درنة 12 سبتمبر 2023 (وال) – فاجعة كبيرة ألمت بالليبيين خلال الساعات الماضية، بفعل الفيضانات الناجمة عن العاصفة المتوسطية دانيال، الذي ضربت مدن ومناطق شرق ليبيا فجر الأحد.
مئات الموتى والمفقودين، قدرتها مواقع إخبارية ومصادر رسمية أكثر من 2359 شخص لقوا مصرعهم، ناهيك عن عائلات بأكملها لم يتم العثور عليها .
وذكرت المواقع أن عدد العالقين في المناطق المنكوبة وتجري حاليا عمليات إنقاذهم وصل إلى حوالي “7” آلاف عائلة، إضافة إلى عدد كبير من المفقودين لم يتم تحديدهم بعد لكون كثيرين لم يتم الإبلاغ عن فقدانهم وخاصة في درنة التي انقطعت فيها الاتصالات الهاتفية .
وتحصلت وكالة الأنباء الليبية على مقاطع فيديو يظهر حجم الأضرار الكبيرة التي وقعت في المدينة، وانتشر عشرات الجثث في الشوارع .
وأظهرت المقاطع بدء أهالي المدينة حصر الجثث ووضعها في أكياس الموتي، لكن إلى الآن لم تستطيع الوكالة أو أي جهة رسمية إعلان عدد رسمي أو تقريبي لعدد الضحايا .
وتمكن أهالي المدينة بمجهودات شخصية حتى الآن من ترميم بعض الطرقات الموصلة إلى المدينة بعد انقطاع منافذ المدينة الثلاثة طيلة ساعات يوم الأمس “ولعل بعض الإمدادات تصل كالقوارب المطاطية لنتمكن من التنقل والوصول لبعض الأسر العالقة على أسطح المباني العالية”.
ومن جهته، قال وزير الصحة بالحكومة الليبية عثمان عبد الجليل، إن الأوضاع في درنة تزداد مأساوية ولا توجد إحصاءات نهائية لأعداد الضحايا، مضيفاً أن هناك كثير من الأحياء لم نتمكن من الوصول إليها وأتوقع ارتفاع عدد الوفيات إلى 10 آلاف.
ودعا عبد الجليل، الدول الصديقة بالمساعدة في إنقاذ ما تبقى بمدينة درنة ومناطق الجبل، وهي المناطق التي أعلنت عنها الحكومة الليبية “منكوبة”، بسبب السيول التي اجتاحتها.
وقال في البيان “شعورا منا بالمسؤولية و نظرا للتداعيات الجسيمة للكارثة، نعلن تلك المنطقة منطقة منكوبة ونطلب من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة والدعم”.
واستجابة للوضع الإنساني المتفاقم، أمر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر بتخصيص جميع الإمكانيات الطبية والعسكرية لدعم المتضررين ونقل الجرحى إلى المستشفيات.
وطالب المشير حفتر الحكومة تشكيل لجان لتقييم الأضرار والخسائر والبدء الفوري في إعادة رصف الطرق المدمرة، بالإضافة لتخصيص التمويل اللازم لهذه المهمة من قبل جميع الجهات الرسمية خاصة مصرف ليبيا المركزي.
وأعلن القائد العام للقوات المُسلحة المشير خليفة حفتر عن توفير مصر والإمارات وتونس والأردن مساعدات عاجلة لمواجهة آثار السيول التي ضربت المنطقة الشرقية، متقدماً بالشكر لهذه الدول على استجابتهم السريعة.
وقال حفتر، إن الإمارات العربية المتحدة أرسلت مساعدات إغاثية وفرق إنقاذ وصلت مبكراً وبدأت فعليًا المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى إرسال مصر فرق إنقاذ وأطباء، كما وجه ملك الأردن عبد الله الثاني بإرسال مساعدات عاجلة، مشيراً إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد أذن بتسخير الإمكانيات البشرية والمادية للمساهمة في مواجهة الآثار الناجمة عن هذه الفيضانات وتعزيز جهود البحث والإنقاذ، لافتاً إلى عديد الدول الأخرى أبدت استعدادها لإرسال المعدات الطبية وفرق الإنقاذ والمساندة. (وال – درنة)