الجزائر 02 نوفمبر 2023 (وال)- عقد مجلس وزراء الصحة العرب دورته غير العادية عبر تقنية الفيديو “كونفرانس” برئاسة وزير الصحة الجزائري – رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة العرب.
الاجتماع عقد بدعوة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قطاع الشؤون الاجتماعية – الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، بهدف بحث الموضوعات الصحية المقرر رفعها إلى القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية القادمة المنعقدة في العاصمة الموريتانية نواقشوط.
وبعد الاستماع إلى مداخلة وزيرة الصحة الفلسطينية، ووزراء الصحة العرب، حول التداعيات الصحية الخطيرة في قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية، وللتشاور والتنسيق حول سُبل فتح ممرات آمنة مستدامة لعبور المساعدات الصحية والإنسانية العاجلة إلى الشعب الفلسطيني، وبعد الاطلاع على تقرير وزارة الصحة الفلسطينية بتاريخ الأول من نوفمبر والذي جاء فيه: قصف الاحتلال الإسرائيلي للمناطق المجاورة لمستشفيات الشفاء والقدس في قطاع غزة، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى الصداقة التركي الوحيد المخصص بأمراض السرطان في القطاع في أعقاب دعوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء هذه المنشآت على الفور، وأيضا قصف مستشفى المعمداني.
وأشار التقرير إلى تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، هجوما على عدد 118 مــرفـقا رعاية صحية، وإلحاق الضرر بــــــ 50 سيارة إسعاف، بينها 28 سيارة خرجت عن الخدمة بشكلٍ كامل، وتنفيذ 67 هجوما لعرقلة تقديم الرعاية الصحية وعدد 61 حالة تتعلق بالعنف الجسدي تجاه الفرق الصحية وعدد 19 حالة تتعلق باحتجاز الطواقم الصحية وسيارات الإسعاف وعدد 12 حالة تتضمن التفتيش العسكري للكوادر الصحية، إضافة إلى استشهاد 132 فردا من الكوادر الصحية، وأكثر من 110 جريحا، وخروج 16 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة، وعدد 51 مركز رعاية صحية من أصل 72.
وتضمن التقرير نداء وزارة الصحة الفلسطينية للتبرع بالدم، ومناشدة اللجنة الدولية ومنظمة الصحة العالمية، بتوفير وحدات الدم من خارج قطاع غزة، ومن الضفة الغربية، ومن مصر، وإغلاق القوى القائمة بالاحتلال للمدن والحواجز وانعدام الأمن والقيود المفروضة على الحركة، والاعتداءات على القطاع الصحي في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما جعل حركة سيارات الإسعاف صعبة، إضافة لعرقلة حركة العاملين في مجال الرعاية الصحية، وعرقلة وصول المرضى إلى الرعاية الأولية والمستشفيات بين مدن الضفة الغربية والقدس.
ودان مجلس وزراء الصحة العرب بأشد العبارات جرائم الحرب والمجازر الوحشية المستمرة في قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 8720 شهيد وأكثر من 22 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين بنسبة 73، وتدمير أكثر من 177.781 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى مئات المفقودين.
وأكد المجلس على ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتحذير من التداعيات الإنسانية والصحية الكارثية مع استمرار هذه الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب الإسرائيلية المتكررة وتهديداتها بإخلاء المستشفيات في شمال غزة، التي يوجد بها آلاف المرضى، والإجلاء القسري للمرضى والعاملين الصحيين، حيث إن هنالك مرضى في وحدات العناية المركزة، ومنهم من يعتمد على الأجهزة للبقاء على قيد الحياة، ومـرضـى يخضعون لغسيل الكلى، ومواليد في الحضانات، والنساء اللاتي يُعانين من مضاعفات الحمل وغيرهم، والتي تعد انتهاكا صريحا وصارخا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين المبرمة عام 1949.
وحذر المجلس من استمرار تلك الهجمات التي تستهدف الفلسطينيين في محيط المراكز العلاجية والمستشفيات، وكذلك الفرق الطبية وأماكن الإيواء التي يلجئون إليها هربا من القصف الإسرائيلي المتواصل، دون أي اكتراث بالأرواح التي تُزهق، مما سيُفاقم من تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية.
وأستنكر المجلس استمرار العدوان الإسرائيلي باستهداف المباني السكنية للمدنيين، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وفرض قيود على مقومات وموارد الحياة الأساسية من المياه وإدخال الأدوية والكهرباء والوقود الذي يؤدى إلى وقوع خسائر كارثية بالأرواح في صفوف المدنيين.
وطالب المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته لوقف هذه المجازر الوحشية، وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لضمان نفاذ وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إعمالا واحتراما لقواعد القانون الدولي الإنساني.
كما طالب المجتمع الدولي بالكف عن الكيل بمكيالين والضغط على القوى القائمة بالاحتلال، لرفع الحصار عن قطاع غزة، وحماية المدنيين والفرق الصحية والمنشآت الصحية، ومراكز الإيواء ودور العبادة، والسماح بشكل فوري وعاجل بإدخال الوقود للمستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف.
ونوه المجلس إلى جهود الفرق الطبية في قطاع غزة من صمود بطولي في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم والتحديات الكبيرة التي يواجهونها، والتأكيد على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والتحذير من أي محاولات لتهجيره خارجها، وتوسيع دائرة التواصل مع المنظمات الدولية والإقليمية، لحشد الدعم والمساندة
للشعب الفلسطيني، وتكليف المجلس رئيس الدورة الحالية (الجمهورية الجزائرية) ورئيس المكتب التنفيذي (جمهورية مصر العربية)، بمخاطبة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، لتكثيف جهوده من أجل تقديم كافة أشكال الدعم الطبي والإنساني لوزارة الصحة الفلسطينية، والعمل على حماية المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة.
ودعا المجلس إلى تكليف الأمانة الفنية بمتابعة الاحتياجات العاجلة مع وزارة الصحة الفلسطينية، وإبلاغ وزارات الصحة العربية بها بشكل دائم، والعمل على التوصيل الفوري والأمن للإمدادات الطبية والوقود والمياه النظيفة والأغذية وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال معبر رفح.
كما دعا إلى تكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الطلب من منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، لعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، على هامش المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف في يناير المقبل. (وال – الجزائر)