بنغازي 19 يناير 2024 (الأنباء الليبية) -اختتمت الفاعليات المصاحبة لمعرض (أنا ليبيا .. أنا التاريخ)، أمس الخميس، بسلسلة من المحاضرات، والتي جاءت على فترتين صباحية ومسائية.
-معتقلات الإبادة
قال رئيس اللجنة العلمية للمعرض، وأستاذ التاريخ المعاصر بجامعة بنغازي، ورئيس جامعة السلام الدولية حاليا الدكتور “سالم عبد الله الفلاح”: في هذه الملتقى الهام، الذي أشرف عليه مجلس الثقافة العام، قدمت محاضرة بعنوان (نماذج من جهاد الليبيين)، مبينا أن سبب اختياره لهذا الموضوع لأن والده كان مجاهدا، وأسرته اعتقلوا في المعتقلات.
وأضاف، أنا من منطقة (النواقية)، التي وضِع أهلها في معتقل “سلوق” لمدة ثلاث سنوات.
وأضاف، اخترت هذا الموضوع لتناول تاريخ حركة الجهاد الليبي، مع الحديث عن المجاهد “أحمد الشريف”، الذى قاد حركة الجهاد في البداية، ثم تولى المجاهد شيخ الشهداء “عمر المختار”.
وتضمنت المحاضرة ثلاثة محاور وهي: المحور الأول، حول هو نفي الليبيين إلى خارج ليبيا، وأغلبهم كانوا من المنطقة الغربية (طرابلس) عام ( 1911-1912)، في بداية الاحتلال الإيطالي، وبأعداد كبيرة، إلى جزر في إيطاليا وهي جزر (أوستكا) و ( نيانا ) وغيرها، ومنهم من توفي، ومن تنصر، وعاد منهم عدد قليل جدا.
أما المحور الثاني، فتناول الإيطاليين عندما غيروا وجهة النفي، نظرا لتكلفته العالية، فقرروا نفيهم في داخل الأراضي الليبية، وفتحوا معتقلات في “سلوق والأبيار”، وهناك معتقلات صغيرة ولكن الرئيسية هي “سلوق والمقرون والبريقة والعقيلة”، وزج بآلاف من الليبيين فيها ولمدة سنوات، ولم يخرج منهم إلا عدد قليل.
وتطرق المحور الثالث، فكان عن تجنيد الليبيين خارج ليبيا، وزج بعدد (8500) شخص، ذهبوا بهم إلى الحبشة (أثيوبيا) منهم من توفي، ومنهم من بقي، ومنهم من رجع.
-جهاد ليبيا بين الاستقلال العسكري والنضال السياسي
كما قدم الدكتور أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بقسم التاريخ كلية الآداب جامعة بنغازي “الرويعي محمد قناوي”، محاضرة بعنوان (جهاد ليبيا بين الاستقلال العسكري والنضال السياسي).
وعن اختيار العنوان بين أنه من وحي كفاح الآباء والأجداد، الذين ناضلوا من أجل استقلال ليبيا، وتحصلوا على ما كانوا يطمحون إليه، منذ دخول الاحتلال الإيطالي للبلاد عام 1911 ، إلى استقلال ليبيا في 1951.
وقسم موضوع المحاضرة إلى شقين، الأول ما بعد الحرب العالمية الثانية، من خلال محاور محددة من بينها الهيئات والجمعيات السياسية، ونضالها السياسي، والمناشط الثقافية التي أقيمت في ليبيا تلك الفترة في الداخل والخارج، من أجل إظهار القضية الليبية والمطالبة بالاستقلال عبر جامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة. وأضاف، عندما تحصلت ليبيا على القرار الدولي رقم ( 289 ) بتاريخ 21 نوفمبر 1949، بدأت ليبيا تخطو خطوات مهمة نحو الأخذ بالتطور الدستوري، وشكلت لجنة ( 21 ) ثم الجمعية الوطنية التأسيسية، ثم لجنة الدستور التي أخرجت الدستور الاتحادي في ذلك الوقت، وعقب ذلك جعل الأمير “إدريس السنوسي” ملك على ليبيا، وبعد استكمال نقل الإدارات العسكرية بين الحكومة البريطانية والفرنسية، والحكومة الليبية المؤقتة، استطاع الملك إعلان استقلال ليبيا، من شرفة “قصر المنار” ببنغازي، وأصبحت ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة، وأخذت مكانها الصحيح في دول العالم وانظمت لهيئة الأمم المتحدة.
– جغرافيا خليج سرت والوحدة الوطنية
أما فعاليات المحاضرات التثقيفية المسائية، فبدأها رئيس قسم التاريخ والآثار كلية الآداب جامعة سرت “حسن المدني كريم” الذي قال: شاركت بمحاضرة عنوانها (جغرافيا خليج سرت والوحدة الوطنية)، وهي عرض لروئ وطنية، تتعلق بالوحدة الليبية، ومتمثلة في الفراغ الصحراوي بين شرق وغرب ليبيا، وهذه الروئ صنعتها الجغرافية التاريخية، ولا علاقة للإنسان بها، وأحدثت اختلافا بين الشرق والغرب، في تمركز السكان بليبيا والتوزيع العمراني، وبنية الكيان السياسي أيضا عبر مر العصور.
وأكد مازلنا نعاني منها حتى يومنا هذا، وسبب هذا الفراغ هشاشة في تكوين كيان سياسي ليبي بين برقة وطرابلس، بغض النظر عن أنظمة الحكم التي مرت على البلاد، وهذا ليس حديثا، بل تنبه لها كل من مر على ليبيا من عثمانيين، وأتراك، وإيطاليين، والإدارة الإنجليزية، ولم تغب عن الحكومة الملكية، ولا سبتمبر.
-ليبيا في عقدها الخامس
قدم الدكتور “محمد المفتي” محاضرة بعنوان (ليبيا في عقدها الخامس)، تحدث فيها عن ليبيا، خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي، وهي فترة معقدة وبها الكثير من الجدال والخلاف، وهذه المرحلة شهدت نهاية الحرب الليبية الإيطالية، وبداية الحرب العالمية الثانية، وفي تلك الفترة الليبيين كانوا يتساءلون من هم، وماذا يريدون؟ وهذا كان ظاهرا في الصراعات الكبرى في وكانت بريطانيا حريصة على برقة، لأنها مدخل للنفط من منطقة الشرق الأوسط.
وذكر أيضا، أن تلك المرحلة التاريخية شهدت بداية النهضة التعليمية في البلاد، وظهرت جهود كبيرة لدى النخبة المثقفة للنهوض بالبلاد عبر التعليم، وهذه أبرز ملامح عقد الأربعينيات من القرن الماضي. (الأنباء الليبية بنغازي) هــ أ / س خ.