بنغازي 04 أغسطس 2024 (الأنباء الليبية) -جدد تقرير حديث نشره موقع “دتا باندس” المتخصص في الإحصائيات العالمية الحديث عن ظاهرة الطلاق في ليبيا وأسبابها، بعدما أكد الموقع تصدر ليبيا للدول العربية والأفريقية في معدل الطلاق بواقع 2.5 حالة طلاق لكل ألف شخص، مؤكدا أنها تخطت كل من مصر والسعودية الذين يأتيا في المرتبتين الثانية والثالثة عربيا، كما أن البلاد تأتي في المرتبة الثامنة عشر دوليا.
وبلغة الأرقام تشير تقارير إعلامية إلى أن عدد حالات الطلاق وصل في عام 2018 إلى 4091 حالة وفقا لتصريحات أدلى بها رئيس مصلحة الأحوال المدنية محمد بالتمر، وعلى الرغم من عدم إصدار الجهات الرسمية لتقارير دورية ترصد حالات الطلاق في البلاد، إلا أن تقارير أخرى تحدثت في مارس من العام 2020 عن وصول حالات الطلاق إلى 36 ألفاً و868 حالة طلاق خلال السنوات الخمس الماضية السابقة لهذا التاريخ، في مقابل إعطاء الإذن الخاص بزواج 305 قاصرات في عام 2018.
-أسباب ارتفاع معدلات الطلاق
في محاولة للبحث عن أسباب الظاهرة وأثارها على المجتمع الليبي وسبل مواجهتها يرى كثير من الباحثين أن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية تتصدران الأسباب، بينما يأتي من بين الأسباب أيضا غياب المسؤولية عن كثير من الشباب والتفكك الأسري الذي انتقل للأجيال الشابة وجعلها لا تقدس قيم الأسرة التي حافظ عليها المجتمع الليبي لآلاف السنين.
-العامل الاقتصادي في المقدمة
وتشير كثير من الدراسات إلى أن الأسباب الاقتصادية تأتي في مقدمة أسباب ارتفاع معدلات الطلاق، ويؤيد ذلك ما ذهبت إليه دراسة ميدانية نشرها موقع “بوابة البحث”، المتخصص في نشر الأبحاث العلمية، تحت عنوان “أسباب الطلاق في المجتمع الليبي” والذي رصد 31 سببا للطلاق في ليبيا في مقدمتها العامل الاقتصادي.
-التحولات الاجتماعية والتغيرات الثقافية
ويأتي من بعد العامل الاقتصادي الأسباب الاجتماعية والتي من بينها حجم التحولات التي شهدها المجتمع بسبب الانفتاح الكبير والتغير القيمي لاسيما بعد زيادة معدلات استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، وانتشار السوشيال ميديا، بالإضافة إلى الزواج المبكر أو عدم تأهيل المتزوجين لتحمل مسؤولية بناء الأسرة.
ويشير بعض الخبراء المتخصصين في شؤون الأسرة إلى أن التغيرات التي طرأت على المجتمع تسببت في تغير الأدوار التقليدية للمرأة والرجل في كل أسرة خصوصا بعد دخول النساء لسوق العمل، وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة، وظهور نماذج تحرض النساء والرجال على تبنى وجه نظر أنانية وعدم التفكير في الشريك، بالإضافة لغياب مفهوم الشراكة أيضا.
-تدخل الأهل سبب تفاقم الحالات
ويرجع أيضا بعض الباحثين زيادة معدلات الطلاق لتدخل أهل الزوج والزوجة في حياة الزوجين، وتعاطي وإدمان بعض الأزواج للكحول والمخدرات، بالإضافة إلى فارق العمر وتفاوت المستوى الثقافي والاجتماعي بين الطرفين.
-الحل في تأهيل الأزواج
يرصد كتاب “الطلاق يهدد أمن المجتمع” للكاتب على محمد الشرفاء، عدد من الحلول لمواجهة مشكلة الطلاق التي يراها تهدد أمن المجتمعات العربية، مؤكدا أن أول هذه الحلول يتمثل في تأهيل الزوجان وتقديم معالجات منطقة للقضايا الخلافية بينهما، مؤكدا أن الأسرة هي النواة والركيزة الأساسية ولبنة البناء الأولى للمجتمع، وتفكك الأسرة والصراع بين الأب والأم بعد الطلاق يخلق أسرة هشة لا تساهم في بناء المجتمع.
ويشير إلى أنه من الضروري تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، والتي أغفلها الخطاب الديني المنتشر حاليا ، مشيرا إلى أن تغافل الناس عن القاعدة الأزلية في التشريع الإلهي التي وضحت المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وتقسيم الواجبات عليهما بين القوامة والإنفاق وحماية الأسرة للرجل.
وأردف أنه حين اختصت المرأة بأمور وصفها الكاتب في كتابه بأنها أصعب مما يتحمل الرجل، وهي تبدأ بالحمل وكل ما فيه من صعاب ثم الولادة والرضاعة والعناية والرعاية والسهر والتربية حتى تعد جيلا قادرا على تحمل المسؤولية ومواصلة الحياة بشكل يخرج لنا أجيالا صالحة تساهم في تنمية وبناء الأوطان والمحافظة عليها لتظل سيرة متواصلة نحو أعمار الأرض بالخير والمحبة والسلام.
ويؤكد أن التربية الجيدة التي تربي جيلا قادرا على تحمل المسؤولية والإلمام بالحقوق والواجبات وأهمية ومحاولة تخطي عقبات الحياة من خلال الأخلاق والدين السليم الذي يدعو إلى الرحمة والسلام والحب والمودة. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.