درنة 06 نوفمبر 2023 (وال) – شهدت مدينتي بنغازي ودرنة الأسبوع الماضي، انعقاد مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة، بمشاركة وفودٍ من الشركات العالمية ووفود أخرى دبلوماسية.
وتواصل اللجنة العليا للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار مدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة، التنسيق مع كبرى الشركات العالمية وتحديد الأولويات والشروط اللازمة لبدء العمل في المدن المتضررة، وأبرزها مدينة درنة التي تعرضت للدمار بسبب إعصار دانيال.
وقدمت الشركات المشاركة في المؤتمر، عروضها التي تمثلت في عرض أفلام قصيرة، بحضور القائد العام للقوات المسلحة المشير (خليفة حفتر)، رئيس الحكومة الليبية (أسامة حمّاد)، وكيل وزارة الداخلية (فرج أقعيم)، ولجنتي الهندسية والتحضيرية للمؤتمر، للاطلاع على الإنشاءات التي نفذتها هذه الشركات ومدى قدرتها على مجابهة كافة التحديات الجغرافية، والعراقيل الطبيعية التي تواجه العمل في مدن الجبل الأخضر، نظرا لتضاريسها الوعرة.
العروض
أبرز عرض قدمته الشركة الصينية العالمية للمياه والكهرباء WE)) صاحبة أكثر من 800 مشروع تم تنفيذه في مختلف قارات العالم، والتي تأسست في الخمسينات القرن الماضي، وباشرت عملها محلياً وكانت من الشركات الوطنية الرائدة في مجال تطوير الطاقة الكهرومائية وتنظيف البحار، وإنشاء الجسور والطرق، وتتميز الصينية للمياه والكهرباء عملها بنظام صديق للبيئة، وتلتزم مكاتبها بتشغيل ذوي الخبرة والكفاءة في الاستشارة والابتكار، وتطوير الحرف.
وتضمن العرض المرئي للشركة الصينية معلومات مهمة حول إمكانية الشركة وقدرتها على بناء السدود الضخمة بتقنيات عالية، بالإضافة إلى إنشاء محطات التحلية بكفاءة وبشكلٍ تقني ومتطور.
من جهتها، قدمت شركة الإنشاءات الهندسية المصرية، عرضاً حول إمكانية إنشاء سدود، استنادًا لكونها صاحب أكبر محطة لمعالجة وتنقية مياه الشرب، حيث قدمت الشركة عرضاً مرئياً ما تعرضت له مدينة درنة، والأسباب التي ساهمت في هذه الكارثة.
وتضمن العرض تصوراً للحلول ولخطوات الواجب اتخاذها لإعادة تأهيل المدينة، وتأكيد الشركة جاهزيتها التامة للمساهمة في إعادة إعمار المدينة.
بدورهـا، شركة رافانيلي الإيطالية لإنشاءات البنية التحية والتي تأسست في عام 1962، كان انطلاق مشوارها في ليبيا عام 2008، ولم تكن أقل حظا في استعراض تصورها.
وتوضح الشركة في عرضها المرئي استعدادها لاستلام أي مهمة تتعلق بالبنية التحية، حيث أن الشركة أطلقت عدة مشاريع في ليبيا عام 2018 م، في مدن طبرق وشحات ودرنة، لتضيف إلى سيرتها أنها صاحبة خبرة طويلة في العمل بليبيا.
الشركة الإيطالية تؤكد استعدادها للعمل في مشروع إعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة، كما أشادت المؤسسات الحكومية الليبية بكفاءة وعمل الشركة.
من جهة أخرى، كشفت شركة سانق يونق Sanyan للبناء والصيانة التي تأسست في عام 1989، عن أبرز أعمالها في مجال البناء، حيث تمتلك عدداً كبيراً من الآليات، وتنفيذها عدة مشاريع في العراق وباكستان وأنغولا والصين، بالإضافة لحصولها على جوائز متعددة نظير أعمالها.
وأكدت الشركة استعدادها لتقديم المشورة، وقدرتها على المشاركة في إعادة تأهيل المدن المتضررة.
في المقابل، قال مدير المشروعات بائتلاف شركة الإيزو دي سنتر فرج الحداد – لمراسل وكالة الأنباء الليبية – أنه “من الواجب تحديد أولاً الاحتياجات التي يحتاجها المواطن أو ترى الجهات المعنية أنها ضرورية، وأي التصور الذي تضعه جهة ذات الاختصاص، وتطالب بتنفيذه هو الأهم، لذلك نرى أن هناك بعض الشركات لا تعيش الواقع الجغرافي، ولا تعي كيف يعيش المواطن الليبي، وما هي متطلبات الحياة اليومية أو الواقع الجغرافي والطبيعي، وتضاريس بعض المناطق”.
وأوضح أنه من الواجب الوقوف على أرض الواقع، والعمل على التخطيط الصحيح، وتقديم دراسات مفصلة عن الواقع.
شركة Stecol ستيكال ومكتبها الإقليمي، هي الأخرى تؤكد أنها قامت بزيارة المناطق المتضررة، وأنها تسعى بالتنسيق والتعاون مع الحكومة الليبية، على إعادة تأهيل مدينة درنة، وكل المدن والمناطق التي تحتاج إلى مشاريع عاجلة.
وأوضحت الشركة في عرضها المرئي أن لها خبرة طويلة في مجال إنشاء سكك الحديد والقطارات ومترو الأنفاق، بالإضافة إلى بناء السدود المائية، وأبرز أعمالها الإنشائية الكبرى في الصين، ولديها عديد المشاريع الكبيرة في الصين وهي تعمل لهذه اللحظة.
من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي المرج (منصف العقيلي)، على ضرورة العمل من أجل سلامة وأمن المواطن، في إشارة إلى طريقة بناء السدود في درنة، والتي تسببت انهيارها بسبب إعصار دانيال في حدوث كارثة إنسانية كبيرة.
وأضاف أنه بات من الضروري الالتزام بخطة تضمن تنفيذ مشاريع استثمارية كبرى، عبر منحها للشركات الأكثر كفاءة وقدرة. (وال – بنغازي) ر ت
متابعة | عبد السلام المشيطي