درنة 30 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء، رئيس جمعية “الهيلع” محمد الهنيد عن عمر ناهز الـ 90 عاما بسبب المرض، بعدما ترك أثراً كبيراً في مجال التعليم والاستكشافات وغيرها.
وُلد الفقيد في درنة سنة 1932م. ودرس المرحلة الابتدائية بها ثم التحق بمعهد المعلمين في بنغازي ما بين عامي 1948 و1950، ثم عُيّن مدرساً لمادة الرسم بمدرسة الأبيار الداخلية، حيث كان من طلبته الرسام الساخر المعروف “محمد الزواوي” الذي بدأت موهبته من خلال مدرسة الأبيار.
وكان الهنيد رحّالةً شديد الولع باستكشاف الجديد، رائداً في استكشاف الجبل الأخضر. وكان يهوى السباحة والغطس والرسم والنحت والتحنيط والعزف على المزمار.
انتقل الراحل إلى مدرسة سوسة الداخلية، ودفع طلبته فيها إلى الاهتمام بالجرائد الحائطية المدرسية. وكانت إحدى الجرائد مهتمة بالاستكشاف.
وبظأت من سوسة رحلاته الاستكشافية في الجبل الأخضر، واهتم بمشاركة الشباب وغرس روح مغامرة الاستكشاف فيهم، وكوّن فرقاً استكشافية وأنشأ بعض الجمعيات وكانت أشهرها جمعية “الهيلع” بمدينة درنة التي أسسها سنة 1975. وضمّ مقرها قِطعاً أثرية ومخطوطاتٍ تعود إلى عصور الإغريق والرومان والعثمانيين والإيطاليين.
ونشأت جمعية الهيلع بجهود فردية، دفعها حب الاستطلاع على معالم البلاد و آثارها من خلال الرحلات و المغامرات، و بدأت تنمو رويدا رويدا وحققت الكثير من الاكتشافات الأثرية و الطبيعية بواسطة الشباب الهواة المنتسبين إليها.
وحالفها الحظ بتخصيص كلية التربية بجامعة قاريونس مقراً لها في الكلية، حيث افتتح (أمين) وزير التعليم والتربية وقتذاك مقرها في مدينة درنة عام 1975م في احتفال كبير.
وكان هدف الجمعية الاهتمام بما تزخر به البلاد من معالم و آثار قيمة وإحياء التراث الشعبي المتمثل في اللباس و الفن و الممارسات التقليدية والعادات الاجتماعية، وغير ذلك من الأمور التي تحاول خلالها تقديم كل ما هو جديد.
وأجرت الجمعية العديد من الدراسات والتجارب على العديد من النباتات البرية والأعشاب الطبية في منطقة الجبل الأخضر الخلابة.
الجدير بالذكر، إن مقر الجمعية الواقع في وسط مدينة درنة بالقرب من مجرى الوادي، قد لحق به الأذى جراء فيضان عاصفة “دانيال” إسوة ببقية المباني التي تضررت في تلك الفترة. (الأنباء الليبية – درنة) ص غ/ هــ ع