غزة 21 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – تغيرت مواقف عدد من الدول الأوروبية من أزمة غزة إذ إنه بعد الانحياز الواضح للكيان الصهيوني، ووصف هجماته البربرية على أهالي قطاع غزة بحق الدفاع عن النفس، بدأت دولاً عدة تشن هجوماً على ما تسمى إسرائيل وتدين مجازرها ضد الفلسطينيين وتحديداً منذ السابع من أكتوبر الماضي، ومن بين هذه الدول فرنسا التي كان تقف في صف جيش الاحتلال في بداية الأزمة.
وحذر الرئيس الفرنسى “إيمانويل ماكرون”، الكيان الصهيوني من أن مكافحة ما اسماه الإرهاب لا تعنى “تدمير كل شيء في غزة”، مجدداً دعوته إلى هدنة “تؤدى إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية”.
جاءت تصريحات ماكرون في لقاء تلفزيوني مساء أمس الأربعاء التي انتقد فيها هجوم ما تسمى دولة إسرائيل على السكان المدنيين بشكل عشوائي والتسبب في سقوط ضحايا مدنيين، ودعا إلى وقف القصف على قطاع غزة “لأن كل الأرواح متساوية”.
ودعا مجدداً إلى هدنة تؤدى إلى وقف إطلاق النار، مشدداً على ضرورة إعادة فتح المناقشات حول حل الدولتين.
جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء أمس الأربعاء، ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من شهر أكتوبر الماضي إلى 18700 شهيد، 70 % منهم أطفال ونساء، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 51 ألفاً، وما زال هناك الآلاف في عداد المفقودين.
مجلس الأمن
على صعيد متصل، أرجئ تصويت لمجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدعو لهدنة في غزة، وذلك وسط خلافات بين الدول الأعضاء بشأن صياغته.
وقال رئيس مجلس الأمن “خوسيه خافيير” إن “مجلس الأمن اتفق على مواصلة المفاوضات لإتاحة وقت إضافي للدبلوماسية. ستحدد رئاسة المجلس موعداً جديداً اليوم الخميس”.
وكان تصويت مجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة قد أرجئ أمس، وذلك بعد إجراءات سابقة متكررة.
وكان من المقرر أن يصوت المجلس على مشروع القرار الإثنين الماضي، لكن هذا التصويت أرجئ إلى صباح الثلاثاء ثم إلى المساء ومن ثم إلى الأربعاء وأخيراً إلى الخميس، وذلك من أجل إفساح المجال أمام مواصلة المفاوضات وتجنب مواجهة طريق مسدود جديد، بعد عشرة أيام من فيتو أمريكي.
وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، زعم وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، في رده على الانتقادات الموجهة للدعم الأمريكي الفاضح للكيان الصهيوني: “لا أسمع أحداً يطالب حماس بالتوقف عن الاختباء خلف المدنيين وإلقاء سلاحها والاستسلام، سينتهي الأمر غداً إذا حدث ذلك”.
وأضاف أن الولايات المتحدة كانت في طليعة الدول التي قامت بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتريد التأكد من أن قرار الأمم المتحدة “يعزز هذا الجهد ولا يزيد الأمر تعقيدا”.
كما واصل الوزير الأمريكي مزاعمه قائلاً: “ما تسمى إسرائيل تفعل المزيد لحماية المدنيين”.
كارثة إنسانية
بدورها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من أن عدم توفر مياه آمنة في قطاع غزة سيؤدي إلى وفاة مزيد من الأطفال قريبا بسبب الأمراض.
وقالت المديرة التنفيذية لليونسيف “كاثرين راسل”، إن “الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة هو مسألة حياة أو موت. الأطفال في غزة لديهم بالكاد قطرة ماء للشرب”.
وأضافت في بيان صحفي: “يضطر الأطفال وأسرهم إلى استخدام المياه من مصادر غير آمنة شديدة الملوحة أو التلوث. ومن دون مياه صالحة للشرب، سيموت عدد أكبر من الأطفال بسبب الحرمان والمرض في الأيام المقبلة”.
وقالت اليونيسف إن الأطفال المهجرين مؤخراً في جنوب محافظة رفح لا يحصلون إلا على (1.5 إلى 2 لتر) من الماء يومياً، في حين أن الحد الأدنى الذي يجب أن يحصل عليه الفرد من المياه للبقاء هو 3 لترات في اليوم، مشيرة إلى أن خدمات المياه “على شفا الانهيار”.
وتعرض ما لا يقل عن 50 % من مرافق المياه والصرف الصحي للأضرار أو التدمير في غزة بسبب الحرب.
يذكر، أن وسائل إعلام فلسطينية ذكرت صباح اليوم الخميس، تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال شمال غزة، مؤكدة أن جيش الاحتلال يطلق قذائف فسفورية شرق مخيم البريج بوسط القطاع. (الأنباء الليبية – غزة) هــ ع