بنغازي 07 أبريل 2024 (الأنباء الليبية) – مع حلول شهر رمضان المبارك، يحيي أهالي مدينة بنغازي تقليدا عريقا ذا طابع خاص، ألا وهو “سوق الحوت”، ففي هذا السوق، تتجلى روحية رمضان في أبهى صورها، حيث تعرض المأكولات الشعبية المحضرة في المنازل بأسعار زهيدة، وتباع على أرصفة كورنيش الشابي، بعد هدم جزء من السوق التاريخي ضمن خطة إعادة الإعمار.
– سوق شعبي وتاريخ عريق
يقول ماهر الغرياني مدون وأدمن صفحة وسط البلاد على صفحة التواصل الاجتماعي: سوق الحوت معروف في بنغازي بنشاطه السنوي في رمضان، فهو سوق شعبي قديم وباب رزق لربات البيوت وأخواتنا، ومن خلاله يوفرن مصروف رمضان والعيد، بتحضيرهن لخبز التنور، والهريسة، والحلويات المختلفة، وأيضا بائعي التمور القادمون من الجنوب، ويباع فيه أيضا السمن الوطني والزبدة واللبن، التي تأتي من المدن المجاورة لمدينة بنغازي، والناس ينتظرون أن يفتتح السوق من اليوم الأول من الشهر الفضيل لعرض بضائعهم المختلفة.
– عودة بعد توقف
من المترددين على سوق الحوت موثقا بعدسته الأجواء الخاصة في شهر رمضان، المصور وعضو هيئة التدريس بجامعة بنغازي الأستاذ مفتاح الخشمي، الذي تحدث عن تاريخ إنشاء سوق الحوت في رمضان قائلا: السوق أخذ اسمه من بائعي الأسماك ولقربه من البحر، ونشاط السوق يميز شهر رمضان، وبدأ بطريقة عفوية، ومن ثم أصبح متوارثا، ويعتبر ملتقى سنوي لأهالي مدينة بنغازي.
وأضاف، توقفت نشاطات السوق بسبب الحرب على الإرهاب، وانتقل السوق إلى منطقة الكورنيش وتحديدا أمام المحكمة في عام 2023، وهذا العام بسبب هدم ميدان سوق الحوت ضمن خطة إعادة الإعمار، اختير المكان الجديد لقربه من المكان القديم، وعلى الطريق الرئيسي.
والناس الذين يعملون بالسوق يبدؤون في التحضير له قبل دخول شهر رمضان المبارك، وأول يوم الشهر يجهزون لأماكنهم من وضع الطاولات، وتحديد مكان السيارات.
– تنوع في المعروضات
أضاف أيضا، يبدأ الناس الذين يعملون بالسوق في التحضير له قبل دخول شهر رمضان ويعرض فيه العديد من المأكولات الشعبية مثل “خبزه التنور وخبز الشعير، والحلويات الشعبية مثل الزلابية والقطايف”، وغيرها.
وأكد أن إقبال الناس كبير جدا، ومن مختلف الأعمار، ويتميز كل بائع بطريقة تسويقه للمنتج بجمل يتفرد بها عن غيره مثل أن ينادي على الناس بقوله “أقرب يا شراي قرب عالحار”، هذه الجملة لبائعي المصير والهريسة العربية، وهناك بائعي العصائر الطبيعية بأنواعها، ويعد السوق مصدر دخل للعديد من العائلات، وأنا من المترددين على السوق لأكثر من (20) عام، وتوسع بشكل كبير وفيه تنوع من ناحية المعروضات.
– ألعاب للأطفال وجلسات للتصوير
خلال إقامة السوق يتردد عليه المصورون الشباب لتصوير الناس، وعمل جلسات تصوير، وهي ظاهرة لم تكن موجودة في السابق بهذا الشكل، كما يضم ألعابا للأطفال.
– تنوع في العرض مع نهاية الشهر
مع نهاية الشهر الفضيل، تتغير المعروضات وتكثر عروض حلويات العيد والملابس وألعاب الأطفال، وهو رمزا للعادات والتقاليد الأصيلة في مدينة بنغازي، فهو يجمع الناس من مختلف الأعمار ويحيي روح رمضان في قلوبهم.(الأنباء الليبية بنغازي).
-متابعة: هدى العبدلي
-تحرير: سليمة الخفيفي