بنغازي 05 يناير 2024 (الأنباء الليبية) -رغم امتلاك ليبيا لمخزون كبير من المياه الجوفية، إلا أنها تصنف وفقا لتقارير عالمية ضمن الدول التي تعاني من الشح المائي، وهو الذي دعا خبراء إلى المطالبة بتحسين استخدام المياه في البلاد، لحماية الأجيال القادمة من خطر نقص المياه، خاصة أن الزراعة الليبية تعتمد بشكل مباشر على المياه الجوفية، وهو الذي يتطلب استخدام أكثر من ثلثي المياه المنتجة في البلاد في هذه العملية.
-إجهاد مائي محتمل
صنف “معهد الموارد العالمية” ليبيا في أغسطس الماضي، من بين (25) دولة تتعرض حاليا لإجهاد مائي مرتفع للغاية، مؤكدة أن البلاد تحتاج لخطط طموحة للاستغلال الأمثل لثرواتها المائية، والتوسع في عمليات تحلية مياه البحر لتخفيف الضغط عن المياه الجوفية، والمتمثلة في مشروع “النهر الصناعي” أحد أكبر المشروعات التي تهدف إلى نقل المياه الجوفية من الصحراء إلى الحضر في العالم.
-معدل استهلاك كبير
تحتل ليبيا على المستوى العربي معدل كبير من حيث استهلاك المياه، حيث يقدر استهلاك الفرد في البلاد بنحو (ألفين و392 ) لترا يوميا، وفقا لبيانات صادرة عن البعثة الأممية للدعم في ليبيا.
وقالت البعثة وقتها إن كميات المياه المستهلكة في ليبيا تقدر بثلاث أضعاف معدل استهلاك الفرد في نظيرتها من الدول العربية، على الرغم من شح الإمكانيات المائية في البلاد.
-قلق من إهدار المياه
تحذر تقارير دولية من خطورة الاستهلاك المتصاعد للمياه في البلاد، خاصة أن كثير من الاستخدامات غير مستدامة، وكثير من الأعمال الزراعية تكون بأشكال تقليدية ولا يراعى فيها الاستخدام.
-الخطر يتصاعد في فزان
بسبب بُعد مدن الجنوب الليبي “فزان” عن المناطق الساحلية وندرة الأمطار في كثير منها، وكذلك عدم إمكانية تحلية مياه البحر، تواجه هذه المناطق خطورة متصاعدة بسبب استنزاف المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية، خصوصا استنزاف كميات كبيرة في أعمال الزراعة.
وفي هذا الصدد طالبت تقارير منظمة الفاو “منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة” من أن هذه الإجهاد المائي قد يكون له تأثير كبير على المناطق الجنوبية في البلاد.
وتشير هذه التقارير إلى أن الجنوب الليبي يوجد به كميات وفيرة من المياه الجوفية إلا أن هذه المياه غير متجددة، والكميات المستخدمة في الزراعة لا يمكن تعويضها بسهولة وهو ما قد يهدد الأجيال المستقبلية في حال استنزاف هذا المورد الحيوي.
ويطالب الخبراء بضرورة العمل على استبدال الطرق التقليدية في الزراعة بالطرق الحديثة التي توفر المياه، وكذلك استبدال المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه بمحاصيل أخرى تكون أقل استهلاكا للمياه. ( الأنباء الليبية بنغازي) س خ.