بنغازي 06 مارس 2024 (الأنباء الليبية) _ الجراحة بالمنظار إجراء تشخيصي يستخدم لفحص الأعضاء وهو جراحة طفيفة التوغل، يتم فيها إحداث شقوق صغيرة تبدأ من 5 إلى 10 مليمترات تحت الجلد البطني من أجل إدخال أدوات جراحية صغيرة وكاميرا مما يسمح للطبيب برؤية الأعضاء والأنسجة الداخلية وقطعها إن تطلب الأمر.
وحسب استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير أحمد المغراوي فإن في هذا النوع من الجراحات يتسم بالبساطة والسرعة في الشفاء وعودة المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية بخلاف العمليات الجراحية التقليدية.
البداية في الثمانينيات
وفي حوار مع صحيفة الأنباء الليبية قال المغراوي أن جراحة المناظير بدأت في نهاية الثمانينيات بواسطة جراحين مختصين في النساء والولادة وكانت العملية تتم عبر إجراء ثقب صغير لتشخيص البطن قد لا تتجاوز الفتحة السنتيمتر وهي تجرى لمعرفة إذ كان المريض يحتاج إلى جراحة أو لا، وعن طريقها يحدد الجراح المكان الذي سيجري فيه الجراحة ومن ثم تطور المنظار من منظار استكشافية إلى منظار جراحي وأصبح من خلاله تتم العملية بالكامل.
وأضاف: معظم العمليات في الدول المتقدمة تجرى حاليا عن طريق المناظير، وتغلبت على الجراحات التقليدية بنسبة 90٪ من بينها عمليات استئصال المرارة والزائدة وأمراض الأورام في المعدة والقولون النساء والولادة وتشخيص العقم والمشاكل الالتهابية عند النساء والآلام مجهولة المصدر، وأصبح المنظار هو الأفضل لإجراء العمليات بديل عن الجراحة، لكن الإمكانات في ليبيا ليست متاحة ما جعل نصف العمليات يتم إجرائها عن طريق “الفتح”.
وذكر المغراوي أنه في السابق كان إنقاذ المواطنين الذين يصابون في الحوادث يواجه بصعوبات وقد يكلفهم حياتهم، حيث إن بعضهم عندما يجري عملية كشف مستعجل على المعدة للتثبت من عدم وجود نزيف وفي البطن كان يتم بشكل تقليدي عبر عملية فتح مباشر للتأكد من النزيف وقد تصل الفتحة إلى 25 سنتيمتر وهذا يسبب مشاكل أخرى كالتهابات الجروح لشهور طويلة، ولكن بعد عمليات المنظار أصبحت تجرى بفتحة سنتيمتر واحد وبأقل المضاعفات.
مخاوف المرضى
وعن مخاوف المرضى من عمليات المنظار قال استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير أحمد المغراوي أن أسبابها نفسية سواء كانت العمليات استكشافية أم جراحية وذلك لعدم رغبة المريض في معرفة نتائج التشخيص خوفا من الأورام الحميدة أو الخبيثة.
وأوضح أن المريض يمر بأربع مراحل، الأولى الصدمة، الثانية الإنكار، الثالثة الغضب، الرابعة الاستسلام أوالقبول، ثم ينصاع بعدها إلى برتوكول علاج الطبيب ويتهيأ نفسيا إلى مضاعفات التشخيص.
وتابع: نحن نراعي الجانب النفسي للمريض ونقدر مخاوفه وهناك خلط بين الناس بين المنظار التشخيصي للجهاز الهضمي والمنظار الجراحي العلوي أو السفلي، حيث إن المنظار التشخيصي يقوم الطبيب من خلاله بإدخال أداة من خلال فتحة صغيرة حوالي 1 سنتيمتر تحت السرة ويتم توصيل منظار البطن بكاميرا صغيرة للسماح للطبيب بفحص وإجراء عملية الأعضاء الداخلية إذا لزم الأمر دون الحاجة إلى فتح البطن، أما المنظار الجراحي فهو جراحة بواسطة منظار البطن تتطلب من 3 إلى 4 فتحات صغيرة يتراوح طولها ما بين نصف إلى واحد سنتيمتر وفيها تم إدخال الأدوات المستخدمة في العملية من خلال تلك الفتحات.
سلبيات ضئيلة
وأشار إلى أن سلبيات العمليات الجراحية بالمناظير ضئيلة مقارنة بالإيجابيات، والتي من بينها صغر الفتحة الخاصة بالجرح أو الألم بعد العملية، والمريض يستعيد عافيته ويعود لممارسة حياته الطبيعية بشكل أسرع حيث يكون خلال 24 ساعة قادر أن يمارس حياته بشكل طبيعي ويعود لعمله في مدة أقصاها أسبوع مع احتمالات ضئيلة لحدوث الالتهابات في الجروح مقارنة بالعمليات الجراحية التقليدية.
وعن العمليات الجراحية غير المسموح إجراؤها بالمناظير أوضح المغراوي أن من بينها عمليات الولادة القيصرية وكبر حجم الكيس أو الكتلة المراد استئصالها وانسداد أمعاء الحامل في الشهر التاسع أو في بدايات الحمل الأولى، وهذه الحالات لا يكون فيها المنظار هو الخيار الأول ماعدا ذلك فإن 90 ٪ من العمليات الجراحية يكون فيها المنظار هو الحل الأمثل.
وأشار استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير أحمد المغراوي إلى أن المستشفيات الليبية قطعت شوطا كبير في العمليات الجراحية من خلال المناظير ومن الأشياء التي أسعدته المشاركة فيها هو تعليم جراحة المناظير من خلال برنامج تدريبي للأطباء والجراحين، واستهدف البرنامج حوالي 18 طبيب أجرى 100 عملية على مدى أشهر تعلموا فيه إجراء عمليات جراحة المناظير للمرارة وعمليات الفتق بالمنظار.
وأوضح أنه عند عودته من ألمانيا للاستقرار في ليبيا استورد معدات خاصة ليست موجودة في بنغازي لاستخدامها في المستشفيات العامة، مؤكدا أن إدارات المستشفيات داعمة جدا لكن الإجراءات الإدارية الخاصة للأطباء متعرقلة منذ عامين ودون مرتبات، وهذا ما يجعل بعض أعضاء الكادر الطبي يغادر موقعه.
وأضاف أن الدعم موجود على الرغم من قلة الإمكانات والعمل يجرى بأقصى جهد، وعدد المرضى في مركز بنغازي الطبي في ازدياد والأدوات الخاصة بالعمليات الجراحية بالمنظار مكلفة.
وأشار إلى أن جراحة الليزر بالمناظير هي الأقل ألما وأسرع شفاء وتقلل بشكل كبير من وقت العملية وفيها يتعافى المريض بشكل أسرع.
الكشف المبكر
واسترسل المغرواي حديثه قائلا: الكشف المبكر مهم جدا في جراحات المناظير تفاديا لأي أورام أو تحول الأورام الحميدة إلى خبيثة، والكشف يجب أن بعد عمر الأربعين، ومرة كل خمس سنوات ذلك لأنها من الأمراض التي تتطور ببطء وبها فرصة كبيرة للعلاج مبكرا متى ما لاحظ المريض الأعراض التي تستدعي إجراء المنظار من بينها ألم شديد وإمساك ونزول مفاجئ في الوزن لذا؛ فإن التشخيص المبكر مهم جدا وفارق في حياة المريض.
وحذر من أن الأورام تتحول بشكل بطيء من لحمية إلى ورم خبيث والمنظار يساعد المريض على العلاج المبكر تفاديا لتفاقم الحالة والكشف المتأخر يزيد من سرعة انتشارها.
واختتم استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير أحمد المغراوي حواره، مثمنا دور وكالة الأنباء الليبية في التوعية الصحية، مطالبا بزيادة الحملات التوعوية للكشف المبكر عن الأورام في المعدة والقولون عن طريق جراحات المنظار التي تعد الأكثر انتشارا في ليبيا، مشددا على خطورة تأخر معظم المرضى في الفحص ما يؤدي إلى أن توقيت العلاج يكون في مرحلة متقدمة من المرض.
يذكر، أن الطبيب أحمد المغراوي، استشاري جراحة عامة وجراحة المناظير والأورام، حاصل على الزمالة الألمانية في الجراحة التخصصية والزمالة الأمريكية في الجراحة، كما حصل على الزمالة الألمانية في جراحة الأحشاء، وعلى ماستر في جراحة الفتق، وشهادة التخصص الدقيق في جراحة القولون والمستقيم من ألمانيا.
كما شغل أيضاً عضو الجمعية الألمانية للجراحات التخصصية وعضو الجمعية الألمانية لجراحات السمنة والفتق والغدد الدرقية، كما حصل على البورد الأمريكي والأوروبي في الجراحة. (بنغازي – الأنباء الليبية)
حوار: بشرى العقيلي