بنغازي 15 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) – مع حلول الذكرى الثالثة عشر لثورة السابع عشر من فبراير، عاد الحديث مجددا عن جدوى الاحتفالات، والإنفاق المخصص لهذه المناسبة، ففي ظل تردي الأوضاع المعيشية، وتفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية في البلاد، انتقد كثيرون الاحتفال الذي ستقيمه حكومة الوحدة الوطنية في العاصمة طرابلس، حيث طالب كثيرون بالاكتفاء بالتذكير بأهداف الثورة، والعمل على تحقيقها وعدم إنفاق الأموال على الفعاليات الفنية.
انقسام بين مؤيد ومعارض
انقسم الليبيون على صفحات التواصل الاجتماعي بين مؤيد للاحتفال ومعارض له، بينما أعلنت بعض الكيانات رفضها للاحتفال، احتراما لشهداء درنة، ومأساة زليتن، وما يحدث في قطاع غزة الفلسطيني.
وفي هذا السياق أصدر المجلس الشبابي سوق الجمعة والنواحىي الأربعة، بيانا رفض فيه إقامة احتفالات صاخبة في ذكرى الثورة، مؤكدا أن أموال الليبيين يجب أن تنفق بشكل رشيد وفي مصارف تعود عليهم بالنفع بدلا من الاحتفالات التي تخالف تقاليد ومعتقدات الشعب الليبي.
وقال البيان إنه في الوقت الذي يهنئ فيه المجلس الشعب الليبي بذكرى ثورة 17 فبراير، مبديا رفضه القاطع لما أسماه احتفالات “الفجور” رافضا بشكل قاطع ربط الاحتفالات الصاخبة والمخالفة للأعراف الليبية بذكرى غالية ووطنية للشعب الليبي، على حد وصف البيان.
وعطفا على ذكر دون كثيرون مؤيدون لهذا المسلك مؤكدين أنهم لا يمانعون الاحتفال وإحياء ذكرى الثورة، لكن يعترضون على الإنفاق الضخم واستدعاء المؤيدين من حدب وصوب وإنفاق الأموال عليهم بدون رقيب في ظل معاناة المواطن الليبي، ووقوفه بالساعات في طوابير طلبا للوقود أو الخبز.
وفي الاتجاه الآخر يرفض البعض هذه المطالب مؤكدين أن الاحتفالات تعكس صورة الأمن والاستقرار الذي تعيشه البلاد، مؤكدين أن ذكرى الثورة تستحق أن تكون على قدر كبير من العظمة.
وفي هذا السياق قال مسؤولون تابعون لحكومة الوحدة الوطنية إن احتفال هذا العام سيكون على مستوى عال ولن يكون كسابقه من الاحتفالات.
وأعلنت شركة الخدمات العامة طرابلس عن قيامها ببعض الإجراءات في العاصمة طرابلس استعدادا للاحتفال بالذكرى الثالثة عشر لثورة 17 فبراير، حيث أعلنت الشركة عن غلق ميدان الشهداء والطرق المحيطة به اعتبارا من ليلة اليوم الخميس عند الساعة 22:00 وحتى وقت آخر استعداداً للاحتفالات.
وخلال الساعات الماضية أعلن مكتب شؤون المرور بمديرية أمن العاصمة طرابلس عن إغلاق ميدان الشهداء «جزئيا مساء الإثنين»، وذلك في إطار الاستعدادات للاحتفالات نفسها.
والخميس الماضي، اجتمع مسؤولون أمنيون من وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية لوضع خطة تأمين الاحتفالات شارك فيها عدد من أفرع وأجهزة الوزارة.
الحكومة الليبية تلغي الاحتفال
وفي المقابل أعلنت الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد، إلغاء الاحتفالات الرسمية، بذكرى ثورة 17 فبراير لهذا العام، تضامناً مع أسر ضحايا فيضانات شرق ليبيا وتضامنا مع أهالي مدينة زليتن الذين يعانون من أزمة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في المدينة.
وقالت الحكومة في بيان لها اليوم الأربعاء، إنها قررت إلغاء الاحتفالات على المستوى الرسمي، لتقليل النفقات العامة، وتوظيف كافة الإمكانيات البشرية والمادية في مجال إعادة إعمار المدن والمناطق المتضررة عبر صندوق إعادة الإعمار والاستقرار.
وأكدت الحكومة في بيانها أنه لا مانع من احتفال المواطنين بالذكرى الثالثة عشر للثورة في منازلهم أو لصفاتهم الشخصية، تعبيرا عن حقهم الدستوري في البيوت والشوارع احتفالات بالذكرى. (الأنباء الليبية)