بنغازي 13 يناير 2024 (الأنباء الليبية) – تستعد دولة “الكونغو” لعقد مؤتمر دولي حول الأزمة الليبية خلال فبراير المقبل، ليطرح من جديد تساؤلات عن الدور الأفريقي في حلحلة الأزمة السياسية في البلاد، فعلى الرغم من انخراط الاتحاد الإفريقي في الأزمة القائمة في البلاد منذ سنوات إلا أنه حتى الآن لم تفلح جهود الوساطة الإفريقية في التوصل إلى حلول ناجزة، خصوصا ملف المصالحة الوطنية الذي تهتم به المنظمة القارية.
– اجتماع فبراير
بدأت دولة الكونغو التي ترأس اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي من أجل ليبيا، في توجيه الدعوات الرسمية لرؤساء ورؤساء الحكومات الإفريقية المعنيين بالأزمة، لا سيما دول الجوار، حيث وجهت الخارجية الكونغولية دعوات لعدد من الرؤساء من بينهم الرئيس التونسي قيس سعيد، وذلك لحضور المؤتمر المزمع انعقاده في العاصمة “برازافيل”، في 05 فبراير المقبل بهدف بحث القضية الليبية.
ومن جهته قال وزير الخارجية الكونغولي “جان كلود جاكوسو”، في تصريحات له على هامش زيارته لتونس إن الهدف من زيارته هو التشاور حول القضايا الساخنة التي تهم القارة الأفريقية، لا سيما الأوضاع في ليبيا.
وأضاف إنه من الضروري دعم الشعب الليبي، لأن هذا واجب يحتمه علينا الإخوة الإفريقية، لافتا إلى أن تونس لعبت دور بارز في الأزمة من خلال استقبال اللاجئين الليبيين والمسؤولين الدوليين، منهم المبعوث الأممي “عبد الله باتيلي” ودبلوماسيون آخرون.
وأقر المسؤول الكونغولي بتعقيد الأزمة الليبية، مشيرا إلى أنه رغم هذا التعقيد إلا أن هناك تقدم يتحقق، وأن إفريقيا ملتزمة بدعم المصالحة الوطنية.
وأضاف أن الرئيس التونسي “قيس سعيد” قدم مقترحات دائمة إلى اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا.
– جهود أفريقية لإنهاء الأزمة
انخرط الاتحاد الإفريقي في القضية الليبية منذ العام 2011، إلا أن جهود دوما كانت محل انتقاد، خصوصا وأن المنظمة القارية لم تقدم رؤى تتوافق مع الأوضاع الليبية بعد أحداث فبراير، إضافة إلى التدخل الدولي الذي جعل مهمة أي منظمة قارية أو دولية صعب للغاية.
وبدأ تواجد الاتحاد الإفريقي في الساحة الليبية منذ 23 فبراير 2011، حين أعرب مجلس السلم والأمن الإفريقي عن قلقه إزاء تطورات الداخل الليبي، ودان بشدة الاستخدام العشوائي والمفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين، كما عقد المجلس أول اجتماعاته بشأن ليبيا في 10 مارس 2011.
ووقتها ووافق المجلس على وضع تصور لحل الأزمة الليبية، كان من بين بنودها “الوقف الفوري للقتال، تعاون السلطات المختصة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وحماية الرعايا الأجانب، تنفيذ إصلاحات سياسية”
وخلال السنوات الماضية عمل الاتحاد على تشكيل لجان وساطة وتنفيذ زيارات متعددة للمدن الليبية، والتفاوض مع أطراف الأزمة لبحث إمكانية حل الأزمة بشكل نهائي، إلا أن الجهود كانت دوما تواجه عراقيل وتحديات من بينها ضعف قدرة المنظمة على القيام بحوار وطني في ليبيا في ظل عدم تماسك المبادرات التي طرحها الاتحاد حول التسوية.
ويرى كثير من المراقبين أن الاتحاد الإفريقي لا يمتلك الأدوات التنفيذية الحقيقة لحل الأزمة الليبية، خاصة في ظل تعقيد الأوضاع في أكثر من منطقة في القارة، وفشل المساعي الإفريقية في حل الأزمات المتلاحقة. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.