بنغازي 02 أكتوبر 2023 (وال) -جادت قرائح العديد من الشعراء الليبيين والعرب، بسبب المصاب الجلل الذي حاق بمدينة درنة وتسبب في إلحاق الأذى بالبشر والحجر، وكان في هذه القصائد بعض العزاء لليبيين في هذا الحدث المحزن.
ومن القصائد المؤلمة عن جرح درنة قصيدة للشاعر الكبير راشد الزبير السنوسي حيث قال:
ومَخالِبُ الأَقْدَارِ تُحْكِمُ قَبْضَةً … تسْتَلُ مِنْ حِضْنِ الوَلُودِ شهِيْدا
وعلى المدى لاحت لعَيْنَكَ درنَةٌ … فاحْبِسْ دُمُوعا ما رَحِمنَ خُدُودا
فالْيَاسَمِيْنُ توَقَفَتْ أنْفاسُهُ … حُزنا وماتَ على الشِفَاهِ نَشِيْدا
كما جادت قريحة الشاعر عصام الفرجاني بقصيدة عن درنة يقول فيها:
كنتِ الفراش لقومٍ والسماءَ لهم … وكان ظلُّكِ مِن دون السَّما الهُدُبَا
ناموا بِحِضنِكِ لكنْ في المَسَا رحلوا … في بحرِك اتَّخذوا سبيلَهُم عجبَا
وطفلةٍ ضمَّها في المهد والدُها … فأصبح البحرُ أُمًّا والرُّكامُ أَبَا
وعارضه الشاعر إبراهيم مسعود المسماري بقصيدة يقول فيها:
ببالغِ الحُزنِ أبكيهِم وأندبُهُم … لكنْ أيُرجِعُ هذا الدمعُ مَن ذَهَبا
يا دُرّةَ الجبلِ المكلومِ يا نغمًا … بهِ شَدَونا بَياتًا رائقًا، وصَبا
في سالفِ الحبِ كم كنا نُدَنْدِنُهُ … مِن قبلِ أن تولدَ الألحانُ ذاتَ صِبا
وقدم الشاعر محمد بو جار الله بقصيدة مؤثرة يقول فيها:
لو غيرَ درنةَ يا دانْيالُ قد جَرَفَتْ … تلك السِّيولُ لهان الخطبُ واحتجَبَا
صحبُ النبيِّ وأطفالٌ وحاضرةٌ … لم يُدْرَ أين بهمْ يا قومِ قد ذُهِبَا
آلوا إلى البحر فاتَّخذوا سبيلهُمُ … أم تحت ردمِكَ قد صاروا فوا عجبَا!
وأثرت أحداث درنة المؤلمة في شعراء عرب منهم من سبق لهم زيارتها، ومنهم من شاهد أحداثها عن طريق الإعلام، فهذا الشاعر العراقي عدنان الجزائري وقد كان مدرسا للغة العربية في مدبنة القبة قبل ربع قرن يقول:
عَمَّ الأسى في كُلّ حيّ واشتكى … سوقُ ٱلظلامِ وجامعُ ٱلأصحابِ
وسَمِعْتُ “شيحا” تسْتغيثُ وأهلُها … يَطفونَ فَوْقَ السيل كالأخشاب
فبَكَيْتُ ساحِلَكِ الجميلَ مهابَةً … وشَمَمْتُ عطراً مازِجاً بتُرابِ
ونسج الشاعر محمد المزوغي قصيدة مؤثرة يقول فيها:
يا جرح درنةَ قد أوغلت في كبدي … يا جرحَ درنةَ هل يوما ستندملُ
وهل تعود دروبٌ كنتُ آلفُها … ما رحتُ إلا وبي من عطرها بللُ
وهل يرحّبُ بي قيسٌ وإخوتُهُ … وهل يفوح بخورٌ حين نحتفلُ
وقالت الشاعرة هنادي قرقاب من مدينة نالوت قصيدة موجعة عن مدينة درنة تقول فيها:
الشمسُ ما أشرقت من شرقنا وجعًا … غضا على وطني ليلٌ إلى السمدِ
ترّسَّم السيلُ فينا كلنا وجرى … دمعًا دفوقاً من الأحداقِ والكبدِ
عِمنا بكاءً أبينا أن توحدنا … إلا سيولٌ من الأمواتِ والرمدِ
كما كتب الشاعر محمد الطياري قصيدة عصماء عن أحداث درنة يقول فيها:
كلُّ الجراحِ وإن طالت مواجعُها … فسوف يأتي زمانٌ فيه تندملُ
إلا جراحَكِ يا درنةُ ليس لها … في القلبِ قطُّ التئامٌ، أو لها أجلُ
لا تعذلوني إذا ما الدَّمعُ غالبني … كم جلَّ خطبٌ ولم تَدمعْ ليَ المُقل
الشاعر علي الجمل من طرابلس يرثي المدينة بمرثية يقول فيها:
لا لَيسَ وَادِيكِ هَذَا إِنَّهُ القَدَرُ … دَوَّى فَأَصْغَى لَهُ البُنْيَانُ وَالبَشـَرُ
أَمِيـرَةُ الـشَـرْقِ لا جَفَّـتْ لَـنَـا مُقَلٌ … وَالدَمْعُ مُخْتَـزَلٌ فِينَا وَمُخْتَصـَرُ
وَالحُزْنُ أَوَّلُهُ مَا خَبـَّرَتْ مُدُنٌ … بِــــهِ وَآخِـرِهُ مَا جَــرَّهُ الخَبَـرُ
وأجادت الشاعرة منى الهادي بقصيدة قالت فيها:
والمسكُ لولا بُردتيكَ مُضيّعٌ … والوردُ فيكَ تعللَ الأنساما
يا درنةَ الأورادِ جئتُكِ عاشقاً … لا باكياً فاسترجعي الأقلاما
ولتنبذي الأحزانَ .. هذا موعدٌ … للفجرِ لا يُبقي عليكِ ظلاما
وأشجتنا قصيدة للشاعرة هند علي الساحلي مازجة دموعها مع شطآن درنة بقولها:
دانيالُ يعصفُ، والأمواجُ هادرةٌ … والماءُ يطمسُ أشلاءَ العناوينِ
كيف استحالت مياهُ البحرِ مقبرةً … وأضحت الأرضُ مأوىً للجثامينِ
أين الصحابةُ؟ أنّى صار مرقدُهم … كيف استكانوا على الأمواهِ والطينِ!!
يشار إلى أن بعض المهتمين بالشأن الثقافي، أعلنوا أنهم ينوون جمع القصائد التي كتبت عن مدينة درنة في ديوان جامع، آملين أن يرى النور قريبا مع إعمار درنة، ورأب صدعها وإعادتها كما كانت من قبل صرحا للفن والثقافة والإبداع.(وال بنغازي) ص ع / س خ.