بنغازي 07 سبتمبر 2023 (وال) -مازالت الولايات المتحدة والصين تتصدران، دول العالم كأكبر اقتصادين وبفارق كبير جدا عن باقية الدول، وهو ما بقي ثابتا في الترتيب العالمي لتصنيف أكبر (20) اقتصاد عالمي لسنة 2023.
أعدت التصنيف الجديد “جامعة بيرونيا” الهندية، مستندة إلى أحدث بيانات صندوق النقد الدولي الواردة في تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي” الذي يصدره الصندوق مرتين سنويا، في يوليو ويناير على أساس نمو اقتصادات البلدان، وحجم الناتج المحلي الإجمالي، ومؤشر أسعار المستهلك، ومعدلات البطالة والفائض والعجز.
ويعطي التقرير هنا بُعد الناتج المحلي الإجمالي لقياس حجم الاقتصاد، رغم أن هذا الناتج يعني إجمالي القيمة النقدية لجميع السلع والخدمات المنتجة في الدولة سنويا، وهذا ما جاء في تصنيف أمريكا والصين.
-الولايات المتحدة 23 تريليون دولار
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي الأكبر في العالم اقتصاديا، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي (23) تريليون دولار، وهو المقياس النقدي للقيمة السوقية لكل السلع والخدمات المنتجة في فترة زمنية محددة، ومعدل النمو (5.7%)، علما أن الرعاية الصحية والعقارات والتأمين والتمويل وتقنية المعلومات والخدمات المهنية، أكبر مساهم في نمو الاقتصاد الأميركي.
وأكثر ما ينشط في الدولة الاستثمار التجاري والاستثمار الأجنبي المباشر، بسبب البيئة المرنة في الاقتصاد، ومع كونه أكبر اقتصاد، يتعين على سكان الولايات المتحدة مواجهة العديد من القضايا، مثل تزايد المشكلات الصحية، وانهيار البنية التحتية، وعدم المساواة الاقتصادية، وتدهور الظروف المناخية، والسلامة الاجتماعية.
– الصين 17.73 تريليون دولار
تعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي (17.73) تريليون دولار، ومعدل النمو (8.1%)، وتعتبر الصين أكبر اقتصاد في العالم من حيث معيار تعادل القوة الشرائية التي تبلغ (18.59%) من إجمالي الناتج المحلي، كما تتقدم الصين باستمرار من حيث التنمية الاقتصادية والإنتاج الضخم.
وللصين سياسة تتعلق بالتصنيع المحلي، ما يؤدي إلى إنتاج ضخم، ويقلل في نهاية المطاف من تكلفة الإنتاج بالنسبة إلى الصين، وهذا ما يجعل الصين أكبر مصدر في العالم، ويساهم بقوة في التنمية الاقتصادية لهذا البلد.
-الصين والسعي نحو الهدف
انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001، نما اقتصاد البلاد ليصبح في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث القوة الشرائية، وفي العقد الماضي، انتشر نفوذها التجاري العالمي بشكل كبير، وأخذت الصين مكان الولايات المتحدة تدريجيا كمورد رئيسي للسلع في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، وأحد أهم المجالات التي دخلتها الصين بقوة كبيرة، هو مجال السلع الإلكترونية وأنظمة الحوسبة بشكل عام.
-صنع في الصين
تهدف الصين ضمن خطة “صنع في الصين 2025″، إلى تحقيق التحول الاقتصادي في الصين بنهاية المطاف من منطقة صناعية منخفضة التكلفة إلى قوة ابتكارية كبيرة، ويظل هذا الأمر على رأس أولويات الحكومة الصينية.
-الصين وصراعها مع أمريكا وتفوقها التقني
تشكل الصين التهديد الأساسي لهيمنة أمريكا عالميا، فقد شهد العقدان الماضيان تصاعدا متصلا للقوة الاقتصادية الصينية، وترافق ذلك مع زيادة وزنها السياسي على المستوى الدولي، فيما يتعاظم تعارض مصالحها مع مصالح أمريكا، بفعل توجهها لاستعادة دورها كقوة عالمية عظمى.
واظهر بحث أجراه مركز الفكر التابع لمعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي على مدى عام، التفوق الصيني على أمريكا، في سباق التطور التقني.
وبحسب البحث، تخسر أمريكا السباق التقني مع الصين والتي تتصدر فيما يقارب (37) مجالا تقنيا من أصل (44)، تشمل البطاريات الكهربائية، و صواريخ “الهايبرسونيكس”، فضلا عن الاتصالات المتقدمة وخدمات تقنية الجيلين الخامس والسادس، (5G و6G).
أما الولايات المتحدة مازالت، بحسب التقرير، رائدة في (7) من التقنيات المتبقية مثل اللقاحات والحوسبة الكمية وأنظمة الإطلاق الفضائية.
وكشف التقرير أن الصين بنت الأسس الصلبة لتضع نفسها كقوة عظمى رائدة في مجال العلوم والتقنية، من خلال العديد من الأبحاث المتقدمة في تلك المجالات التقنية، حيث تتواجد أكبر (10) مؤسسات بحثية رائدة عالميا في مجال التقنية في الصين، كما تنشر أبحاثا مهمة جدا وعالية التأثير، تفوق تسع مرات ما ينشر في امريكا.
وأضاف أن الأكاديمية الصينية للعلوم احتلت المرتبة الأولى أو الثانية في معظم التقنيات (44) المدرجة في البحث، بحسب ما نقلت صحيفة الجارديان.
وأكثر من ذلك حذر من احتكار صيني لثمان تقنيات، بينها المواد النانوية، والهيدروجين والأمونيا للطاقة، والبيولوجيا التركيبية علم مختص بصنع أنظمة حيوية عملية ابتداء من أصغر الأجزاء المكونة للحياة الممكنة مثل الدنا والبروتينات والجزيئات العضوية الأخرى.(وال بنغازي) م ب / س خ.