غزة 26 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – وسط مخاوف عربية ودولية من انهيار هدنة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، نقل الاحتلال مجازره من غزة إلى مدينة “جنين” وهو ما دفع الفصائل الفلسطينية لإعلان اليوم الأحد، إضرابا شاملا بجنين حداد على شهداء الاقتحامات.
سقوط شهداء
ولحق شاب فلسطيني ثالث، بشهيدين آخرين، وأصيب ستة آخرون بالرصاص الحي، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة “جنين” مساء أمس السبت، ومحاصرة مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، ومستشفى ابن سينا، ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك وفقا لتصريحات مدير مستشفى الرازي فواز حماد.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافة عسكرية، قد اقتحمت مدينة جنين من عدة محاور وسط إطلاق الأعيرة النارية، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة، كما جرفت جرافات الاحتلال عدة شوارع في أحياء المدينة، وأطراف مخيم جنين، والساحة، وداهمت عدد من المنازل في منطقة الجابريات وأطراف المخيم، ودمرت عدد كبير من السيارات والبنية التحتية.
وأشارت المصادر إلى أن سماء المدينة تشهد تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع، إضافة إلى انتشار مكثف لقوات الاحتلال في أحياء “جنين”، ومنطقة شارع حيفا غربا، التي قطعت الكهرباء عن عدد من أحياء جنين ومحيط المخيم.
كما استشهد 6 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في سلسلة اقتحامات للاحتلال بالضفة الغربية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
واعتقلت القوات الإسرائيلية 3160 فلسطينيا، بحسب إحصاءات نادي الأسير الفلسطيني. وكان الطفل الفلسطيني محمد رياض صالح (16 عاما)، قد استشهد مساء أمس، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة جبل الطويل بمدينة البيرة الملاصقة لرام الله بوسط الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحفي بوجود إصابة على مدخل مستوطنة ” بساجوت ” المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في مدينة “البيرة”، مضيفة أن قوات الاحتلال منعت طواقمها من الوصول إلى الإصابة.
بنود الهدنة
وعلى صعيد تفعيل بنود الهدنة، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، نقلا عن الإعلام الإسرائيلي، أن قائمة الدفعة الثالثة من المحتجزين الإسرائيليين التي قدمتها الفصائل للاحتلال تضم 13 محتجزا، وسط توقعات بالإفراج عن محتجزين أمريكيين لدى الفصائل.
بدورها، عبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن “ارتياح” بلادها لإطلاق الفصائل الفلسطينية سراح مجموعة ثانية من الرهائن، بينهم 4 ألمان.
وقالت بيربوك عبر منصة إكس: “أفكر في أولئك الذين ما زالوا لدى الفصائل الفلسطينية، نحن نعمل بكل قوانا للإفراج عنهم قريبا.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد أطلقت أيضا الجمعة سراح 4 ألمان إسرائيليين، ليرتفع عدد الألمان المفرج عنهم إلى 8 رهائن.
الدفعة الثانية
وحول إعلان كتائب القسام تأجيل الدفعة الثانية من تسليم الرهائن الإسرائيليين والتهديد الإسرائيلي بعودة العمليات العسكرية في غزة حال عدم تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل، قال محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني: التلاعب والمراوغة والمخادعة من سمات الاحتلال، ويجب على العالم أن يحاصر هذا المحتل الذي يرتكب كل جرائم الحرب في حق الشعب الفلسطيني.
وأشار الهباش في تصريحات تليفزيونية إلى أن الهدنة الإنسانية خطوة جيدة لوصول المساعدات وتبادل الأسرى، معربا عن أمله في اكتمالها من الجميع، كما نوه بأن مصر وقطر تواصلان الجهود من أجل تثبيت هذه الهدنة ووقف العدوان إلى أمد غير محدود وأن يكون شاملا إلى القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف: العدوان الإسرائيلي على غزة والتي تحاول أن تبرره بما حدث في 7 أكتوبر هو عدوانا يرتقي إلى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، مؤكدا أن إسرائيل استغلت هذه الفرصة واستثمرتها في استخدام مخطط كبير وقديم طالما تحدث عنه قادة الاحتلال وهو محاولة تهجير الشعب الفلسطيني.
وتابع: إننا نريد إعادة الاعتبار إلى الأصول والأسس الأساسية الحقيقية للقضية الفلسطينية، مضيفا أن قضيتنا قضية شعب يبحث عن الحرية والاستقلال.
مأساة إنسانية
وعن الجانب الإنساني للأزمة، أكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” كاظم أبو خلف أن الوضع الإنساني في قطاع غزة “مأساوي”، مشيرا إلى أن خروج المستشفيات عن الخدمة الواحد تلو الآخر شكل ضغطا أكبر على باقي المستشفيات، وهناك حاجة ماسة لمياه الشرب النظيفة والبطانيات والمراتب والأغذية، والأدوية، والمضادات الحيوية والأمصال.
وأكمل: رصدنا ارتفاعا ملحوظا في أمراض الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية نتيجة شح المياه، وقطاع غزة بحاجة لإدخال قرابة 700 شاحنة يوميا لتلبية احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.5 مليون مواطن. (الأنباء الليبية – غزة) ع ع / هــ ع