درنة 16 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) _ تظاهرة ثقافية جميلة شهدتها مدينة درنة يوم أمس الجمعة بانطلاق فعاليات مهرجان درنة الزاهرة في دورته السادسة تحت شعار (درنة تعود _ درنة الأمل)، باستضافة من الجامعة، ورعاية صندوق تنمية وإعمار المدينة والمدن المتضررة، وإشراف فرقة أجيال للمسرح والفنون.
تستمر فعاليات المهرجان إلى يوم 21 نوفمبر الجاري، وتحمل اسم الفنان الليبي الراحل أنور الطرابلسي (1911) – (2008)، الذي بدأ العمل في المسرح خلال ثلاثينيات القرن الماضي، مقدماً العديد من الأعمال تمثيلاً وإخراجاً، منها أميرة الأندلس”، و”تاجر بغداد”، و”سهاد”، والجيل الجديد”، وغيرها.
– تعزيز الفن المسرحي
ويهدف المهرجان إلى تعزيز الفن المسرحي وإبراز المواهب المحلية والعربية، حيث يجمع بين الفنانين والمبدعين مُشاركين من مختلف أنحاء الوطن العربي. متضمناً عروضاً فنية ومسرحية متنوعة تجسد روح الإبداع والأمل، ورش عمل، وندوات حوارية مع كبار الفنانين والمخرجين.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول، عرض لفرقة درنة للرقص الشعبي، عرض تاريخي عن المسرح وبداية المسرح الليبي من التاريخ الأغريقي مروراً بمن كانوا يسكنون ليبيا، وصولاً لمرحلة الإعمار الذي شهدتها المدينة مؤخراً.
_ تكريم عمالقة المسرح
كما تم خلال الفعاليات تكريم عمالقة المسرح الذين كانت لهم بصمة في الساحة الفنية بأعمالهم المميزة وإبداعاتهم التي لا تنسى. كان افتتاح المهرجان مناسبة رائعة لتسليط الضوء على إنجازاتهم وإسهاماتهم في عالم الفن.
وكالة الأنباء الليبية تابعت الفعاليات والأجواء التي وصفها جميع الحضور بالعرس الثقافي الجميل، ونقلت عبر روافدها الرسمية المتمثلة في صحيفة الأنباء الليبية وإذاعة الوكالة عبر بثوثها المباشرة، مظاهر هذه الاحتفالية، مؤكدين فيها مُراسليها خلال تغطياتهم الميدانية على عظامة الحدث وكمال التنظيم الذي أشاد به جميع الحضور سواء المحلي أو العربي.
– شعار الدورة
وفي السياق، أوضح رئيس المهرجان المسرحي الفنان رمضان الطيرة في تصريحات لصحيفة المهرجان، “أن شعار هذه الدورة جاء كدعوة جماعية للأمل والمحبة بعد فترة صعبة، فالأمل هو ما يمدنا بالقوة لمواصلة مسيرة الفن، والحياة درنة تعود تعني عودة درنة كمركز إشعاع ثقافي وفني يحتضن الفنانون المبدعون، في ظل أجواء تملؤها المحبة والترابط، نحن فخورون بأننا جزء من هذا المشروع الذي يبعث رسالة تجدد وجسارة، وهدفه إعادة التأكيد على أن الفن هو جزء من الحياة التي نسعى إلى تحقيقها في مجتمعنا”.
– لقاء النخب الليبية
وتابع الطيرة،” أن تكون في لقاء شامل مع نخبة من الفنانين والمثقفين من كافة أرجاء ليبيا، بحيث يجمعهم سقف واحد للتعبير عن مواهبهم وتبادل الأفكار والخبرات هذا هو جوهر المهرجان. فنعتبر استضافة هؤلاء الفنانين والمثقفين جزءا أساسيا من رسالتنا في تعزيز التلاحم الثقافي والاجتماعي وأيضا تقديم نماذج فنية تعكس صورة واقعية وحيوية للمجتمع الليبي، فأعمالهم ليست مجرد عروض مسرحية، بل هي جسر يربط بين قضايا المجتمع وأحلام الشباب وطموحاتهم”.
– استعدادات مسارح درنة
وذكر،” لدينا برنامج ثقافي متنوع وحافل يناسب كافة فئات الجمهور، ويضم عروضا مسرحية لمجموعات متميزة، وورش عمل وجلسات نقاشية تلقي الضوء على دور المسرح في التعبير عن هموم المجتمع وقضاياه. كما أن كافة التجهيزات قد أكملت في المسرح الجامعي، الذي سيكون مسرحا رئيسيا لهذه الفعاليات وكذلك أماكن الإقامة للضيوف تم توفيرها بسبل الراحة الممكنة استثمرنا وقتا وجهداً كبيرين لتصميم برنامج يشمل مواضيع تعبر عن تاريخ وتراث درنة، بما يعزز فهم الزوار والمشاركين لثقافة ليبيا الغنية”.
– مستقبل المسرح الليبي
وأضاف رئيس المهرجان في الحوار الذي تابعته الأنباء الليبية،” أنا أعتبر المهرجان نقطة محورية في إعادة إحياء الفن المسرحي في ليبيا، وهو بمثابة الحلم الذي أصبح واقعا ملموسا يمكن تطويره وتنميته كل عام. هدفنا هو أن يجذب المهرجان المزيد من الفرق المسرحية ليكون مصدر إلهام للأجيال القادمة من الفنانين والمسرحيين الليبيين، لأننا نطمح إلى أن يجسد المهرجان رسالة الأمل والمحبة، ويعزز طموحات المسرح الليبي نحو مستويات أعلى من الإبداع والتطور”.
ووجه الطيرة رسالة للجميع بأن المسرح مرآة المجتمع، وأن مهرجان درنة الزاهرة يمثل إصرار أهالي درنة على مواجهة التحديات بالإبداع والمحبة. مشيراً إلى أن هذا الحدث ليس مجرد عروض مسرحية، بل هو رسالة حب وأمل للوطن، وهو رمز للصمود ووسيلة لبناء مجتمع أكثر تماسكا.
ودعا الجميع إلى الانضمام للمهرجان ومشاركة هذه الفرحة، والاحتفال سويا بقدرة الفن على إعادة بناء المدن وبث الروح الوطنية، مؤكداً أن المهرجان هذا العام يُجسد عودة الأمل وتجدد العطاء الفني، ليكون نقطة انطلاق نحو مستقبل مشرق يحمل في طياته حب الوطن ورسالة إبداع لا تنتهي.
– فعاليات اليوم الثاني
وضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان، انطلقت صباح اليوم مدرسة السينوغرافيا تحت إشراف الدكتور علي السوداني، صباحًا، حيث تهدف إلى تعزيز مهارات الفنانين والمصممين في مجال السينوغرافيا، وتقديم رؤية جديدة ومبتكرة للفن المسرحي.
وتجمع المدرسة مجموعة من الخبراء والفنانين الذين سيقدمون ورش عمل ومحاضرات تفاعلية، ما يتيح للمشاركين فرصة التعلم والتفاعل مع أبرز الأسماء في هذا المجال.
– اجتماع لجنة التحكيم
وفي سياق متصل، اجتمعت اليوم لجنة تحكيم مهرجان درنة المسرحي. وتضمن الاجتماع استعراضًا شاملاً للأعمال المقدمة، حيث تم تبادل الآراء حول الجوانب الفنية والإبداعية لكل عرض.
كما تم التأكيد على أهمية الشفافية والموضوعية في عملية التحكيم؛ لضمان اختيار الأعمال الفائزة بشكل عادل.
وتتكون اللجنة من مجموعة متنوعة من الخبرات، ما يعكس تنوع الفنون المسرحية ويضمن تقديم تقييم شامل ومتكامل.
يُنتظر أن تُعلن اللجنة عن نتائجها بعد انتهاء فعاليات المهرجان، حيث ستُكرم العروض الفائزة في حفل الختام.
الجدير بالذكر، أن الدورة الخامسة من مهرجان درنة الزاهرة المسرحي الذي نُظم في 7 من نوفمبر للعام 2022م حمل اسم الفنان الراحل صالح الأبيض تخليداً له. (الأنباء الليبية _ درنة)
تقرير: هند عيسى