بنغازي 22 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) -أجرت مجموعة أبحاث الفيزياء بكلية العلوم قسم الفيزياء، جامعة بنغازي، دراسات علمية بحثية عن المعادن الثمينة الموجودة في مكونات الرمال بالصحراء الليبية، نظرا لأهميتها، وتنوعها بالعديد من المعادن والمواد ذات الجودة العالية، التي تدخل في العديد من الصناعات.
صحيفة الأنباء الليبية كان لها حوارا مع عضو هيئة التدريس في قسم الفيزياء بجامعة بنغازي، ورئيس مجموعة أبحاث الزجاج والسراميك بمجموعة أبحاث الفيزياء، الدكتور ” ضيف الله التواتي” حول المواد المصنعة من رمال الصحراء الليبية والغنية بمادة السيلكا، باعتبارها أحد أكبر الصحاري على مستوى أفريقيا.
-الرمال الليبية كنز
قال: تعد رمال الصحراء الليبية كنز، وذلك لجودتها وقيمتها الثمينة، مؤكدا أنها تكفي لترفع سعر الدينار الليبي لأضعاف أمام الدولار الأميركي، وهذه الثروة لو وجدت في دولة تقدر قيمتها لاتخذتها أحد مصادر الدخل.
وأشار التواتي إلى إن الأبحاث العلمية التي اجراها المعهد الأمريكي للدارسات الجيولوجية، التابع والممول من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، أكد أن الرمال الليبية هي من أجود الرمال في العالم، وهي مطابقة للموصفات المطلوبة للصناعات المتقدمة التي تدخل في مجال تحويل المواد إلى البلازما، وتصنيع القطع الإلكترونية بجوده عالية، وتكلفة أقل تنافس بها الدول المتقدمة في المجال الصناعي.
وتابع، إضافة إلى تصنيع الزجاج بأعلى موصفات قياسية، ويمكن أن تفتح آفاق صناعية أفضل للمعالجات الإلكترونية، ولها خواص مميزة، ويرجع ذلك لطبيعة بلورتها حيث تستطيع التحول إلى مواد جيدة الصلابة.
-بديل صناعي
أضاف أن الرمال الليبية يمكن أن تحل محل صناعة الخزف المقاوم للحرارة، وصناعة البلاستك الصلب خفيف الوزن، وفي في تصنيع هياكل الطائرات والسيارات مستقبلا.
ولفت التواتي، إلى إمكانية دخول الرمال الليبية في عملية تصنيع واقي من المواد المشعة، وقد تدخل في المجالات الطبية والعسكرية والهندسية، وفي صناعات عوازل الحرارة.
وأشار التواتي أن هناك بحثا علميا حديثا، يعد حول استخدام الرمال الليبية، وما لها من خاصية العزل الحراري، بحيث تستخدم بخلطها مع الخرسانة، لتصنيع الطوب الحجري الذي يعزل الحرارة والبرد، ويباع بسعر أقل من الأسعار الحالية وجودة أفضل، لأنه عازل جيد ويمكنه أن يحل محل التكييف أو التدفئة.
-استخدامات طبية
حول الاستخدامات الطبية قال التواتي: الرمال الليبية غنية بمادة أكسيد السليكون، والتي تعتبر المكون الرئيسي لمادة الزجاج، والذي يدخل في مجال جراحة وترميم العظام، حيث وجد من خلال الأبحاث المنشورة عالميا أن بعض مواد الزجاج الحيوي تنتج طبقة مشابهة لأنسجة العظام، ويمكن من خلال هذه الطبقة ترقيع وترميم العظام، ويجعله بصورة أقوى، ويرى أطباء بريطانيين أن الزجاج الحيوي ليس أقوى من العظام فحسب، بل يمكن أن ينحني ويقاوم العدوى.
-تحتوي على فضة ومعادن ثمينة
أضاف قائلا: أخذت عينات من الرمال من بحيرة قبر عون، وأجريت لها تحاليل بقسم الفيزياء بجامعة سبها، لمعرفة تركيبة العناصر الموجودة في هذه الرمال، وتبين بعد ظهور النتائج أن هذه الرمال أحد عناصرها تحتوي علي فضة، والتي لم تكتشف سابقا، مما يعزز احتمالية وجود الذهب ومعادن ثمينة أخرى بهذه الرمال.
وتابع، من خلال معاينته منطقة “زلاف” جنوب مدينة سبها والتي اشتهرت بوفرة السيلكون، أخذنا عينة من الرمال وهي الأن في المعامل، ونتوقع وجود مكونات جديدة بها، مشيرا أن الرمال من الممكن ان تكون مستقبل ليبيا الصناعي في السنوات القادمة.
-ضرورة الاهتمام بهذه الثروة
في ختام حديثه دعا التواتي الجهات المسؤولة، إلى ضرورة الاهتمام بهذه الثروة التي لها دور هام في إنتاج الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية، وكذلك صناعة الهواتف والأجهزة الذكية، وتوفير كل الامكانات التي تساهم في تسهيل إجراء البحوث الفزيائية، وبالتالي معرفة المزيد من تركيب وخواص هذه الرمال، إضافة إلى مساهمتها في تنوع مصادر الدخل العام للدولة، وعدم الاعتماد على النفط، بحيث تصبح ليبيا من الدول المصنعة لا المستهلكة. (الأنباء الليبية بنغازي).
-حوار: مروة نصر
-تحرير: سليمة الخفيفي