بنغازي 31 يوليو 2024 (الأنباء الليبية) – لم تكن الحوادث المتتالية التي تسببت بها ظاهرة تربية الحيوانات المفترسة في ليبيا كافية لدق ناقوس الخطر حول تفشي هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الليبي.
حوادث عديدة تسببت بها تربية الحيوانات المفترسة خارج أسوار حدائق الحيوانات كان بمثابة جرس إنذار لم يلقا تحركا حكوميا.
أشهر الحوادث
أشهر الحوادث كانت حادثة وفاة عامل سوداني (27 عاماً) والتي وقعت قبل عامين وبالتحديد في ديسمبر 2022، حيث هاجمته مجموعة من الأسود التي كان يقوم برعايتها داخل مزرعة خاصة في منطقة بوهادي ببنغازي شرقي البلاد.
وفي أبريل الماضي بمنطقة مسلاتة غربي البلاد، استنفرت القوات الأمنية للبحث عن نمر هارب أثناء جلسة تصوير، وبدأت السلطات الأمنية في المدينة في تعقب آثار النمر بعد ورود بلاغات وشكاوٍ من عدة مواطنين قالو حينها أنهم رصدوا النمر يتجول بحرية في المدينة.
وعقب تضارب الأنباء حول مقتل النمر في منطقة قصر الأخيار، جدّدت الحادثة النقاش بشأن تربية الحيوانات المفترسة في المنازل، وسط مطالب بضرورة إصدار قوانين تمنع تربيتها خارج أسوار حدائق الحيوانات وفرض عقوبات على المخالفين، لحماية المواطنين.
وفي حادثة جديدة أحيت المطالبات للحكومة الليبية بالتحرُّك السريع لوضع حدّ فوري لظاهرة تربية الحيوانات المفترسة في المزارع، لقي طفل يبلغ من العمر أربع سنوات مصرعه عقب افتراسه من قبل نمر في حادثة هزت ليبيا ومدينة إجدابيا شرقي البلاد.
تلك الحادثة المروعة بدأت حينما حاول أب تصوير ابنه قرب نمر بمزرعة صديق له في مدينة إجدابيا لتكون تلك الصورة التي حاول الأب التقاطها لابنه بمثابة صورة قاتمة حول خطورة تربية الحيوانات المفترسة في ليبيا.
التفاصيل المتداولة حول الحادثة أكدت أن النمر انقض بكل وحشية على الطفل وهاجمه في محاولة لالتهامه مما تسبب في وفاته على الفور.
قرار حكومي
عقب حادثة الطفل بمدينة إجدابيا، أصدر رئيس الحكومة الليبية، أسامة حماد، قرارا يقضي بالحظر الكامل للاحتفاظ بالحيوانات المفترسة وتربيتها في المنازل والمزارع أو الأماكن الخاصة، أو تركها تتجول في الشوارع لأي سبب.
وأمهلت الحكومة الليبية مربي تلك الحيوانات المفترسة مدة أقصاها 15 يوما لتسليم هذه الحيوانات لوزارة الداخلية، تمهيدا لإيداعها في الأماكن المخصصة لها، مع حظر استيراد أو إدخال الحيوانات المفترسة إلى إقليم الدولة، محذّرة المخالفين لهذه الإجراءات.
جدل شعبي
أثارت هذه الحادثة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالب بوضع حد لتربية الحيوانات المفترسة في البلاد، خاصة مع تزايد تربية الحيوانات المفترسة في ليبيا خلال السنوات الأخيرة، حيث كثيرًا ما شوهدت أسود ونمور تتجوّل برفقة أصحابها في الشوارع والأماكن العامة وداخل الأحياء السكنية، خاصة في مدن طرابلس وبنغازي ومصراتة، مما تسبَّب في وقوع حوادث مشابهة خلال السنوات الماضية. (الأنباء الليبية بنغازي).
-متابعة: الصديق الورفلي