بنغازي 13 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) – ناشد مدير مستشفى زله السابق وطبيب الجراحة العامة بمستشفى الجلاء الاستشاري محمد حسن مختار الجهات المسؤولة بإنشاء مستشفيات عاجلة في مدن ومناطق الجنوب الليبي، تُلبي احتياجات الأهالي.
– احتياجات
وقال مختار لصحيفة الأنباء الليبية، إن مستشفى زلة الصحي الذي أُنشأ عام 1986م، يفتقر لكثير من الإمكانيات حتى بعد ترقيته من مركز صحي إلى مستشفى عام 2019م. فالمقرر كان تحويله إلى مستشفى عام بسعة 40 سرير ولكن الواقع الموجود يحتوي على 4 غرف فقط. مشيراً إلى أن كل منطقة من مناطق الجنوب في احتياج حقيقي لمستشفى مُتكامل.
وأضاف، أن القرار الإداري يحتاج إلى قرار إنشائي يدعمه ويقوم بتحويله إلى حقيقة على أرض الواقع، فيجب إنشاء غرف فحص وعمليات وعناية تلائم تعداد السكان في زلة، والذي بلغ 15000 نسمة وهو عدد صغير مقارنة مع القرى الأخرى، ولكن للجنوب خصوصية مختلفة تعتمد فيها إنشاء المستشفيات في القرى على التوزيع الجغرافي للمناطق وليس على تعداد السكان، لأن أطرافه مترامية وتبعد المنطقة عن المنطقة بمسافة تقدر مئات الكيلو مترات.
وأشار إلى أن هناك نظرية إدارية خاطئة في بناء المستشفيات تعتمد على أن بناء أي مستشفى لا يمكن طالما لم يبلغ تعداد السكان في المنطقة إلى 50 ألف نسمة وهذا اجحاف، داعياً أصحاب القرار إلى فتح أبوابهم أمام النخب في القرى لأنهم وحدهم من يستطيع نقل احتياجات الأهالي بالمنطقة الجنوبية (فأهل مكة أدرى بشعابها) حسب قوله.
واستشهد محمد مختار بموقف شخصي حدث معه عام 2018م عندما فاجأ المخاض المبكر زوجته قبل موعد ولادتها وحاول الانتقال بها من زلة إلى ودان التي تبعد عنها مسافة 160كيلومتر، وبفضل الله ومساعدة والدته تمكنت من إنقاذ حياة زوجته وولدت طفلته في عرض الصحراء، منوها إلى أن المواطن البسيط في حال تعرضه لموقف مشابه سيعرض حياة زوجته وطفله للخطر الذي يصل إلى النزيف حتى الموت، وهذا الموقف كان الدافع الأكبر لقبوله إدارة المستشفى عام 2019م، في محاولة لجعله مستشفى حقيقي بإمكانيات تناسب تعداد القرية ولكن الظروف حالة دون ذلك.
– انتقال الأطباء
وعن انتقال أطباء الجنوب للمدن الكبرى أوضح استشاري وحدة قسم الجراحة العامة مستشفى الجلاء، أن الأطباء حديثي التخرج يحتاجوا إلى اكتساب الخبرة وهذا لا يتوفر في المراكز الصحية بالجنوب التي تتكون معظمها من أربع غرف غير مجهزة بشكل كامل، مؤكداً أنه لو يتم إنشاء مستشفى ولو بنسبة 60٪ من الإمكانيات سيتوجه كل أطباء الجنوب لخدمة أهاليهم.
وذكر، أنه قبل الحرب الجيش الليبي على الإرهاب كانت الكوادر الطبية العربية والأجنبية هي من تقوم بإدارة المراكز الصحية في الجنوب ولكن بسبب الأوضاع حينها غادرت هذه الكوادر خارج البلاد وبعضها انتقل للمدن الكبرى. مبيناً أن معظم دول العالم وكندا على سبيل المثال تمنح عقود مجزية للأطباء الليبيين شريطة العمل في القرى الثلجية النائية، وهذا ما يؤكد احتياج الفترة الراهنة إلى استيراد كوادر طبية عربية وأجنبية.
يذكر، أن زلة تقع ضمن نطاق بلدية الجفرة التي تظم (ودان، هون، سوكنة، الفقهاء، زلة)، ويبلغ تعداد سكانها 50 ألف نسمة وتترمى أطرافها على مساحة 117,410 كم². (الأنباء الليبية – بنغازي) هــ ع
متابعة: بشرى العقيلي