بنغازي 13 يناير 2024 (الأنباء الليبية) -جدد اتجاه حكومة الوحدة الوطنية، لإنشاء عدد من المراكز الطبية لعلاج مرضى التوحد، الحديث حول المشكلات التي تواجه الأطفال الذين يعانون من هذا المرض، في ظل تراجع القطاع الطبي، وقلة خبرة الطواقم الطبية الوطنية في علاج أعراض التوحد، التي تشير الإحصائيات إلى أنها تزيد بشكل مضطرد سنويا في البلاد.
وفقا لبيان صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية في حكومة «الوحدة الوطنية»، إنه من المقرر إنشاء خمسة مراكز جديدة لمرضى التوحد خلال العام الجاري 2024، إضافة إلى توقيع اتفاقية مع مركز مختص أردني، لتدريب وتأهيل الأطباء والقائمين على تقديم خدمات الرعاية المباشرة للمرضى.
وخلال البيان أكدت الوزيرة “وفاء الكيلاني”، أن إجراءات استقبال مرضى التوحد وإيوائهم في مراكز مختصة في ليبيا أوشكت على الانتهاء، مؤكدة أن الوزارة تستهدف تطوير (23) مركزا لمرضى التوحد على مستوى البلاد، خلال العام المقبل.
-أعداد المتوحدين تزيد سنويا
تشير دراسة علمية أجراها الباحثون” عادل زقلام، وأمينة الجيلاني، ونجاح الصادق”، نشرتها دار جامعة “حمد بن خليفة” للنشر، بعنوان ” دراسة مستشفوية حول مستوى انتشار اضطراب طيف التوحد في ليبيا- ماذا يمكننا أن نفعل لمجابهة هذا الاضطراب؟” إلى أن أعداد المتوحدين في ليبيا تتضاعف سنويا.
وقالت الدراسة إن اضطراب طيف التوحد، هو أحد هذه المشاكل الذي لو اكتشف مبكرا فإنه سوف يكون له تأثير حاسم على صحة وتعليم الطفل، أو على الأقل التقليل من أثرهما السلبي.
وأكدت أنه لا يوجد شفاء تام من هذا الاضطراب، كونه اضطراب عالمي، ونسبيا لا يعرف إلا القليل عن أعراضه، وتواجده في البلدان النامية مثل ليبيا.
-ما هو التوحد؟
عرفت الدراسة التوحد بأنه “عبارة عن اضطرابات عصبية نمائية معقدة في نمو الدماغ، تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، وتتميز هذه الاضطرابات بمواجهة الفرد لصعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه، وبضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي، والاهتمامات المتكررة والأنشطة المحدودة”.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن التي فحصت انتشار اضطراب طيف التوحد في الأطفال داخل عيادات أمراض الأطفال العصبية والنمائية بمستشفى الخضراء العام، المستشفى الجامعي بطرابلس، والعيادات التخصصية الخاصة ما بين سنتي (2011-2020)، إلى أن البلاد شهدت زيادة في عدد الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد على مدار السنوات العشر الماضية.
وأوضحت أنه زاد عدد التشخيصات الجديدة ومستوى الانتشار سنويا بأكثر من الضعف، مع أكثر من (363) طفلا، شخصت حالتهم حديثا باضطراب طيف التوحد، واضطرابات التواصل والتفاعل الاجتماعي في عام 2020.
-معدل انتشار متصاعد
أظهرت النتائج أن معدل انتشار اضطراب طيف التوحد ما بين الأطفال الليبيين حوالي (4 إلى 8) أطفال لكل ألف طفل، وهي في ازدياد دائم؛ وكانت نسبة الذكور إلى الإناث (4 :1).
-معاناة المرضى
يعاني أطفال التوحد من تردى أنواع الخدمات الحكومية المقدمة لهم، إضافة إلى ارتفاع تكاليف العلاج في المراكز الخاصة، كما أن عدم انتشار المراكز الخاصة بعلاج مثل هذه الحالات يجبر الأهالي إلى السفر بأبنائهم إلى الخارج للعلاج، في مصر وتونس والأردن وتركيا.
وغيرهم من المرضى الليبيين في الخارج يواجه أطفال التوحد الذين يعالجون في الخارج على نفقة الدولة، احتمالية الطرد من المستشفيات بسبب تراكم الديون على الدولة الليبية لدى جهات العلاج الخارجية، إضافة إلى ذلك يواجه هؤلاء المرضى الصغار مشكلة في التشخيص بالإضافة إلى قلة عدد المراكز الحكومية المتخصصة في مثل هذا العلاج.
ويرى مراقبون أن تردى الأوضاع السياسية يعود بالسلب على القطاع الصحي عموما، كما أن انتشار الفساد في هذا القطاع يجعل فرص المراكز الحكومية ضعيفة للغاية في مواجهة هذا الطيف التوحدي، متوقعين عدم نجاح الحكومة في إتمام ما تخطط له من مراكز، وأنه غالبا ستتعطل مثل هذه الخطط بسبب التخبط السياسي والإداري. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.