بنغازي 08 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – أكد مدير مكتب الصحة الحيوانية بقطاع الزراعة والثروة الحيوانية بمدينة البيضاء، الدكتور رافع التواتي، أن مرض الجلد العقدي المنتشر بين الأبقار لا يشكل أي مخاطر عدوى على الإنسان لكنه يُعتبر من الأمراض المعدية التي تهدد الثروة الحيوانية.
وأوضح التواتي في مقابلة مع صحيفة الأنباء الليبية اليوم الأربعاء، أن هذا المرض الذي يظهر لأول مرة في ليبيا، هو مرض فيروسي من عائلة فيروسات الجدري مثل جدري الأغنام، يتسبب في ظهور بثور تحت الجلد وارتفاع في درجات الحرارة للحيوان المصاب وإفرازات أنفية و لعابية وضعف في إدرار الحليب وفقدان الشهية وإجهاض للأبقار.
وحول المناطق التي تفشى فيها هذا المرض الذي ظهر منذ ثلاثة أشهر تقريبا في منطقة ساحل بنغازي والعقورية أولا، قال التواتي إن الإصابات بدأت تنتشر بعد عاصفة (دانيال) التي ضربت مدن الجبل الأخضر في سبتمبر الماضي حيث تسببت الفيضانات والسيول التي نتجت عن هذا الإعصار في تراكم للمياه وظهور برك راكدة انتشر حولها الذباب والبعوض وهي أحد أهم نواقل هذا المرض بين الحيوانات، وظهرت في البيضاء والساحل والمرج.
وأضاف التواتي أن الإصابات التي رُصدت في نطاق منطقة البيضاء، وفي الساحل والمرج منذ شهر تقريبا تم الإبلاغ عنها من قبل مربين من منطقة الحنية، تحدثوا عن إصابة أبقار لخمسة مربيين، مؤكدا أن مكتب الصحة الحيوانية تحرك على الفور برفقة رئيس فريق الطوارئ وتم الكشف وأخذ عينات من دم الحيوانات المصابة وعينات من قشور البثرات التي يسببها هذا المرض الجلدي.
واستطرد أنه تم إبلاغ الشرطة الزراعية بالجبل الأخضر وجهاز الحرس البلدي، وإحالة تقرير عن المناطق التي طالها هذا المرض عن طريق قطاع الزراعة إلى عدة جهات مختصة منها مديرية أمن البيضاء لإقامة وتنفيذ الحجر البيطري على الأسواق الشعبية خاصة في منطقة البيضاء، سوق الأحد، وسوق الأربعاء الخاصة ببيع المواشي، وكذلك التنسيق مع بلدية البيضاء للتعميم على الأجهزة المختصة، متابعا أنه تم بخصوص سوق المواشي الموجود بمدينة تاكنس التنسيق مع مديرية الأمن لإحاطة المسؤولين بالتعليمات ومنع بيع الأبقار داخل السوق.
وفي رده على سؤال حول أعداد الأبقار التي نفقت في المناطق التي اكتُشف فيها المرض كشف مدير مكتب الصحة الحيوانية بقطاع الزراعة والثروة الحيوانية بمدينة البيضاء أن النسبة بلغت حوالي 10 في المائة وأن الأبقار المصابة في منطقة الحنينة بلغت حوالى 150 رأس، وسُجلت 14 حالة نفوق، مشيرا إلى أنه تم إرشاد المربين إلى الطريقة الصحيحة للتخلص منها، وهو الدفن بطريقة خاصة بعد رش الحيوانات بمبيدات خاصة.
أما بخصوص الأبقار المريضة بهذا الفايروس، قال التواتي إنه تم توجيه تعليمات للمربين في كيفية التعامل معها وصرف أدوية للعلاج تتمثل في خافضات حرارة ومضادات حيوية وإعطاء فيتامينات لرفع المناعة، مشددا على ضرورة الحجر البيطري للحيوانات المصابة والسليمة لتخفيف انتشار العدوى، ورش الحيوانات والاسطبلات بالمطهرات وبمعقمات خاصة والرش بالمبيدات الحشرية للقضاء على البعوض.
واستطرد أنه تم مخاطبة وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والمركز الوطني للصحة الحيوانية لتوفير لقاح متخصص بشكل عاجل للقضاء على هذا النوع من الأمراض الذي يسجل لأول مرة في ليبيا بين الأبقار.
وأشار التواتي إلى أن هذا المرض انتقل إلى ليبيا عن طريق الحيوانات التي يتم تهربها من السودان وتشاد والتي تم رصدها بأعداد كبيرة بالأسواق، داعيا في الخصوص السلطات المختصة إلى تسريع توفير لقاحات وأدوية للعلاج ومعقمات ومبيدات حشرية خاصة بهذا المرض وآلات للرش لمحاصرة البؤر المصابة.
وخلُص مدير مكتب الصحة الحيوانية بقطاع الزراعة والثروة الحيوانية بمدينة البيضاء، إلى ضرورة تطبيق الحجر البيطري واعتبره أمرا هاما جدا للحفاظ على السلامة والتحكم في انتشار هذا المرض الذي قد يُسجل، في حال عدم توفير اللقاحات التحصينية اللازمة، انتشارا واسعا بين الحيوانات في المنطقة الشرقية ويُلحق فادح الضرر بالثروة الحيوانية وانخفاض إنتاجية الألبان ومشتقاتها، بحسب قوله.
وكان مركز البحوث الزراعية بالمنطقة الشرقية حذر مؤخرا من انتشار عدوى فيروسية بين الأبقار أدت إلى نفوق أعداد منها وإصابة أخرى بمناطق متعددة شرق البلاد. (الأنباء الليبية – بنغازي) حوار / فاطمة المبروك