بنغازي 05 يناير 2023 (الأنباء الليبية) – سادت حالة من الجدل فرضتها الرسالة التي وجهها وزير النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية “محمد عون”، إلى رئيس المؤسسة الوطنية للنفط “فرحات بن قدارة”، التي تضمنت رفض الوزير لتصريحات رئيس مؤسسة النفط التي عبر خلالها عن ترحيب ليبيا بالانضمام إلى منتدى غاز شرق المتوسط.
في الرسالة قال “عون”: إنه يرفض تصريحات رئيس المؤسسة الوطنية للنفط “فرحات بن قدارة”، التي أشار فيها إلى عدم ممانعة ليبيا من الانضمام إلى منظمة “منتدى غاز شرق المتوسط”.
ويعد منتدى غاز شرق المتوسط هو أحد منظمة دولية معنية بالغاز، حيث تشكلت هذه الهيئة من سبع دولة من دول إقليم البحر المتوسط في العام 2019، بغرض التنسيق فيما بينهم لإنتاج وتسويق الغاز، خصوصا من حقوق منطقة شرق البحر المتوسط التي تضم احتياطات ضخمة منه.
وتضم المنظمة التي يتواجد مقرها في العاصمة المصرية القاهرة، في عضويتها كل من مصر، واليونان، وقبرص، والسلطة الفلسطينية، والأردن، وإيطاليا، والكيان الصهيوني “.
– عون مشغول بالصلاحيات
وجه الاعتراض الذي قدمه وزير النفط في حكومة الوحدة الوطنية، هو أن الانضمام للمنتديات والمؤسسات الدولية حتى لو كانت منظمات متخصصة في الطاقة هو أمر سيادي تقطعه وتقرره السلطات المعنية، وليس المؤسسة الوطنية للنفط، حيث لا تتوافر لها مثل هذه الصلاحية، مؤكدا أن بن قدارة يمثل جهاز فني تجاري، ولا علاقة له بممارسة الشأن السياسي.
– ما هو منتدى شرق المتوسط؟
يعد منتدى شرق المتوسط سوق دولي للغاز الطبيعي، تأسس على خلفية قمة عقدت في أكتوبر 2018، على جزيرة” كريت “اليونانية جمعت بين الرئيس القبرصي” نيكوس أنستاسيادس “، والرئيس المصري” عبد الفتاح السيسي “، ورئيس الوزراء اليوناني” أنطونيس ساماراس “.
واتفقت الدول الثلاث على تدشين المنتدى، وانضمت لهم (5) دول أخرى ليشكلوا معا النواة الأولى للمنتدى ثم انضمت دولة الإمارات العربية فيها كمراقب، ضمن المنظمة الإقليمية الأحدث في عالم الطاقة، حيث يمثل” منتدى شرق المتوسط للغاز “(EMGF) فرصة للدول المتوسطية لتحقيق تعاون أكبر يعود بالنفع عليها، خاصة مع وجود احتياطات كبيرة من الغاز في هذا الإقليم، التي تقدر بنحو (122) تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
– الانضمام مفتوح للدول المتوسطية
وفقا لبيان سابق لوزارة البترول المصرية وقت تأسيس المنتدى، فإن من حق الدول المتوسطية، فإنه في وسع أي من دول شرق البحر المتوسط المنتجة أو المستهلكة للغاز، أو دول العبور ممن يتفقون مع المنتدى في المصالح والأهداف، الانضمام إلى المنتدى لاحقا، وذلك بعد استيفاء إجراءات العضوية اللازمة.
– هل تستفيد ليبيا من الانضمام للمنتدى؟
حسب تصريحات سابقة لرئيس مؤسسة النفط” فرحات بن قدارة “فإن ليبيا تنتج حوالي (3) تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، تستهلك غالبيتها محليا، مشيرا أن احتياطيات ليبيا من الغاز الطبيعي تقدر بحوالي (8) تريليون قدم، إلا أن البلاد قد تكتشف مزيد من الكميات في البحر المتوسط تأسيا بمصر واليونان وقبرص، الذين أعلنوا خلال السنوات الماضية عن اكتشاف كميات هائلة منه في منطقة شرق البحر المتوسط في المياه الاقتصادية لكل منهم، وهو ما يعطي الانضمام لهذا المنتدى أهمية كبرى، خصوصا وأنه يمثل سوق غاز إقليمي يخدم مصالح أعضائه سواء كانوا مستهلكين أو منتجين، من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.
وتنص مواثيق المنتدى على ضرورة احترام حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ القانون الدولي، وتدعم جهودهم في الاستفادة من احتياطاتهم واستخدام البنية التحتية وبناء بنية جديدة، وذلك بهدف تأمين احتياجاتهم من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.
– التطبيع مع الكيان المحتل
أكبر التحديات التي قد تواجه الدولة الليبية في الانضمام للمنتدى، هو وجود الكيان المحتل ضمن الأعضاء، وهو ما قد يعتبر تطبيعا اقتصاديا مع الاحتلال تمنعه القوانين الليبية وتجرم من يقوم به، وهي نفسها النقطة التي أكدها الوزير” محمد عون “في رسالته التي وجهها إلى رئيس مؤسسة النفط، مؤكدا أن المنتدى يضم في عضويته الكيان الصهيوني المحتل، وأن قانون البلاد التي تقرر مقاطعته لا تزال نافذة. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.