بنغازي 16 يناير 2024 (الأنباء الليبية) -شهدت الأيام الماضية حضورا لافتا للأحزاب السياسية في ليبيا، فبعد أن خفت صوت ممثلي الأحزاب على مدار الأشهر الماضية، بدأت أصوات حزبية تطالب بضرورة الوصول إلى حل سياسي ناجز، تجرى من خلاله الانتخابات العامة، (رئاسية وبرلمانية) حيث التقى رئيس مجلس الدولة “محمد تكالة”، مع رابطة الأحزاب السياسية، لبحث عدد من الملفات، وقبلها بأيام التقى رئيس مجلس النواب المستشار “عقيلة صالح” بممثلي (30) حزبا سياسيا، للمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء الانقسام المؤسسي.
-القوة تغلب السياسية
رغم الحضور السياسي المميز لعدد من قادة الأحزاب السياسية في البلاد، إلا أنه غالبية الأحزاب السياسية في ليبيا توصف بالضعف والتراجع، وعدم وجودها على الأرض، حيث تعد غالبية الأحزاب في البلاد هي أحزاب شخص، إذ تمثل غالبيتها الالتفاف حول شخص ما، والأخرى تطغى عليها الأفكار القبلية أو الدينية التي تعوق انفتاحها على كامل المجتمع الليبي.
ويرى خبراء ومراقبون أن الأوضاع في البلاد حاليا لا يمكن أن تنمو فيها الأفكار السياسية، حتى أن الأحزاب السياسية لا تتفاعل مع القضايا العامة المطروحة للنقاش، فلم تسجل غالبية الأحزاب موقفا من قضية رفع الدعم عن المحروقات، أو تفتح بابا للنقاش حولها وفرض حلول، بل كانت غالبية المشاركات في النقاش العام فردية.
الأمر اللافت للنظر وفق كثير من المراقبين هو استمرار سياسة فرض الواقع عبر القوة المسلحة في كثير من المناطق، وهو ما يحول دون تطبيق برامج أي من الأحزاب على الأرض، كون الساحة ليس مسموحا فيها بإطلاق الأفكار، أمام قوة السلاح التي تسيطر في بعض مناطق البلاد.
وتتهم بعض الأطراف السياسية بالتمسك بمواقعها التنفيذية ورفض السير نحو انتخابات حقيقية تنهي المرحلة الانتقالية الحالية، ففي كل مرة تبدأ في البلاد مفاوضات سياسية بين الأطراف الرئيسية تتعارض الرؤى الرئيسية لكل فريق مع رؤى الآخرين ما يتسبب في عرقلة المسار السياسية برمته.
-الأحزاب والانتخابات
في ملف الانتخابات أحد أبرز الملفات السياسية في البلاد، لا تتفق الأحزاب السياسية على رؤية موحدة، ففي اللقاء الذي جمع (30) حزبا سياسيا على مستوى ليبيا، مع المستشار “عقيلة صالح”، طالبت القيادات الحزبية بضرورة الإسراع بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفقا للقوانين الانتخابية الصادرة عن البرلمان، وفق ما أعلن الناطق باسم المجلس “عبدالله بليحق”.
وقال “بليحق” في بيان صحفي وقتها: إن هذه المطالبة جاءت خلال لقاء “عقيلة” في مكتبه بمدينة “القبة”، مع ممثلي أكثر من (30) حزبا، إذ شددوا على ضرورة «تشكيل حكومة جديدة واحدة للبلاد تشرف على إجراء الانتخابات وتدعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتنفيذ الاستحقاق».
وفي المقابل رفعت الأحزاب التي التقت مع لجنة الشؤون السياسية بالمجلس الأعلى للدولة، مطلب البحث عن سبل إيجاد «مبادرة وطنية» للخروج من حالة الأزمة والانسداد السياسي الراهن البلاد.
وناقش المشاركون في الاجتماع «الوضع السياسي الراهن ومستجدات الأحداث، كما استعرضوا سبل إيجاد مبادرة وطنية للخروج من الأزمة والانسداد السياسي»، وفق ما نشره المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة عبر صفحته على «فيس بوك».
ويظهر من النقاش العام للقوى الحزبية عدم وجود رؤية موحدة أو أرضية مشتركة للانطلاق منها، حيث تتبنى كل مجموعة حزبية رؤية المؤسسة التي تميل لها أو تؤيد تحركاتها، وهو ما يعطل دور الأحزاب السياسية، ويجعلها خارج المشهد السياسي.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.