بنغازي 31 مارس 2024 (الأنباء الليبية) -أيام قليلة تفصلنا عن عقد المؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية المزمع انعقاده في مدينة سرت، في 28 من أبريل 2024، إلا أن الأحداث على الأرض باتت تهدد المؤتمر الذي يعلق عليه الكثيرين الآمال لإنهاء الخلافات السياسية في البلاد، إذ أنه قبل أقل من شهر على انطلاقه مهدد بالفشل بسبب انسحاب بعض الأطراف من المشاركة فيه، وكذلك مواقف بعض القوى الأمنية والسياسية التي ترفض قبول أطراف أخرى.
-مؤتمرات متعاقبة لإتمام المصالحة
خلال الأشهر الماضية عقدت اللجنة الرفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، عدد من المؤتمرات التمهيدية للأطراف السياسية والاجتماعية في البلاد، بغرض عقد المؤتمر الجامع للمصالحة والذي يرعاه المجلس الرئاسي، كان أبرزها الاجتماع الذي عقد في الكونغو برازافيل، خلال الأسابيع الماضية، والذي استضاف عددا من القيادات الليبية بالإضافة إلى رؤساء دول الجوار أو ممثلين عنهم.
ويفترض أن اللجنة المشرفة على المؤتمر تبحث حاليا في وضع اللمسات الأخيرة لانعقاد المؤتمر الجامع في سرت والذي يفترض أن تشارك فيه كافة الأطراف السياسية في البلاد، إلا وجود معرقلات يهدد هذا اللقاء.
الأزمة الأمنية أكبر المعرقلات
أحد أبرز المعوقات التي تواجه المصالحة هو وجود خلافات بين المكونات السياسية، بعضها قابلا للاشتعال وفقا لمراقبين، خصوصا التحشيدات العسكرية التي تقع بين الحين والآخر بالمنطقة الغربية، والتي كان آخرها الخلاف على إدارة منفذ رأس اجدير بين حكومة الوحدة الوطنية، وبعض المكونات الاجتماعية القريبة من موقع المنفذ، وهو ما تسبب في انسحاب أجهزة وزارة الداخلية بشكل كامل.
وعلى الرغم من تشكيل قوة أمنية مشتركة لتأمين المنفذ إلا أنه حتى الآن لم يعد للعمل، بالتزامن مع وجود تصريحات إعلامية من قبل شخصيات من مدينة زوارة يؤكدون عدم التوصل لاتفاق كامل مع القوات التابعة لحكومة الوحدة.
-الخلافات بين المجموعات المسلحة
يرى مراقبون أن هذا المشهد ربما ينبئ عن الأوضاع الأمنية في بعض المناطق، إذ أنه لا يزال كثير من المجموعات المسلحة لا ترغب في الدخول تحت عباءة الدولة، وتسعى للحفاظ على نفوذها، كما هو الحال في عدد من المدن التي شهدت تصعيدا أمنيا خلال الفترة الماضية، وإن كان لم يصل إلى حد الصدام المسلح.
ويطالب المراقبون بضرورة معالجة الأوضاع الأمنية والعمل على دمج المجموعات المسلحة في أجهزة الدولة بشكل حقيقي، لكي يمكن تطبيق المصالحة الوطنية.
-الانسحابات تهدد عمل مؤتمر المصالحة
أحد أكبر التحديات التي تقف في وجه المصالحة الوطنية هو انسحاب عدد من الأطراف من المصالحة الوطنية، والتي كان آخرها ممثلوا القيادة العامة، الذين أعلنوا رفضهم لاستكمال المجلس الرئاسي لقيادة هذا المسار.
وجاء موقف ممثلي القيادة العامة على خلفية سحب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قراره الذي يقضي بضم شهداء وجرحى الجيش الليبي إلى الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين والمبتورين، وهو القرار الذي جاء بعد موجة احتجاجات داخل طرابلس وصلت إلى حدّ اقتحام مقر المجلس الرئاسي لرفض القرار، ومعارضته من طرف نائب الرئاسي عبد الله اللافي.
واعتبر ممثلوا القيادة العامة في بيان لهم وقتها، أن المجلس الرئاسي بسحبه للقرار بعد خضوعه للتهديدات يثبت عدم أهليته لتولي إدارة مشروع المصالحة الوطنية، مطالبا الاتحاد الإفريقي باختيار شريك أفضل لقيادة هذا الملف بعيدا عن التسييس والمماطلة.
ويرى مراقبون أن كل هذه الإجراءات تمثل عراقيل أمام مؤتمر المصالحة الذي سينعقد في سرت، وأنه في حال انعقاده دون علاج هذه العراقيل بشكل صحيح، فإنه سيكون مجرد مؤتمرا دعائي لا يختلف عن سابقيه ممن عقدوا لنفس الغرض.
#ليبيا #بنغازي #تقارير #سياسة #صحيفة_الأنباء_الليبية (س خ).