بنغازي 06 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية)- تنطلق في مدينة بنغازي، يوم الخميس 07 نوفمبر 2024، تحت رعاية القيادة العامة للقوات المسلحة وإشراف الهيئة الليبية للصيد البري والرماية، فعاليات “سباق الملواح” للطيور الجارحة، وذلك ضمن فعاليات “كرنفال ليبيا التراثي”.
وهذا السباق الذي يُقام لأول مرة في ليبيا يُعد تظاهرة رياضية وثقافية فريدة تعكس الفخر الليبي العميق بالتقاليد العريقة في الصيد البري وتربية الطيور الجارحة، في خطوة تهدف إلى إحياء هذه الرياضة التقليدية وتعزيز مكانتها في المشهد الرياضي والثقافي.
وسيُقام السباق في منطقة جردينا جنوب مدينة بنغازي، ويُتوقع أن يكون من أبرز الفعاليات التراثية التي تمزج بين الأصالة والإثارة، ما يسهم في تعزيز روح التنافس والحفاظ على التراث الليبي الأصيل.
وسيشهد الحدث مشاركة واسعة من الصقارين المحليين، بالإضافة إلى حضور رسمي وشعبي كبير، إذ يهتم الليبيين في الوقت الحالي بإحياءً الرياضات التقليدية التي كانت تمثل جزءًا أساسيًا من هوية البلاد وثقافتها.
ويعد “سباق الملواح” خطوة هامة نحو دعم الثقافة التراثية في ليبيا، ويُتوقع أن يكون نقطة انطلاق جديدة لتعزيز الاهتمام بهذه الرياضة المميزة التي طالما ارتبطت بتاريخ الشعب الليبي.
رعاية القيادة العامة
ويحظى السباق برعاية رئيس أركان القوات البرية، الفريق صدام خليفة حفتر، الذي يعتبر من أبرز الداعمين لهذا الحدث، حيث يهدف إلى إبراز الرياضات التراثية القديمة في ليبيا والحفاظ على الهوية الثقافية من خلال تنظيم فعاليات تجمع بين الرياضة والفن الشعبي.
وفي هذا السياق، أكد رئيس اللجنة الإعلامية للسباق، هاني بالراس علي، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الليبية، أن السباق يمثل جزءًا من مشروع أكبر يهدف إلى تعزيز العلاقة بين الليبيين وطبيعتهم، مع تعزيز قيمة التراث الليبي المرتبط بـ “الصقارة”.
صون التراث الطبيعي
ويُعتبر السباق هو أول إنجازات الهيئة الليبية للصيد البري والرماية، الهيئة التي تأسست مؤخرًا بقرار من الحكومة الليبية لتولي مسؤولية تنظيم ورعاية الأنشطة المتعلقة بالصيد والحفاظ على الحياة البرية، خاصة الطيور الجارحة.
وتعمل الهيئة على دعم وتعزيز الجهود المبذولة لصون التراث الطبيعي وحماية الطيور الجارحة، التي تعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الليبي.
وأوضح بالراس علي أن السباق يعكس عمق العلاقة التاريخية بين الليبيين والطبيعة، وأن “الصقارة” كانت ولا تزال رمزًا من رموز الكرامة والقدرة على التكيف مع البيئة الطبيعية، حيث يعكف الصقارون في العديد من المناطق الليبية على تربية وتدريب الصقور لاستخدامها في الصيد.
وقال: “إن السباق ليس مجرد منافسة رياضية، بل هو مناسبة للاحتفال بثقافة الصيد البري وإعادة إحياء هذه الرياضة التي لطالما كانت جزءًا من التراث الليبي”.
سباق “الملواح” بين التقاليد والإثارة
ويتضمن “سباق الملواح” عدة جولات يتسابق فيها الصقور التي يتم تدريبها على سرعة استجابة وإتقان المهارات المطلوبة للصيد. ويبدأ السباق في تمام الساعة السابعة صباحًا، حيث يُمنح كل صقار وصقره عشر دقائق من التحضير قبل بدء السباق الفعلي. وتتمثل فكرة السباق في أن الصقر ينطلق نحو “الملواح”، وهي أداة قديمة تُستخدم لجذب الطائر الجارح إلى هدفه باستخدام الريش أو الطيور الحية التي تُحاكي فريسة طبيعية.
وتُعد هذه الرياضة جزءًا من التراث العريق في ليبيا، حيث تتميز بالتحدي والقدرة على التكيف مع الطبيعة، ويشارك فيها صقّارون محترفون من مختلف أنحاء البلاد.
وتبدأ المنافسات بشكل منتظم، حيث يتسابق الصقور على مدى ساعات من السابعة صباحًا حتى الساعة 10:00 صباحًا، ثم يتوقف السباق مؤقتًا لاستراحة الغذاء، ليُستأنف بعدها حتى الساعة 2:00 مساءً، على أن تُختتم الفعاليات في وقت لاحق من المساء، ما بين الساعة 4:00 مساءً وحتى 6:00 مساءً.
الجانب الثقافي والتراثي
ولا تقتصر فعاليات السباق على الرياضة فحسب، بل يتخللها عروض ثقافية وتراثية تهدف إلى إبراز أهمية الصقور في الثقافة الليبية القديمة. وسيتم عرض أنواع مختلفة من الطيور الجارحة المستخدمة في الصيد، مع فقرات تعريفية بأنواع الطيور وأهمية كل نوع في التراث الليبي، بالإضافة إلى عرض تاريخ “الصقارة” الذي يمتد لآلاف السنين. هذا بالإضافة إلى عروض ثقافية تعكس تطور تقاليد الصيد في ليبيا ودور الطيور الجارحة في الحياة اليومية.
وأشار رئيس اللجنة الإعلامية للسباق إلى أن الهدف من هذا الحدث هو زيادة الوعي حول أهمية الحفاظ على الطيور الجارحة وتعزيز الجهود المبذولة من أجل حمايتها من الانقراض، فضلًا عن تقديم فرصة للجمهور، وخاصة الأجيال الشابة، للاطلاع على تقاليد الصيد وتربية الطيور الجارحة والتعرف على كيفية ممارستها بالطريقة التقليدية.
الجوائز والتكريم
وفي الختام، سيتم توزيع الجوائز على الصقارين المميزين في ختام السباق، حيث سيتم تكريم الفائزين في مكان تسليم جوائز الكرنفال، بالتوازي مع فعاليات الفروسية وسباقات الهجن. وستشمل الجوائز المالية القيمة التي تساهم في تشجيع الصقّارين على الاستمرار في هذه الرياضة التقليدية، وكذلك تكريم الجهود المبذولة لإحياء هذه الرياضة وحماية التراث الليبي. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
متابعة: بشرى العقيلي