بنغازي 21 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) -أصبح الكتاب المعد بصيغة ( pdf ) الإلكترونية، منافسا للكتاب الورقي لعدة أسباب منها: عدم وجود تكاليف مالية، وتوفره بسهولة، إضافة إلى القدرة على تكبير الخط حسب ما يناسب العين، ولكن يظل للكتاب الورقي رونقه فهو خير جليس ويمكن الاطلاع عليه بكافة الأوضاع، ونقله بسهولة إلى أي مكان، ولكل منهما شعبيته.
صحيفة ” الأنباء الليبية” كان لها هذا الاستطلاع، شارك فيه مجموعة من المثقفين، مركزا عن أسباب التجأ الناس للكتاب بصيغة ( pdf )، وابتعادهم عن الكتاب المطبوع؟ وهل تغني الكتب الإلكترونية عن الورق المطبوع وكانت الإجابات كالتالي:
يقول الأستاذ “عبد القادر خليفة”: الكتاب بصيغة ( pdf) أمر فرضه الواقع بحكم التطور التكنولوجي وثورة المعلومات التي فرضها النظام العالمي الجديد، الذي تجاوز نظام الأقاليم والدول والقارات، فأصبحت اللغة الإنجليزية هي لغة العصر، وهو أمر واقع حتى للدول الصناعية الكبرى كالصين وروسيا.
وهنا أصبح الأدب والثقافة والفنون صناعة، تتحكم فيها قوة رأس المال، فالكتابة المطبوعة رغم أهميتها، لكنها أخضعت للتكنلوجيا، وتطورت بتطور تكنلوجيا المعلومات، فجهاز كالنقال يحمل في جوفه قواميس ودواوين وخرائط ومعاجم للغات والأديان، فهو المرجع لكل باحث وسائل، وهو وسيلة لنشر المعلومات مثل البحوث والمقالات والمؤلفات والاختراعات…إلخ.
ويضيف، أصبح أداة تواصل لكل النشاطات الإنسانية على مستوى الفرد والأسرة، بل الدول والحكومات، حتى أصبح يطلق عليه الشيخ “قوقل”، وخاصة في المراجع والفتاوى.
أما الشاعر “هليل البيجو”: فيرى أنه لا غنى عن الكتب الورقية، حيث لا تغني الكتب الالكترونية عنها، وهذا فقط ينطبق على الذين اعتادوا الكتب الورقية، وعرفوا القراءة أول بداية عن طريق الكتب، أما الذين نشأوا في أحضان الكمبيوتر فعلاقتهم بالورق باردة، والالتجاء للكتاب الإلكتروني تحكمه ظروف عديدة، على رأسها الظرف المادي فيما أرى وفي رأيي يبقى الكتاب الورقي الأكثر حضورا، ولن يفقد ألقه لاسيما عند العرب، فالعلاقة به وجدانية فيما أرى.
توصف الأستاذة “سلوى صفي الدين السنوسي” قراءة الكتاب الورقي “بالمتعة”، لا يوفرها الكتاب بصيغة (pdf)، لأن لذة القراءة وأنت تحمل الكتاب بين يديك، تأخذك الى خيال ممتع مع أحداث الكتاب.
وعن تجربته مع الكتاب الإلكتروني يقول الأستاذ “محمد الأبيض”: أنا لدي تجربة مع قراءة الكتاب الإلكتروني، فهو لا يعطيك ذات الأجواء من الانسجام النفسي والذهني مع الكتاب، ثم لا يمنحك التفاعل والبحث عما يمكن قراءته وفهمه بين السطور فيغيب هذا الجانب بالكامل، ويفتقد إلى التواصل الذي تجده في الكتاب المقروء، وهذه خاصية تلمسها عند تغيير أو تقليب الصفحات، على خلاف ما يحدث أثناء القراءة في الكتاب الإلكتروني، أعتقد أن الأجواء التي تكتسب من خلال ملامسة صفحات الكتاب، وسهولة التعامل مع الورق في المراجعة أو العودة إلى فكرة سابقة، تبدو صعبة وتعيق تطور حالة الفهم الضرورية أثناء القراءة.
وفي كل الأحوال أرى أنه لا يمكننا الاستغناء عن الكتاب الورقي المقروء، ولا يمكن وجود بديل يمكنه أن يخلق ألفة ورفقة أو صحبة مثلما يفعل فينا الكتاب الورقي.
يقول الصحفي “علي الترهوني”: أعتقد أن طبيعة العصر وزمن السرعة الذي نعيشه هو السبب، وكذلك سرعة الحصول على الكتاب الإلكتروني، ولكن هذا لا يمنع من متعة قراءة الكتب بالطريقة التقليدية التي أعتبرها هي الأساس، ولها تأثير نفسي إيجابي، فلكل قارئ طقوس ووقت للمطالعة، وأعتبر قراءة الكتاب وطي صفحاته شيء ملموس يجعل من الكتاب خير جليس، وعلى فكرة أنا ما زلت وسأظل أقراء الكتب بطريقة أسلافي.
أما الدكتور”شعبان عوض” بسبب غلاء أسعار الكتب المطبوعة، وصعوبة الحصول عليها، أصبحت تلك الكتب الإلكترونية أمر مقبول، لكنها لا تغني عن الكتاب المطبوع؛ لأسباب يطول شرحها.
وترجع الأستاذة “زينة سلامة” عن سبب التجاء الناس لقراءة الكتب الإلكترونية، هو تعلقهم بهواتفهم فهي تلازمهم دائما، إضافة لسرعة الوصول إلى أي كتاب، وهي غير مكلفة كذلك، لكنها لا تغني عن الكتب المطبوعة؛ لأنها غير ملائمة للتعليم والتعلم؛ فبمجرد تلقي إشعار أو مكالمة يتشتت انتباهك، إضافة لضياع حقوق الملكية الفكرية.
الأستاذ “فائز ديهوم” يقول: الكتاب الورقي أفضل بكثير، ولكن عدم توفره هو السبب، فالمكتبات تحتاج الى دعم وتواصل عالمي فيما استجد سنويا.
من وجهة نظر الأستاذ “أمين المسماري”: إن الكتب بصيغة (pdf)، أسعارها أرخص وأسهل في التحميل ومن جانب آخر فهي تغني عن الكتاب المطبوع، وبالنسبة لأسعار الكتب الموجودة في المكتبات فهي مرتفعة، وهناك من لا يحبذون نقل الكتب من مكان إلى مكان ووجودها يتطلب الحاجة إلى مكتبة. (الأنباء الليبية بنغازي) ص غ / س خ.