحري، لوكالة الأنباء الليبية، عن دخول سفينة “ليدي رشا” مطلع الأسبوع الماضي لميناء بنغازي حاملة 8500 رأس غنم وعدد125 رأسا من الأبقار المستوردة من دولة رومانيا، لافتا أن الكمية قليلة جدا لتغطية السوق المحلي دون أي معلومات عن وصول أي شحنة جديدة حتى الآن، فجهات الاعتماد والجهات المسؤولة من وزارة الاقتصاد، هي من تقوم بدعم مثل هذه البضائع المتخصصة بالاتفاق مع التجار فى مناسبات معينة.
يوضح الشهيبي بأن آلية وصول أي شحنات للميناء تكون عبر وصول إشعار من السفن القادمة قبل يومين أو ثلاثة أيام يعلن به قرب وصول أي شحنة ليتم الاستعداد لاستقبالها .
المستورد يخضع للكشف الصحي
من جهته، يتحدث منسق العمل داخل ميناء بنغازي البحري حمزة التاجوري، عن الإجراءات التي يعمل بها الميناء عن استقبال أي شحنة من الخارج سواء غذائية عن طريق أخذ عينات من البضائع والكشف عليها والتأكد من مدى جودتها، أما المواشي فيتم عادة تكليف طبيب بيطري من قبل وزارة الصحة أو من قبل المستورد، حيث يقوم الطبيب البيطري بالكشف الصحي عن كل أعداد المواشي التي تكون مصحوبة من بلدها المنشأ بالوثائق الصحية الخاصة بكل عدد منها، ولكن للتأكيد يتم الكشف عليها مجددا والكشف أيضا على مدى جودة الحظيرة حتى يتم الإفراج عنها والتصرف بها.
اعتراض شديد من عامة الشعب
وكالة الأنباء الليبية استطلعت أراء بعض المواطنين، الذين أجمع عددًا منهم على عدم مقدرتهم على تحمل تكاليف دفع الأضحية، حيث عبر المواطن “خالد الجامعي” عن عجزه التام عن تخصيص مبلغ معين للأضحية بسبب تأخر نزول الرواتب، التي عندما تأتي يكون لدينا الكثير من الالتزامات والديون التي سبق أن تدينتها بسبب تأخر الراتب، بالإضافة إلى الأسعار المبالغ فيها للأضاحي حتى الآن لاتزال مرتفعة الثمن جدا، وسننتظر حتى قرب يوم العيد آملا في انخفاضها.
يشير “عبد العزيز البركي” على استغلال التجار لهذه المناسبة سنويا واصفا ما يحدث بالجشع غير المبرر، وعدم مراعاة ظروف المواطن البسيط، الذي يكون عاجز عن شراء الخبزة أحيانا وأن ارتفاع سعر الأضحية يحرم الشخص من أداء هذه الفريضة الفضيلة التي يقوم من خلالها بالتقرب من الله عز وجل، ولكن طمعهم يكون حاجز فليس هناك مبرر لهذه الأسعار الفلكية للأضاحي المحلية، ونحن كمجتمع ليبي الأغلب يفضل التضحية بأضحية محلية فالمحلي كمواصفات أفضل بكثير من الأضاحي المستوردة، فالفكرة تكون هو التقرب لله بأفضل الأشياء وليس أرخصها.
أما المواطن “مخلوف الصابر” يحمل الجهات المسؤولة السبب في معاناة المواطنين المتكررة من كل عام من عجز وعدم مقدرتهم على استقبال أي مناسبة سواء كانت أحد العيدين أم مناسبات أخرى كالمدارس وغيره، فأزمة نقص السيولة الممتدة على مدار أعوام بالإضافة الى ارتفاع أسعار كل شيء في البلاد جعل المواطن في حالة من التوتر الدائم والخوف وعدم الشعور بالاستقرار، فأنا كأب ورب للأسرة من واجباتي تأمين حياة كريمة لأطفالي ولعائلتي بداية من العيد وتوفير كامل احتياجاتهم ولكن الظروف أصبحت قاهرة فيضطر الشخص الى اللجوء لشراء الاضحية بالأقساط عبر المصارف أو اقتراض حقها محاولاً لتجنب عدم التضحية.
الجانب الديني والأضحية
من الجانب الديني يؤكد عضو اللجنة العليا للإفتاء والشؤون الإسلامية الشيخ إبراهيم بالأشهر، لوكالة الأنباء الليبية ـ عن شرعية شراء الاضحية بالتقسيط وأنه أمر جائز ولا حرج فيه، ولكن ينبغي على المسلم ألا يكلف على نفسه مالا يستطيع فإذا كان قادرا على دفع أقساط هذه الأضحية دون تكلف فلا بأس في ذلك، وإن كان غير قادر فلا حرج في ذلك فديننا دين يسر كما نقول دائما.
فالتضحية عبادة فضيلة تقرب العبد إلى ربه، فلا يجوز التحدث بما يتحدث به بعض الأشخاص الغير واعيين بحرمة تمنعهم من الإقدام على التضحية بحجة ارتفاع السعر والأضحية سنة مؤكدة على كل مسلم أن يكون مقتدر على ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم” من لديه سعة من المال ولم يضحي فلا يقرب مصلانا” فوجوب أن يكون الإنسان مقترب ليضحي وألا يكلف نفسا شيئا . (وال – بنغازي) ف و