بنغازي 06 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية)- لم تكن نتائج لقاء عضو المجلس الرئاسي الليبي “موسى الكوني”، مع مفوض الجوار والتوسع بالاتحاد الأوروبي “أوليفر فالهيلي”، هي الأولى على صعيد التعاون بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، إذ يسهم الأخير في عدد كبير من المشروعات الاقتصادية لدعم البلاد، إضافة إلى دوره الإيجابي في الجانب السياسي.
واتفق “الكوني فالهيلي”، على تكوين فرق فنية مشتركة، لرسم ملامح خارطة التعاون المشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، وآليات تنفيذها، وتوفير الدعم “اللوجستي والتكنولوجي المتطور، لتمكين أجهزة الدولة الليبية من السيطرة على الحدود وتوفير التدريب اللازم لشباب الجنوب، والمساهمة في تحريك عجلة التنمية بالمنطقة، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
-ملف الهجرة
تطرق اللقاء أيضا إلى فرص الشراكة الشاملة لإدارة ملف الهجرة، خاصة أن ليبيا أصبحت الشريك الأهم لأوروبا بعد إلغاء النيجر قانون تجريم الهجرة غير الشرعية.
وتضمن اللقاء التأكيد على أهمية الدفع بعجلة التنمية، وتحريك الاقتصاد، وأن ليبيا يمكن أن تكون المصدر الأهم للطاقة النظيفة لأوروبا كافة.
وتضم ملامح خارطة التعاون المشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، تشجيع الصناعات المحلية والمشاريع الزراعية المعتمدة على الطاقة النظيفة، ومشاريع توليد الطاقة، وجذب شباب مناطق جنوب ليبيا للعمل، عوضا عن انخراطهم وراء إغراء جماعات التهريب أو تسهيل عبور المهاجرين.
يذكر أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية” جوزيب بوريل “التقى أمس الثلاثاء في بروكسل مع” الكوني “، وركز اللقاء على كيفية تعزيز التعاون المستمر بين الاتحاد الأوروبي وليبيا في مجالات تحسين إدارة الهجرة، والتعاون الإقليمي بين ليبيا ومنطقة الساحل.
-مشاريع داعمة للشباب والمرأة
خصصت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، منح مالية لعدد من رواد الأعمال الشباب الليبيين، وأنشأ حلقة وصل جديدة بين القطاع الخاص والجامعات الليبية وتعد من بين أهم إنجازات برنامج (EU4PSL) الذي انطلق عام 2019.
وأعقبه برنامج (E- Nable)، وهو ممول أيضا من الاتحاد الأوروبي بقيمة (5) ملايين يورو، في دعم تنويع القطاع الخاص والرقمنة والحلول المالية للشركات في ليبيا.
وساهم مشروع (EU4PSL) في خلق بيئة أعمال أفضل وتقديم فرض عمل جديدة في جميع أنحاء ليبيا، خاصة فئتي الشباب والنساء، وحقق المشروع ذاته نتائج إيجابية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد التجارة، والغرف التجارية والمؤسسات الاقتصادية الأخرى، للمساعدة في تحقيق بيئة أعمال داعمة في ليبيا.
وتعمل بوابة إلكترونية تسمى” إجراءات “على تبسيط إجراءات إنشاء الأعمال التجارية وتوفر دليلا تفصيليا للإجراءات الإدارية، وأطلقت بالشراكة مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD).
وبالشراكة مع مركز التجارة الدولية، دمجت ليبيا في بوابة مكتب المساعدة التجارية” الأورومتوسطية “، لتسهيل التجارة والاستثمار في الاتحاد الأوروبي، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
وبالتعاون مع منظمات مجتمع مدني محلية، عقد المشروع ثلاث مسابقات وطنية لرائدات الأعمال، صرف فيها (120) ألف يورو من المنح، قدمت إلى (36) فائزة، كما وفرت أكثر من (90) فرصة عمل نتيجة لتطوير مشاريعهم.
وعمل مشروع (EU4PSL) مع مصرف ليبيا المركزي، والعديد من المؤسسات المالية الأخرى، لدعم الشركات الليبية المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة للحصول على التمويل.
-تعزيز الأمن
وكان إعادة فتح الطريق الساحلي الليبي الذي يربط بين شرق وغرب البلاد، عنصرا رئيسيا في اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020، ويوفر مشروع” روابط “الممول من الاتحاد الأوروبي الدعم الأساسي للأمن والسلامة على طول هذا الطريق المهم للأفراد والشركات، من خلال العمل مع قوات الأمن من الشرق والغرب، وتعتبر مساهمة مشروع روابط مساهمة مهمة في إصلاح قطاع الأمن في ليبيا ووحدة البلاد.
وكان الطريق الساحلي بين مصراتة وسرت طريقا رئيسيا يربط الأفراد والشركات في شرق وغرب ليبيا، وأدى إغلاقه خلال الصراع الذي دار في 2019، إلى تأثير هائل على التجارة وحرية تنقل الأفراد، حتى أصبحت إعادة فتح شريان الحياة بين الشرق والغرب من العناصر الرئيسية لاتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة في عام 2020.
واستجابة لطلب من اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) أطلق الاتحاد الأوروبي مشروع” روابط “في أكتوبر من عام 2021، بقيمة (8) ملايين يورو لتعزيز الأمن على الطريق الساحلي، والتعاون بين قوات الشرطة من الشرق والغرب.
وبعد عام واحد من انطلاقه، نشر (100) ضابط شرطة من الغرب الليبي بالإضافة إلى (100) ضابط آخرين، من الشرق لتأمين الطريق الساحلي بين أبو قرين وسرت، تحت إشراف لجنة الترتيبات الأمنية التابعة للجنة العسكرية المشتركة (5 + 5).
-دعم كبير
في أعقاب كارثة إعصار” دانيال “الذي ضرب شرق ليبيا، جدد الاتحاد الأوروبي دعوته لليبيين بإنشاء منصة وطنية منسقة، بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، للإفراج عن الأموال اللازمة لجهود إعادة الإعمار على المدى الطويل، وإدارة إعادة الإعمار وتوزيعها بشفافية، مع الإشراف الفعال والمساءلة أمام الشعب الليبي.
وفي الجانب السياسي، بخلاف العديد من الموقف السياسية السابقة الداعمة للمسار السياسي الليبي، للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، شجع” نيكولا أورلاندو “سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، جميع الأطراف المعنية، على المشاركة في مبادرة رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا” عبد الله بالتيلي “للانتخابات.
وقال” أورلاندو “، عبر منصة” إكس “أنه أكد خلال اجتماعه في العاصمة طرابلس، مع رئيس المجلس الرئاسي” محمد المنفي “، الدعم الأوروبي المستمر لوحدة ليبيا واستقرارها وازدهارها، لافتا إلى أنهما ناقشا مجموعة واسعة من المواضيع المحورية في الشراكة المتنامية بين الاتحاد الأوروبي وليبيا. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.