بنغازي – 20 نوفمبر 2023 ( الأنباء الليبية)- تؤكد الأبحاث والدراسات العلمية أن (الفوبيا) هي اضطراب نفسي نتيجة خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو رؤيتها ، وهذا الخوف يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق ، وتعد (فوبيا) الأمطار والعواصف والرعد والبرق نوعا من أنواع الخوف التي تصيب البعض مما يؤدي إلى سقوطهم في القلق والتوتر النفسي الدائم.
في ليبيا عاني بعض سكان مدن المنطقة الشرقية مؤخراً من (فوبيا) الشتاء والأمطار بسبب ما آلت إليه أوضاع المنطقة بعد ما ضربها إعصار دانيال في العاشر من سبتمبر الماضي وما خلفه من ضحايا ومفقودين ونازحين. ومع بدء فصل الشتاء صار السكان يخشون من التداعيات الناتجة عن غزارة الأمطار وقوة الرياح والعواصف .
قال النائب السابق لعميد بلدية سوسه (يونس بورفعات الحاسي): إن الدمار الذي خلفه الإعصار أضحى يشكل هاجسا من الخوف والرعب لدى معظم السكان في المدن المتضررة .
وأضاف في تصريحات لـ(وكالة الأنباء الليبية) أن حالة الطقس وظلام الفجر والسحب المتكاثقة والأنباء المتداولة عن قرب دخول فصل الشتاء وسقوط الأمطار جميعها عوامل ترسم في مخيلة السكان مشهداً مرعبا مصحوباً بذكريات قريبة عن “السيل المميت”.
مشددا على أن هذه العوامل شكلت هاجسا مقلقا لعدد كبير من السكان بعد تجربتهم السابقة التي أكدت خطورة مواقع أحياء المنطقة التي تتسم بالوديان والجبال وتمتاز بطقس جوي منخفض.
وأشار إلى أن الخوف يسيطر على سكان الأودية في بعض الأحياء خشية أن تتكرر المأساة ويغمرهم الماء في الوادي إذا زادت نسبة هطول الأمطار بغزارة هذا الشتاء .
وفي سياق متصل ، أكد مدير مركز الأبحاث والتغير المناخي فرع المنطقة الشرقية (فراس فتحي) أن ما حدث لم يكن بفعل غزارة الأمطار أو قوة العاصفة ولكن إهمال السد لسنوات طويلة ، وتجاهل الدراسات العلمية التي حذرت في وقت سابق من مغبة هذا الإهمال ، فضلاً عن المباني العشوائية بالقرب من (مسارب الوادي) والتي أغلقت مجرى الوديان لسنوات طويلة ولم تشهد أي أعمال صيانة لأكثر من عشرين عاما .
وأضاف فتحي لـ (وكالة الأنباء الليبية) أن جميع هذه السلبيات الناتجة عن هذا الإهمال خلفت الكوارث والخسائر بعد أن فاضت الوديان بالسيول وأحدثت كوارث .
وأضاف أنه في ليلة إعصار دانيال اندفعت قوة المياه من أعلى انحدار إلى أسفل انحدار في جنوب الوادي وصولا إلى شماله وهو مجرى البحر ، كما أن العمر الافتراضي للوادي كان قد انتهى ، بالإضافة إلى ما يعانيه من مشاكل فنية، حيث تم اكتشاف مجموعة من الشقوق تخترق جداره لغياب الصيانة الدورية ، فضلا عن أن بناء المباني العشوائية على أرض طينية رطبة أدى إلى انجراف المباني بالكامل واختفاء بعضها .
وأوضح فتحي أن الأمطار والإعصار لم تكن لتخلف كل هذه الكوارث ، مؤكداً أن ما حدث كان بسبب إهمال الجهات المختصة والمواطنين القاطنين في الوادي ، واستشهد بالحديث الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم لما نهى عن النوم في بطون الأودية لما قال:( سافَرْتُمْ في الخِصْبِ، فأعْطُوا الإبِلَ حَظَّها مِنَ الأرْضِ، وإذا سافَرْتُمْ في السَّنَةِ، فَبادِرُوا بها نِقْيَها، وإذا عَرَّسْتُمْ، فاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ، فإنَّها طُرُقُ الدَّوابِّ، ومَأْوَى الهَوامِّ باللَّيْلِ). صحيح مسلم.
لافتا إلى أنه جاء النهي في اجتناب بطون الأودية أي جوفها وما انخفض من الأرض فيها وهي مجرى السيول ، مشيراً إلى أنه تنظيم شرعي يبين أهمية مراعاة علاقة الإنسان مع بيئته ومحيطه الجغرافي ليتجنب الإنسان ويلات وكوارث طبيعية تهلك الحرث والنسل. (الأنباء الليبية – بنغازي) ب ع/ ر ت
تقرير / بشري العقيلي