القاهرة 02 نوفمبر 2023 (وال)- تتجه أنظار الفلسطينيين والعرب صوب القمة العربية المقرر انعقادها في العاصمة السعودية الرياض في 11 من الشهر الجاري، بأمل الخروج بنتائج إيجابية وبلورة المواقف العربية في خندق واحد، لتوصيل رسالة شديدة اللهجة إلى الدول الغربية الداعمة بقوة لإسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على أهالي قطاع غزة.
ويأمل الفلسطينيون في الوصول إلى حل لقضيتهم التي تشهد تصعيدا على نحو غير مسبوق منذ عملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي، وما تبعها من مجازر إسرائيلية في قطاع غزة.
وقال السياسي الفلسطيني محمد أبو سمرة – في تصريحات لوكالة الأنباء الليبية (وال): “رغم أهمية القمة لتوحيد صفوف العرب تجاه القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها، لكن لا يجب أن نعول كثيرا على نتائجها، لأنها تفتقد آلية التنفيذ والضغط على المجتمع الدولي”.
وأضاف أبو سمرة: “بإمكان العرب اتخاذ قرارات قوية مثل سلاح النفط، وسحب الاستثمارات من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية الداعمة لإسرائيل والتي جاهرت بذلك منذ بدء القصف الإسرائيلي لغزة، وهو ما قد يجبر هذه الدول على التراجع في مواقفها”.
وشدد أبو سمرة على ضرورة الاستمرار في التصعيد العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي، والضغط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لافتا إلى أنه بإمكان القمة العربية القادمة في الرياض التوصل لمشروع قرار عربي ينتزع بعض الحقوق الفلسطينية المهدرة.
من جهته، قال مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية مهند العكلوك، إن القمة العربية الطارئة التي ستعقد بالرياض، بناء على دعوة الرئيس محمود عباس واستجابة عاجلة من المملكة العربية السعودية – الرئيس الحالي للقمة العربية في دورتها 32 – تأتي في فترة عصيبة يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لإبادة جماعية، وتهجير قسري وتطهير عرقي من الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف: “نتوقع أن يتحمل الأشقاء العرب المسؤولية وعبء المستجدات الخطيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، وأن تتم ترجمة التضحيات العظيمة الذي تعرض لها الشعب الفلسطيني خلال الأسابيع الماضية راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير مئات الوحدات السكنية إلى حل سياسي يترجم إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وتابع: “أتمنى أن يصدر القادة العرب رسالة موجهة للمجتمع الدولي، بضرورة أخذ العبر والدروس فيما يجري الآن بقطاع غزة من عدوان إسرائيلي، يستخدم فيها أسلحة محرمة دوليا، ومجازر وكوارث إنسانية يرتكبها الجيش الإسرائيلي، وعلى إسرائيل أن تعلم إنها ليست فوق القانون”.
وشدّد على أهمية من توفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة لحماية المدنيين، ومساءلة إسرائيل عما انتهجه من جرائم من خلال آليات العدالة الدولية.
وأضاف: “يجب ترجمة هذه المطالب والقرارات التي ستصدر عن الأشقاء العرب إلى أفعّال، وأن يكون هناك إرادة عربية تستخدم الأوراق السياسية والاقتصادية، من خلال العلاقات الثنائية، ونحن نثق بأن الأشقاء العرب لديهم قدرة وتأثير كبير بالمجتمع الدولي، وتشكيل ضغط على دولة الاحتلال لإنهاء عدوانها ووقف انتهاكاتها المستمرة بحق المدنيين، وبحق المسجد الأقصى المبارك ووقف الاستيطان”.
وتابع: “إن يكن رسالة واضحة مفادها هو لن يكون هناك سلام ولا استقرار في المنطقة، إلا حل عادل للقضية الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه”.
بدوره، قال المتحدث باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة: “نريد من هذه القمة أن تحرك هذه المنظومة الدولية الظالمة، التي لم يحرك ضمائرها كل هذه الدماء التي تثير لهذه المجازر البشعة، ولم يشهدها هذا العصر، وتقترب من مرور شهر كامل ولا أحد يستطيع أن يلزم هذا الاحتلال المجرم، ومن يدعمه من أمريكا ومن معهم بوقف عدوانهم على الأطفال وعن الشعب الفلسطيني”.
في المقابل، يرى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، إن الدول العربية ستضع نصب أعينها القرارات الأفضل لمساعدة الفلسطينيين على مواجهة هذه الأوضاع. (وال – القاهرة)