الخرطوم 08 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) -ارتفع سقف طموحات أبناء السودان بإمكانية التوصل إلى اتفاق يفضي بحقن الدماء، وإيقاف الحرب الطاحنة بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع والتي اندلعت في منتصف إبريل من العام الماضي، وخلفت آلاف القتلى والجرحى، إذ أعلنت الأمم المتحدة، اتفاق طرفي النزاع على عقد اجتماع في سويسرا لبحث إيصال المساعدات الإنسانية.
-إيصال المساعدات
قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “مارتن غريفيث”: أجريت اتصالات مع قائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان”، وقائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان دقلو” للوفاء بالتزامهما بشأن إيصال المساعدات.
وأشار “غريفيث” إلى أنه تمت دعوتهما لاجتماع ترعاه الأمم المتحدة بين ممثلين عن الطرفين المتحاربين في السودان، لبحث إيصال المساعدات الإنسانية لسكان السودان، الذين يحتاج نصفهم تقريبا، أي حوالي (25) مليون شخص للمساعدة.
وقال: كلاهما أعرب عن موافقته على الحضور، لكنني انتظر تأكيد موعد ومكان الاجتماع، واقترح الطرفان القدوم إلى سويسرا.
وأشار “غريفيث” إلى أن ما يشغله ليس مكان الاجتماع، ولكن أن يناقش الطرفان إمكانية وصول المساعدات الإنسانية.
-مساعدة انسانية
كانت الأمم المتحدة قد أعلنت أنها بحاجة إلى (4.1) مليارات دولار في 2024، لتوفير مساعدة إنسانية للسكان في السودان الذي يشهد حربا أهلية، وللاجئين منهم في الدول المجاورة.
وحذرت الأمم المتحدة، من تفاقم التداعيات الكارثية للأزمة الإنسانية في السودان، وناشدت مجتمع المانحين بتوفير (4.1) مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لأكثر من (25) مليون سوداني تضرروا من الحرب المستمرة منذ (10) أشهر، وأدت إلى تشريد نحو (10) مليون، عبر (1.5) مليون منهم الحدود الى بلدان مجاورة.
وفي نداء مشترك مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إلى توفير تمويلات عاجلة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتصاعدة.
ومن جانبه، وصف برنامج الغذاء العالمي الوضع بأنه خطير، مشيرا إلى أن ما يقدر بنحو (5) ملايين من مستويات الجوع الطارئة بسبب الحرب.
وحذر البرنامج من عدم قدرته على تقديم المساعدات الغذائية بانتظام، إلا إلى واحد من كل (10) أشخاص يواجهون مستويات الطوارئ من الجوع في مناطق النزاع الساخنة، بما في ذلك (الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة).
وقال “إيدي رو”، ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان: الوضع في السودان اليوم كارثيا، وعدم وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من العقبات غير الضرورية تؤدي إلى إبطاء العمليات، وتمنعنا من إيصال المساعدات الحيوية إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى دعمنا.
وفي ذات السياق، ذكرت الإدارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، إن العراقيل التي تواجهها جهود إيصال المساعدات للمحتاجين رفعت معدلات سوء التغذية بشكل كببر، مما زاد من معدلات الوفيات إلى نحو (250) حالة يوميا في جميع المعسكرات البالغ عددها نحو (13) معسكرا.
-الموت جوعا
ذكر برنامج الغذاء العالمي؛ وهو أحد منظمات الأمم المتحدة، إن (18) مليون شخص في جميع أنحاء السودان، يواجهون حاليا جوعا حادا، وسط تقارير عن وفاة أشخاص بسبب الجوع.
ويموت بسبب سوء التغذية وانعدام الخدمات الصحية ما بين (15 إلى 20) يوميا في كل معسكر من المعسكرات المنتشرة في اقليم “دارفور” وذلك وفقا للإدارة العامة لمعسكرات النازحين في الإقليم.
وخلفت الحرب الحالية في السودان أسوا كارثة نزوح على مستوى العالم، حيث يشكل النازحون السودانيون نحو (12 %) من مجمل النازحين في العالم، بحسب منظمة الهجرة الدولية.
يشار إلى أن الحرب المستمرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع دمرت البنية التحتية للبلاد، وترتبت عليها تحذيرات من حدوث مجاعة ونزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.
ومنذ 15 أبريل، يدور قتال في السودان بين الجيش السوداني بقيادة “عبد الفتاح البرهان”، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وفشلت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى مفاوضات سلام. (الأنباء الليبية الخرطوم) س خ.