غزة 20 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) _ وسط تفاؤل مشوب بالحذر، تترقب واشنطن وتل أبيب، موافقة حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” على هدنة جديدة ثانية لمدة أسبوع على الأقل لوقف إطلاق النار في غزة، من أجل تبادل مزيد من الأسرى بعد الضغوط الكبيرة على حكومة الكيان الصهيوني برئاسة “بنيامين نتنياهو” من أهالي الأسرى، إضافة إلى الرغبة الأمريكية في وقف الحرب بعد الغضب الشديد من المجتمع الدولي لانحياز واشنطن لإسرائيل على الرغم من المجازر اليومية التي ترتكبها ضد الفلسطنيين في قطاع غزة.
استعداد إسرائيل
يأتي هذا بينما قالت وسائل إعلامية إسرائيلية إن تل أبيب مستعدة لهدنة لمدة أسبوع في غزة، مقابل إطلاق سراح حوالي 40 رهينة لدى حماس.
وصرح الرئيس الإسرائيلي “إسحاق هرتسوغ” أمس الثلاثاء، إن حكومته مستعدة للدخول في هدنة جديدة بوساطة أجنبية في غزة، من أجل استعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، والسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن حكومة الاحتلال تدرس تقديم تنازلات في صفقة تبادل الأسرى المفترضة مع حركة حماس، وذلك مع تزايد الإشارات على اقتراب هذه الصفقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تخاطر وتفكر في تقديم التنازلات لإبرام الصفقة، فهي تعرف الثمن الباهظ التي تطالب به حماس في الصفقة الجديدة.
ونقلت عن مسؤول لم تكشف اسمه عن إمكانية الإفراج عن “أسرى خطيرين ” – بحسب وصفها – . وذكر المسؤول أنه من الممكن إطلاق أسرى فلسطينيين مهمين حتى ممن أدينوا بعمليات قتل فيها إسرائيليون ممكن لإتمام الصفقة.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، “ماثيو ميلر”: نؤيد بشكل كامل تلبية الاحتياجات الإنسانية لشعب غزة، كما يمكن التوصل إلى هدنة إنسانية ممتدة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح الرهائن.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه” وليام بيرنز أجرى في أوروبا محادثات مع مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” “ديفيد برنياع” ورئيس وزراء قطر الشيخ “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”، تهدف إلى إجراء مفاوضات جديدة للإفراج عن رهائن.
وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إنه أوفد “مدير الموساد مرتين إلى أوروبا لتحفيز مسار الإفراج عن الرهائن”.
ثقة حماس
بدوره، قال المتحدث الإعلامي باسم نادي الأسير الفلسطيني” أمجد النجار” أنه لم يعد هناك خيارا أمام الحكومة الإسرائيلية إلا القبول بهدنة إنسانية جديدة في غزة، بعد قتل 3 أسرى إسرائيليين كانوا يرفعون الراية البيضاء بنيران جيش الاحتلال، كما أن دولة الكيان تشهد مسيرات يوميا في شوارعها أمام مقر الحكومة للإفراج عن الأسرى.
وأضاف النجار: الضغط الشعبي الجماهيري هو الذي سيجبر دولة الاحتلال على الذهاب إلى الهدنة، من أجل ضمان حياة أسراهم الموجودين لدى فصائل المقاومة في غزة.
وشدد على أن المقاومة سوف تواصل مزيد من الضغوط لوقف إطلاق النار بالكامل، ومن ثم البدء في مفاوضات حول ملف الأسرى بالكامل.
وكشفت قناة “سكاي نيوز عربية” عن مصادر مصرية مطلعة، أن وفدا من حماس يضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ورئيس الحركة في الخارج “خالد مشعل”، سيزور مصر غدا الخميس لإجراء مباحثات مع رئيس جهاز المخابرات المصرية وكبار المسؤولين المصريين، لبحث ملفي التهدئة والأسرى.
ومن المرتقب وفق المصادر بحث إيقاف شامل لإطلاق النار، وتحرير أسرى من قيادات كتائب القسام لدى الجانب الإسرائيلي، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وانسحاب للآليات العسكرية إلى حدود غلاف غزة، ومستقبل القطاع في إطار سلطة فلسطينية موحدة.
وتوسطت مصر وقطر في التوصل إلى هدنة استمرت ثمانية أيام في أواخر نوفمبر، أطلق خلالها سراح 80 رهينة إسرائيليا مقابل 240 فلسطينيا.
وفي آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية، أسفر القصف الإسرائيلي المستمر على غزة عن 19 ألفا و667 شهيد .
فشل أخلاقي
في سياق متصل، قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إن استمرار إسرائيل في قصف قطاع غزة يمثل “فشلا أخلاقيا” للمجتمع الدولي، وحثت جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق جديد لوقف الحرب.
وأضافت سبولياريتش: كنت أتحدث عن الفشل الأخلاقي لأن كل يوم يتواصل فيه هذا، هو يوم إضافي لم يثبت فيه المجتمع الدولي قدرته على إنهاء هذا المستوى المرتفع من المعاناة، وهذا سيكون له تأثيرا على أجيال ليس فقط في غزة.
وأوضحت أنه لن يحدث شيئا بدون اتفاق بين الطرفين، لذا نحثهما على مواصلة المفاوضات ومواصلة تسهيل المجال الذي نحتاج إليه لتنفيذ عمليات إطلاق سراح الرهائن والأسرى.
وكانت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش قد وصفت معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر بأنها “لا تطاق”، وذلك خلال زيارة إلى القطاع في الرابع من ديسمبر الجاري.
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال استقباله أمس في مكتبه بمدينة رام الله، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، سفينيا شولتسه، على أن الحكمة تستدعي دعم وقف الحرب لا التشجيع على استمرارها، مُشيرًا إلى أن الأولوية الآن هي الوقف الفوري لعدوان الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية وإعادة الكهرباء والمياه.
تدمير المستشفيات
على الصعيد الميداني، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الثلاثاء، مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في حي الزيتون بمدينة غزة، واعتقلت عددًا من الأطباء والممرضين والجرحى ، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، علمًا أنه آخر المستشفيات التي كانت تعمل في شمال قطاع غزة.
ويتبع المستشفى الأهلي العربي “المعمداني”، للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويعد من أقدم المستشفيات في غزة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى العودة شمال القطاع، وحوّلته إلى ثكنة عسكرية بعد احتجاز 240 فلسطينيا، بينهم 80 كادرا طبيا و40 مريضا، كما اعتقلت 6 من مسؤولي المستشفى من بينهم مديره.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي العربي الوحيد “الذي يعمل جزئياً” في الوقت الحالي في شمال قطاع غزة بأكمله، حيث تعمل ثلاثة مستشفيات بشكل محدود فقط هي الشفاء والعودة والصحابة. (الأنباء الليبية _ غزة) هــ ع