القاهرة 16 يناير 2024 (الأنباء الليبية)- يمثل الاقتصاد ركيزة مهمة في العلاقات الليبية المصرية خلال المرحلة الراهنة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلدين ، إذ تسعى ليبيا للخروج من شرنقة الاضطرابات الأمنية، والعبور نحو الإصلاح الاقتصادي الليبي، ويعد ملف إعادة إعمار درنة من أهم هذه الموضوعات، بينما تأمل مصر إصلاح الخلل الذي أصاب اقتصادها، بسبب الظروف العالمية التي أثرت عليها بشكل مباشر، وتعد ليبيا من المحطات المهمة للاستثمارات المصرية.
– نتائج المؤتمر الاقتصادي
ناقشت لجنة الشئون العربية في البرلمان المصري، في اجتماعها الأخير، نتائج المؤتمر الاقتصادي الذي عقد لدعم مدينة درنة بعد الفيضان، ومستجدات الأوضاع في ليبيا، وشدد البرلمان على أهمية وجود مصر في هذا الملف المهم.
ويأتي ذلك في أعقاب لقاءات مستمرة بين المسؤولين في البلدين لبحث آفاق التعاون في مجالات مهمة، مثل النقل من خلال توقيع عددا من الاتفاقيات في مشروعات البنية التحتية.
– الخبرات المصرية
تحتاج ليبيا إلى الخبرات المصرية في مشروعات الطرق والجسور، إضافة إلى إنشاء الموانئ البرية والجافة، حيث ذكر رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري النائب “أحمد فؤاد أباظة”، أن بلاده عازمة أن تكون شريك أساسي في ملف إعادة إعمار ليبيا عن طريق دور الشركات المصرية الرائدة في هذا المجال، خصوصا ما يتعلق ببناء السدود.
– اتفاقيات تجارية مشتركة
قالت دراسة اقتصادية مصرية، أن كلا من ليبيا ومصر تسعى لتفعيل اتفاقية التجارة المشتركة بينهما والموقعة عام 1990، وكذلك الاتفاقية التي وقعت على هامشها والخاصة بالنقل والركاب، حيث أصبحت الاتفاقية في حاجة ماسة للتعديل والتطوير، لتتواكب مع التطورات والتغييرات التي طرأت على آليات الاقتصاد العالمي على وجه العموم، وعلى اقتصاد البلدين بشكل خاص.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك فرصا واعدة لشركات المقاولات المصرية، للمشاركة في مشروعات إعادة الإعمار، مع وجود إصلاحات اقتصادية عديدة أقدمت عليها الحكومة الليبية من أجل تحسين بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات الخارجية، وسيكون لهذه الإصلاحات دور بالغ الأهمية في رفع كفاءة الاقتصاد الليبي، وتنشيط حركة التبادل التجاري والاستثماري مع مختلف دول العالم، وأهمها مصر بالمنطقة العربية.
– غرفة التجارة المصرية الليبية
تفعيل غرفة التجارة المصرية الليبية، بحسب الدراسة يعد خطوة لتعزيز التعاون التجاري والتكامل الاقتصادي بين مصر وليبيا، وتوفير حرية في انتقال الأفراد ورؤوس الأموال والسلع والخدمات وإزالة العراقيل، ومساعدة الشركات لتسهيل حركة البضائع.
كما يسعى البلدان لتنفيذ مشاريع مشتركة، وخاصة في مجال النقل، والطرق والموانئ والبنية التحتية والكهرباء، استنادا لخبرة مصر في المشروعات الكبرى، والشراكة في مشروعات صناعية مثل مواد البناء والبتر وكيماويات والصناعات الغذائية.
– السوق الليبية وأهميتها لمصر
أصبحت السوق الليبية جاذبة للعمالة المصرية، مع إعادة الاعمار المقبلة خاصة أنها كانت تبلغ (2) مليون عامل، وتراجعت بنسب تتراوح من (35 إلى 40 %) عقب الثورات، وهناك فرص كبيرة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وبحسب مراقبين، تمثل ليبيا أهمية كبيرة لمصر، باعتبارها البوابة الغربية، وتحرص على استقرار الأوضاع في ليبيا، في الشرق والغرب والجنوب، إضافة إلى الحفاظ على الهوية الليبية، ورفض أي تدخلات خارجية في الشأن الليبي. (الأنباء الليبية القاهرة) س خ.