بنغازي 06 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) -تستضيف مدينة بنغازي مهرجان المسرح الكوميدي في دورته الخامسة، ضمن فعاليات “بنغازي عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي”، حيث يعد المسرح أحد أسمى الفنون، ولذلك قامت اللجنة العليا للمهرجان بتبني ورعاية هذه الدورة، التي تنطلق في 25 نوفمبر 2024.
ويهدف المهرجان إلى أن يصبح منصة سنوية للاحتفاء بالكوميديا الليبية، ويمنح فرصة لعرض الأعمال الكوميدية المتميزة، والتفاعل بين الفنانين والجمهور، كما يركز على تبادل الخبرات بين المبدعين في المجال المسرحي، ويسعى إلى تدريب جيل جديد من الكوميديين القادرين على إثراء المشهد الفني والثقافي في ليبيا.
ويشكل المهرجان فرصة لتأكيد أهمية المسرح الكوميدي كجزء أساسي من الثقافة الشعبية، وتعزيز دوره في تنمية الإبداع والفكر الفني، ويأمل القائمون على المهرجان أن يسهم الحدث في توفير بيئة فنية حاضنة للمواهب الليبية، ودعم الإنتاج المسرحي المحلي، مما يعزز مكانة بنغازي كمركز ثقافي يساهم في تطوير الحركة المسرحية الليبية ورفع مستوى الوعي الثقافي بين مختلف الأوساط الفنية والجماهيرية.
-مهرجان بنغازي للمسرح الكوميدي تجربة فريدة
في حوار مع وكالة الأنباء الليبية، أكد عضو اللجنة العليا لمهرجان بنغازي عاصمة الثقافة العربية في العالم الإسلامي الفنان أسامة بركة، أن مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي يعد حدثا مميزا وغير مسبوق.
وأوضح بركة أن عروض المسرح الكوميدي عادة ما تقدم للجمهور بشكل منفصل دون ارتباط بمهرجان خاص، بينما يأتي مهرجان بنغازي ليكون الأول من نوعه الذي يخصص للمسرح الكوميدي، مشيرا إلى أنه عند مقارنة هذا المهرجان بدول الجوار مثل مصر وتونس، لا يوجد مهرجان متخصص في المسرح الكوميدي، مما يجعل مهرجان بنغازي فريدا من نوعه في المنطقة.
وأضاف بركة أن هذه هي الدورة الخامسة للمهرجان، حيث يُفتح المجال لجميع العروض للمشاركة دون وجود لجنة لتقييم العروض أو منح جوائز.
وأوضح أن المهرجان يهدف إلى تعزيز الفن الكوميدي وتقديمه للجمهور بشكل متميز، متمنيا أن يشكل حدثا ثقافيا يسهم في تطوير هذا النوع من المسرح في ليبيا.
وأكد على أن المهرجان يمثل خطوة مهمة في مسيرة الثقافة والفن في بنغازي، ويساهم في تنشيط الحركة المسرحية في المدينة بشكل عام.
-العروض المشاركة
أوضح قائلا: بصفتي عضوا في اللجنة المنظمة لمهرجان بنغازي عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، قدم لنا عرضا برعاية مهرجان المسرح الكوميدي، الذي يديره الفنان فرج عبد الكريم، حيث يهدف المهرجان إلى تقديم فرص حقيقية للفنانين لتقديم عروض مسرحية فكاهية تتسم بالمتعة والإبداع، وتختار خمسة عروض من مدن ليبية مختلفة لعرضها لأول مرة في هذا المهرجان، بالاتفاق مع المخرجين على إنتاج هذه العروض، والتي تضم عرض من مدينة المرج، من إخراج عبد السيد آدم، ومدينة درنة، من إخراج حسين عبد الهادي، وعرض من بنغازي، من إخراج محمد الصادق، ومن مدينة مصراتة، من إخراج أنور التير، إضافة إلى مدينة إجدابيا، من إخراج معاذ الأصفر، كما سيضاف عرض سادس سيكون إخراجه من خلال ورشة عمل تقام طيلة أيام المهرجان، على أن يُعرض في ختام الفعالية.
وعن توقعاته بخصوص تميز الأعمال المسرحية المشاركة قال: أتوقع نجاحا كبيرًا لفرقة مدينة إجدابيا المسرحية، التي يقودها المخرج معاذ الأصفر، الذي يعد من الشخصيات الموهوبة والمميزة في مجال المسرح الكوميدي، حيث يمتلك تاريخ طويل في هذا النوع من المسرح، وله قدرة كبيرة على جذب الجمهور وتقديم عروض ذات طابع فكاهي راقٍ.
وعن العروض بين أنها ستعرض على خشبة المسرح الشعبي في بنغازي، والذي يعد من أبرز الأماكن التي تحتضن العروض المسرحية في المدينة، مع الاتفاق على تصوير العروض وتسويقها لتعرض لاحقا على شاشات التلفزيون، ما يسهم في توسيع دائرة جمهور المهرجان وزيادة تأثيره الثقافي والفني، إضافة إلى ذلك، طلبنا من القائمين على كل عرض مسرحي إعادة عرضه في مدنهم أو في مدن أخرى، بحيث لا تقل أيام العروض عن خمسة أيام متواصلة، وذلك لإعطاء فرصة لعدد أكبر من الجمهور لمتابعة هذه العروض الممتعة.
-المجبري داعما
أشار بركة إلى وجود تحديات يعاني منها الفنان المسرحي، تتمثل في غياب الحاضنة الداعمة التي تعنى بالعروض المسرحية وتدعم إنتاجها، حيث لا تجد العديد من الفرق المسرحية في ليبيا أي دعم من وزارة الثقافة، التي يبدو أنها تفتقر إلى الأولوية الحقيقية لتطوير هذا القطاع الفني الهام.
وبين إن مشاركتهم كانت من خلال تبني رئيس اللجنة العليا لمهرجان بنغازي عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي الأستاذ إبراهيم هدية المجبري، مؤكدا أن لولا تبنيه للفكرة لما استطعنا أن ننجح في إقامة الدورة الخامسة للمهرجان.
-أزمة دعم الثقافة والمسرح
أوضح عضو اللجنة العليا لمهرجان بنغازي، أن لقد شهدت بنغازي مؤخرا إقامة مهرجان المسرح الشعبي في دورته الثانية، وهو مهرجان آخر كان برعاية بنغازي عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، في ظل غياب الدعم من وزارة الثقافة، حيث أن الوزارة للأسف، ولم تقدم الدعم المطلوب، بل أصبحت تخضع للمحاصصة السياسية وتوزيع المكاسب بين الأطراف المختلفة، مما أثر سلبا على تفعيل أي برامج دعم حقيقية للقطاع الثقافي، على الرغم من ذلك، يبقى المسرح الشعبي هو المسرح الأم، وهو الحاضنة الوحيدة للعروض المسرحية في ظل غياب وزارة أو هيئة داعمة للفن المسرحي بشكل عام.
واستطرد، من بين القضايا الأخرى التي نعاني منها في بنغازي هي أزمة المسارح، فهناك العديد من التصريحات عن مشاريع لبناء مسارح جديدة، مثل مشروع المسرح العربي، لكننا لم نرى حتى الآن أي خطوات ملموسة على أرض الواقع، مثل وضع حجر الأساس لمشروع بناء مسرح أو مجمع ثقافي جديد. ومن ضمن المسارح التي نأمل أن تتم صيانتها وافتتاحها في أقرب وقت هو مبنى مسرح الثقافة العام، الذي يُعد من المرافق الثقافية المهمة التي تحتاج إلى صيانة عاجلة ليتمكن من استضافة العروض الفنية بشكل لائق.
-الأمل في تجاوز التحديات وتحقيق الاستدامة الثقافية
اختتم عضو اللجنة العليا لمهرجان بنغازي عاصمة الثقافة العربية في العالم الإسلامي الفنان أسامة بركة قائلا: رغم التحديات والصعوبات التي تواجه القطاع المسرحي، إلا أن الأمل لا يزال موجودا في وجود مبادرات من مبدعين مثل فرج عبد الكريم، والأستاذ إبراهيم هدية، وآخرين في المهرجان، الذين يسعون جاهدين لتقديم الدعم اللازم للمسرح والفن بشكل عام، ونتطلع إلى تعزيز هذا القطاع الحيوي وتوفير البيئة المناسبة له للنمو والازدهار، من خلال توحيد الجهود بين الفنانين والمسؤولين، وأيضا من خلال توفير الدعم المؤسسي الذي يضمن استدامة هذه الأنشطة الثقافية والفنية الهامة.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-حوار: هدى العبدلي