الرباط 02 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) -استقبل الملك محمد السادس، الأسبوع الماضي، رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، في زيارة تاريخية للمغرب، امتدت من 28 إلى 30 أكتوبر، بدعوة من العاهل المغربي.
وتمثل هذه الزيارة كعلامة على تحول جديد في العلاقات بين البلدين، حيث يسعى الجانبان إلى تعزيز شراكة استثنائية متجددة، واستراتيجية واضحة للسنوات المقبلة.
-رؤية مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية
تناولت المباحثات بين الملك وماكرون الانتقال نحو مرحلة جديدة من العلاقات القوية بين المغرب وفرنسا، وقد أكد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون متعدد الأبعاد، بما يتماشى مع الطموحات المشتركة لمواجهة التحديات الدولية.
وأشار الملك والرئيس الفرنسي إلى ضرورة تعزيز التنسيق في مجالات التعاون الأورومتوسطي والإفريقي والأطلسي، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار للبلدين.
-القضايا الإقليمية والدولية: دعوة للسلام
تطرقت النقاشات أيضا إلى القضايا الإقليمية والدولية الملحة، حيث دعا الجانبان إلى وقف فوري للهجمات في غزة ولبنان.
وأكدا على أهمية حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل الوضع الإقليمي المتأزم.
وأعادا التأكيد على ضرورة إعادة إحياء مسار السلام، استنادا إلى حل الدولتين، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967.
-الشراكة الاستثنائية: اتفاقيات متعددة الأبعاد
في ختام المباحثات، أتفق على توقيع اتفاقيات تشمل مجالات الأمن والهجرة والاقتصاد، بحضور رؤساء شركات كبرى مثل “إنجي” و”ألستوم” و”توتال إنرجيز”، وتعتبر هذه الاتفاقيات خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين المغرب وفرنسا، حيث تسعى فرنسا للحفاظ على موقعها كمزود مفضل للمغرب، خاصة في مشاريع البنية التحتية مثل تمديد خط القطار فائق السرعة بين طنجة وأكادير.
– دعم قضية الصحراء الغربية وموقف فرنسا الثابت
أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، من الرباط، عن تعديل خريطة المغرب على موقع وزارة الخارجية الفرنسية لتشمل الصحراء الغربية، مشيرا إلى موقف فرنسا الثابت في دعم مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لقضية الصحراء الغربية، ويعكس هذا التعديل رغبة فرنسا في تعزيز علاقاتها مع المغرب، وتأكيد دعمها لوحدته الترابية.
-مشاريع مستقبلية: المياه والطاقة والبنية التحتية
من بين المشاريع الجديدة التي اتفق ووقع عليها، بناء محطة لتحلية مياه البحر، التي تعتبر الأكبر في أفريقيا والثانية عالميا، حيث سيساهم هذا المشروع في معالجة مشكلات الجفاف في المناطق الصحراوية بالمغرب، والعمل على مذكرة تفاهم في مجال الطاقة، والسكك الحديدية.
-تعزيز التعاون في مواجهة الهجرة والإرهاب والمخدرات
أشار وزير الداخلية الفرنسي ونظيره المغربي إلى أهمية التعاون بين البلدين في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والمخدرات، والاتفاق على اتخاذ إجراءات مشددة على الحدود البرية والبحرية لتعزيز الأمن في المنطقة.
-أهمية الزيارة: إعادة الدفء للعلاقات
تأتي زيارة ماكرون بعد فترة من الجمود في العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، والتي استمرت لما يقرب من عشر سنوات، وقد أُعيدت هذه العلاقات إلى مسارها الصحيح بعد كارثة زلزال الأطلس الكبير في 2023، مما أدى إلى استئناف الحوار وتعزيز التعاون بين البلدين.
-شراكة استراتيجية مستقبلية
تمثل زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب فرصة جديدة لإعادة صياغة العلاقات الثنائية، حيث يسعى الجانبان إلى تعزيز شراكة استراتيجية تغطي مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد والثقافة والأمن، ومع التزام فرنسا بدعم وحدة المغرب الترابية، يبدو أن مستقبل العلاقات بين البلدين يحمل الكثير من الآمال والتطلعات.(الأنباء الليبية الرباط) س خ.