بنغازي 16 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) – يعد مستشفى الأمراض الصدرية والدرن في منطقة الكويفية شرقي بنغازي من أهم المنشآت الصحية في ليبيا، حيث يشغل دورًا حيويًا في علاج مرضى الدرن والأمراض الصدرية، ويخدم بذلك مناطق واسعة في ليبيا.
ومع ذلك، مثل العديد من المستشفيات في البلاد، واجه المستشفى تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، سواء من حيث نقص الموارد البشرية أو تراجع القدرة الاستيعابية نتيجة للعوائق المادية والمالية.
ورغم هذه الصعوبات، فإن المستشفى يواصل تقديم خدماته الطبية الأساسية، ويعمل على إصلاح وتطوير بنيته التحتية بشكل مستمر بهدف تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
وفي حوار حصري مع صحيفة الأنباء الليبية، تحدث مدير عام مستشفى الأمراض الصدرية والدرن، أيوب الشيخي، عن التحديات التي واجهت المستشفى، والخطط التي أُعدت لتطوير وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأوضح الشيخي، أن المستشفى، الذي يعد الصرح الطبي الرئيس لمرضى الدرن في المنطقة الشرقية والغربية، مرّ بفترة صعبة من حيث الموارد البشرية والمالية، ما أثر على قدرته الاستيعابية وجودة الخدمة المقدمة.
السعة الاستيعابية والتحديات
وقال الشيخي: “عندما تسلمت إدارة المستشفى، كانت السعة السريرية تتراوح ما بين 120 إلى 140 سريرًا، ولكن مع إجراءات التطوير والإعمار، انخفضت هذه السعة إلى حوالي 70 سريرًا بسبب إعادة هيكلة الأقسام وتركيزنا على تحسين الجودة”.
وأضاف أن المستشفى كان يعاني من نقص حاد في عدد الأقسام المتخصصة، حيث تم إغلاق قسمين من أصل أربعة، فيما تم تجديد القسم الباطني النسائي الذي كان يواجه ضغطًا شديدًا من المرضى.
وأكد الشيخي، أن مستشفى الأمراض الصدرية والدرن لا يزال يلعب دورًا محوريًا في تقديم الرعاية لمرضى الدرن، حيث يعتبر الإيواء الوحيد في المنطقة للمرضى المصابين بهذا المرض.
إعادة تأهيل وتطوير الموارد البشرية
ومن أبرز التحديات التي واجهها المستشفى هي القدرة البشرية، حيث أشار الشيخي إلى أن معظم العاملين في المستشفى كانوا قد أمضوا أكثر من 20 عامًا في العمل دون تغيير جذري في الهيكل الوظيفي.
وأضاف: “كان لدينا جيل من العاملين الذين قدموا خدمات رائعة، لكننا كنا بحاجة إلى تجديد الكوادر الطبية والإدارية لتلبية متطلبات العصر والارتقاء بمستوى الخدمة، وذلك قررنا إطلاق برامج تدريبية مكثفة على عدة أصعدة”.
وقال مدير مستشفى الصدرية: “قمنا بتنظيم دورات حاسوب للإداريين، ودورات لغة إنجليزية للتمريض، بالإضافة إلى دورات الإسعافات الأولية للأطباء لضمان رفع مستوى الكفاءة والجاهزية لجميع العاملين”.
الخطط المستقبلية للمستشفى
في إطار خطط التطوير، كشف الشيخي، لصحيفة الأنباء الليبية، عن مجموعة من المشاريع الجديدة التي ستساهم في تحسين الخدمة الطبية. ومن أبرز هذه المشاريع استحداث قسم الجراحة، الذي يهدف إلى تخفيف الضغط على مستشفيات بنغازي الرئيسية مثل مركز بنغازي الطبي ومستشفى الجلاء، وذلك عبر تقديم خدمات جراحية متكاملة داخل المستشفى.
وأضاف الشيخي، أن المستشفى يخطط أيضًا لإنشاء قسم خاص للنساء والولادة، وهو مشروع بدأ العمل عليه بتجهيز العيادات الخارجية وإنشاء البرج الطبي الذي سيعمل على توسيع المستشفى ليشمل مرافق طبية متكاملة.
وأشار الشيخي، إلى أن هذه المشاريع تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المستشفيات الأخرى، وتقديم خدمات طبية متقدمة لأكبر عدد من المواطنين، مؤكدًا أن هذه الخطوات ستساهم بشكل كبير في رفع كفاءة تقديم الرعاية الصحية في المنطقة.
بناء مستشفى شامل
ومن المتوقع أن يكون المستشفى في السنوات المقبلة مركزًا طبيًا متكاملاً يقدم جميع التخصصات الطبية بما فيها الجراحة والنساء والولادة، ليخفف الضغط عن المستشفيات العامة في المدينة، بحسب مدير المستشفى.
كما أشار الشيخي إلى أن المستشفى يواصل البحث عن دعم مالي وتقني لاستكمال جميع مشاريعه المستقبلية التي تضمن تقديم خدمة طبية عالية الجودة في مختلف المجالات.
وقال الشيخي في ختام حديثه: “هدفنا في مستشفى الأمراض الصدرية والدرن هو توفير أفضل الخدمات الصحية للمرضى، مع تطوير مستمر للموارد البشرية والبنية التحتية، وهذا ما نعمل عليه بكل جهد مع التعاون المستمر من قبل المؤسسات الصحية في ليبيا.” (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
حوار: أماني الفايدي/ فاطمة الورفلي
تصوير: عبدالسلام الفيتوري