بنغازي 15 أغسطس 2022 (وال) –نظمت أمس الإثنين بقاعة المؤتمرات بمركز البحوث والاستشارات بجامعة بنغازي، محاضرة توعوية تحت عنوان ” مواجهة بيئة العمل السامة باستخدام مفهوم الرأس مال النفسي “.
قدمت المحاضرة عضو هيئة التدريس في كلية الاقتصاد بجامعة بنغازي، وخبير المعهد السويسري للتعليم والتنمية، دكتورة هدى عبد الله المقيرحي، وجاءت بتنظيم مشترك لمراكز جامعة بنغازي وهي: مركز البحوث والاستشارات، ومركز البحوث الاقتصادية، ومركز المعلومات والتوثيق، وهي باكورة لسلسلة من المحاضرات في مجال تطبيق علم النفس الإيجابي في بيئة العمل من أجل الرفاه والصحة النفسية للموظف.
أما أهم المحاور فقد ألقت الضوء على بعض الموضوعات مثل: علم النفس الايجابي وعلاقته بالسلوك التنظيمي. لماذا؟ صحة ورفاه العمل، وأهمية تشخيص الاحتراق الوظيفي لدى الموظف، وتكنيك رأس المال النفسي والبطل الذي بداخلك؟ والتحدث والاستماع في مجموعات، واختبار الاحتراق الوظيفي، استبيان رأس المال النفسي.
وقالت دكتورة هدى المقيرحي “إن مجال الصحة النفسية للموظفين ورفاه العمل، يعد مجال جديد نوعا ما، والآن تلجأ إليه الشركات والمؤسسات والمنظمات الدولية للاهتمام بالموظفين على اعتبار أنهم مورد بشري مهم يحقق المنافسة في مجال الأعمال، بالإضافة إلي أن هذا المجال يمكن الشركة أو المؤسسة من الزيادة الإنتاجية، ومن رفع ولاء الموظفين للمنظمة أو المؤسسة، ويخفف من عوامل الضغط والاحتراق الوظيفي وعدة عوامل سلبية تؤثر على المخرجات الإيجابية للشركة أو المؤسسة.
ومحاضرة اليوم هي الأولى من نوعها في ليبيا في هذا المجال وهو استخدام تكنيك يسمى (الرأس مال النفسي)، الذي يستخدم للتغلب على أو لمواجهة الظروف السلبية في بيئات العمل، وتحدثنا عن الاحتراق الوظيفي باعتباره مشكلة عالمية وقد صنفته منظمة الصحة العالمية كمرض عضوي وليس نفسي، يؤثر على الموظف ليس في بيئة العمل فقط، وإنما يؤثر حتى على حياته الشخصية.
فالاحتراق الوظيفي ببساطة هو الإنهاك النفسي والجسدي والعاطفي في بيئة العمل، وهو المرحلة التي يكون فيها الموظف غير قادر على القيام بعمله بنفس أدائه ومستواه الفكري والإبداعي كما في السابق.
وتوجد تشخيصات نتمكن من خلالها من معرفة إصابة الموظف بالاحتراق الوظيفي وغالبا ما تكون هناك أعراض للاحتراق الوظيفي تظهر على الموظف هذه الأعراض تتمثل في أن الموظف يكون كثير النسيان، متغيب، غير ملتزم، لا مبالي، غير مهتم، ليس لديه ولاء وظيفي، منعزل عن زملائه.
وهناك سبل لمعالجة الاحتراق الوظيفي، إحدى هذه السبل تقوم بها المؤسسة والأخرى يقوم بها الشخص نفسه، فمعالجة الاحتراق الوظيفي تعتمد على الشخص نفسه بمعنى أن ( 80%) من المعالجة يقوم بها الشخص المصاب، وأن أهم أداة لمواجهة الاحتراق الوظيفي هو الرأس مال النفسي الموجود بداخل كل منا، ونحتاج فقط إلي أن ندرك ما هو وان يتم التوعية بكيفية استخدامه لمواجهة الاحتراق الوظيفي، و أن الرأس مال النفسي يشير إلي مجموعة من القدرات التي يمكن للموظف استخدامها لتحسين أدائه في العمل ونجاحه الشخصي، وعلم النفس الإيجابي يقدم لنا فرص لبناء الاستقرار الوظيفي، إذ أظهرت الدراسات أهن هناك علاقة إيجابية واضحة بين رأس المال النفسي وبين عدد من النتائج الإيجابية في العمل كالرضا الوظيفي والالتزام المؤسسي والرفاه النفسي، وتضمن هذه القدرات التي يشار إليها اختصاراً بكلمة هيرو ( بطل ) ما يلي : الأمل، والفعالية، والصمود، والتفاؤل.
كما ستكون هناك مجموعة من المحاضرات في مجالي السلوك التنظيمي والرأس مال النفسي، والتي نهدف من خلالها إلي توعية موظفي جامعة بنغازي بهذا المجال، ويوجد الرأس مال النفسي للقيادات، و للموظفين، و للمدراء في المستوى المتوسط، فرأس المال النفسي يستخدم في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة، سواء على الصعيد الشخصي، و في الحياة العائلية، وفي الصداقات، حيث تم استعارته من علم النفس الايجابي الذي يتم تطبيقه في المؤسسات وشركات الأعمال والمنظمات.
وبيئة العمل السامة هي البيئة السلبية التي تؤثر على أداء الموظف وعطائه وإنتاجيته وتؤثر أيضاً على توازنه العقلي والنفسي ليس في العمل فقط، بل أيضا حتى في المنزل فهذه التراكمات تسبب له ضغط و في النهاية احتراق وظيفي يؤثر على أدائه، وبالتالي على مخرجات المنظمة أو المؤسسة، لذلك الآن الاتجاه العالمي هو الاهتمام برفاه وصحة الموظف وليس فقط بالحوافز المادية.
وتابعت المقيرحي: نسعى في المستقبل القريب إلي القيام بورش عمل تدريبية معمقة ومكثفة، قد تصل إلي أربعة أو خمسة أيام، يتعلم فيها الموظفين هذا التكنيك وكيفية استخدامه للتغلب على البيئة السلبية في العمل.
واختتمت حديثها مبينة أن قسم خدمة المجتمع في كلية الاقتصاد بجامعة بنغازي، هذا القسم الحديث سيقوم بتنظيم برنامج إذاعي أو مرئي لمثل هذا النوع من المحاضرات التوعوية وبالتحديد في مجال صحة ورفاه الموظف، والذي يسعى القسم من خلاله إلي دمج كلية الاقتصاد مع المجتمع بحيث يكون للكلية تأثير أكبر في المجتمع”.(وال بنغازي). س خ.