بنغازي 24 أبريل 2024 (الأنباء الليبية) -شهدت المدن الليبية خلال الأسابيع الأخيرة ظهور عدد من الحيوانات البرية والمفترسة في قلب المدن المأهولة بالسكان، إذ بات من المعتاد تصوير مثل هذه الحيوانات والتفاخر بها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو المشي معها في الشوارع، إلا أن المخاوف تجددت بعد تكرار وقائع انفلات عددا من الحيوانات وتجولها منفردة في الشوارع وهو ما يشكل خطورة على الأهالي.
-قرد مصراتة ونمر مسلاتة
آخر وقائع الحيوانات البرية مع المدن الليبية، كانت ظهور قرد في أحد أحياء مدينة مصراتة حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقرد صغير وهو يتجول داخل مدرسة في المدينة تبين لاحقا أنها مدرسة
” خديجة الكبرى”.
ورصد الموقع حالة الخوف بين التلاميذ من القرد الذي أخذ يلعب داخل المدرسة، إلا أنه لم يصب أحد من الحضور بسوء، وقبل هذه الواقعة بأيام قليلة أعلنت الشرطة الزراعية في مدينة مسلاتة أنها تبحث عن نمر مفترس شوهد يتجول في شوارع المدينة، إلا أنها ومع تكثيف عمليات البحث لم تتوصل إليه، وهو ما أرجعه نشطاء إلى أن النمر إما عاد للمنطقة التي جاء منها وحده، أو أن صاحبه الذي كان يقتنيه داخل منزله عثر عليه قبل الأجهزة الشرطية.
وفي 2021 رصد كاميرا جوال في مدينة بنغازي أحد الأسود وهو يتجول في المدينة، وهو ما أرجعه البعض وقتها إلى أنه حادث فردي وأنه فر من حديقة حيوان المدينة.
-التفاخر بصور أشبال الأسود
خلال السنوات الماضية تحولت ساحات مواقع التواصل الاجتماعي لمنصة لاستعراض أشبال الأسود، حيث دأب كثير من أبناء العائلات الليبية، وبعضهم أبناء كبار مسؤولين، لنشر صورا ومقاطع مصورة لأشبال الأسود داخل المنزل، وهو اعتبره البعض تعدى على الحيوان الذي كان يجب أن يعيش حياته حرا في البراري، وأيضا تعريض لحياة المواطنين للخطر، إذا ما نجح أحد الحيوانات في الانفلات والخروج بمفرده للشارع.
الحيوانات مكانها الغابات لا البيوت
في منشور سابق لها تعرضت الجمعية الليبية للحياة البرية لهذه الظاهرة، مؤكدة أن السنوات الأخيرة شهدت تنامي ظاهرة تربية الحيوانات البريّة والمفترسة في المنازل.
وذكرت الجمعية إنه كثيرا ما شوهدت أسود ونمور تتجول برفقة أصحابها في الشوارع والأماكن العامة وداخل الأحياء السكنية، خاصة في مدينة مصراتة والعاصمة طرابلس، مؤكدة أن هذا السلوك مرفوض ولا يمكن قبوله، كون هذه الحيوانات مكانها البراري والغابات وليست الاستراحات.
-قوانين غائبة وأخرى معطلة
انتقدت الجمعية غياب القوانين الرادعة التي تجرم مثل هذه الظواهر، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم وجود نصوص قانونية صريحة تجرم تربية الحيوانات المفترسة، إلا أنه يوجد قوانين تحمي الحياة البرية، وتمنع الصيد الجائر، كما أن الدولة الليبية وقعت على عددا من الاتفاقيات الدولية لحماية الحياة البرية، إلا أن هذه القوانين معطلة.
غرامات هزيلة
وتستشهد الجمعية في منشور لها عبر صفحتها في فيسبوك نشر عام 2020 بأنه حتى الغرامات التي تفرض على مخالفي هذه القرارات هزيلة، حيث تبلغ غرامة صيد “الودان والغزال البري خمسين دينارا فقط، وفق قانون لم يعدّل منذ صدوره في الخمسينيات.
وتشير الجمعية إلى أن تربية الحيوانات البرية الخطرة في المنزل ظاهرة خطيرة وعادة ما يقدم عليها البعض بسبب الوضع الاجتماعي أو التباهي بهذا التصرف، أو أن يكون السبب مجرد الجنون بتربية تلك الأنواع من الحيوانات البرية، أو أن يكون سبب تربية الإنسان لتلك الأنواع هو إثارة الرعب في نفوس الناس الذين يعيشون معه في المنزل أو البيئة المحيطة به.
وتطالب الجمعية بضرورة مواجهة هذه الظاهرة، ومنع دخول الحيوانات المفترسة عبر المنافذ خصوصا عمليات التجارة غير المشروعة في مثل هذه الحيوانات. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.