طرابلس 26 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) – دعا رئيس الاتحاد الليبي لرياضة المهاري (الهجن)، مصطفى حمادي المسؤولين في قطاع الرياضة ورجال الأعمال وعموم القطاع الخاص إلى المساهمة بفعالية في دعم رياضة المهاري مؤكدا أنها أضحت رياضة تجذب جمهورا واسعا وتشكل مصدرا مهما للجذب السياحي في عديد الدول.
وقال حمادي في لقاء مع صحيفة (الأنباء الليبية) إن هذه الرياضة عريقة وضاربة في أعماق التاريخ رغم أن غالبية الناس يجهلونها بسبب عدم اهتمام وسائل الإعلام بها، وإن الاتحاد الليبي هو من أقدم الاتحادات العربية تأسس عام 1993 بمدينة سبها في الجنوب الليبي بمجهودات ذاتية، ويضم حتى اليوم 12 ناديا مرشحة للزيادة هذا العام بعد انعقاد الجمعية العمومية، وتمتد من مدن درج إلى الكفرة مرورا بغدامس، أوال، غات، سبها، أوباري، القطرون، أي على امتداد الشريط الصحراوي الحدودي الليبي بالكامل.
وأضاف حمادي أن رياضة المهاري تُعتبر إرثا حضاريا لبعض قبائل الصحراء خاصة التبو والطوارق، وأصبحت في الآونة الأخيرة رياضة تشد إليها الأنظار والرحال حيث باتت الكثير من دول العالم تهتم بها بعد أن أضحت مصدرا لجذب السياح وتحقق مردودا ماليا.
وقال في هذا السياق إن دولا كثيرة بدأت تستخدم هذه الرياضة في خريطة تسويق قطاعها السياحي والدعائي منها دول الخليج العربية، مثل الامارات، قطر، السعودية، عُمان والكويت.
وبيّن رئيس الاتحاد الليبي لرياضة المهاري أن قرار إنشاء الاتحاد اتخذته اللجنة الأولمبية سنة 1993 ومنذ ذلك التاريخ أصبح الاتحاد الليبي لرياضة المهاري عضوا في الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الليبية.
وأوضح أن الاتحاد الليبي هو أول من دعا إلى تشكيل الاتحاد العربي لرياضة المهاري والهجن عام 2001 وإلى تأسيس أول اتحاد إفريقي عام 2008 والاتحاد الدولي بالتنسيق مع السعودية مشيرا إلى أنه أصبح الآن لهذه اللعبة اتحاد عربي وآخر أفريقي وثالث دولي، وبداياتها جميعها انطلقت من ليبيا مع وجود دول شريكة في هذا النشاط سعت بجهدها ولها إسهامات جعلت هذه الرياضة في مصاف الرياضات الدولية.
وفيما يتعلق بالمشاركات الخارجية للاتحاد الليبي لرياضة المهاري قال حمادي إن ليبيا شاركت في مهرجانات دوز بتونس، النيجر، تمبكتو بمالي، أوغندا، إلى جانب أنشطة في بعض الدول العربية منها الكويت، السعودية، قطر، الأردن.
ولاحظ أن هذه الرياضة لم تأخذ حقها على المستوى المحلي بسبب غياب التغطية الإعلامية مشيرا إلى أنها رياضة تحتاج إلى دعم مالي لنقل المهاري وتربيتها وتدريبها.
وقال إنه بدون دعم الدولة ممثلة بوزارة الرياضة أو الجهات الأخرى ذات الاختصاص أو رجال الأعمال لا يستطيع الاتحاد أن يكوًن منتخبا يليق بمكانة ليبيا وعلاقتها التاريخية مع هذه الرياضة ويفتح له أبواب المشاركة في المنافسات والمهرجانات الدولية.
وأكد في هذا الصدد أن دول الخليج وبعض الدول الأخرى استثمرت في هذه الرياضة ودعمتها النخب الحاكمة ورجال الأعمال ما جعلها تبرز بشكل قوي ويُستفاد منها وأصبح لها حاضنة اجتماعية ومردود مالي.
وردا على سؤال لمراسلة صحيفة الأنباء الليبية حول مشاركة ليبيا في بطولة كرة اليد الهجانة أوضح أن هذه اللعبة استحدث في الدوحة بقطر بالتنسيق مع الاتحاد العربي وتُلعب على ظهور الإبل وقد شاركت ليبيا للمرة الثانية في ثاني دورة سنة (22-23) وفازت بكأس البطولة في دورة 2023 فيما تحصلت في الدورة 2022 على الترتيب الثاني وكانت آخر مشاركة لليبيا في الدوحة حيث تحصل الفريق الليبي على الترتيب الأول وفاز ببطولة العالم لكرة اليد الهجانة للموسم (23-24.)
وقال إن “ليبيا استطاعت أن تحقق فوزا كبيرا جدا أمام دول لها باع طويل في هذا المجال وتتوفر على دعم كبير أيضا. لقد خلقت مفاجأة كبيرة لدى بعض الدول المشاركة التي ترى أن ليبيا تعيش أزمة عدم استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي ورياضة الهجن لديها غير مدعومة من الدولة الليبية التي يقتصر اهتمامها على الجانب الفولكلوري التقليدي لهذه الرياضة مثل العروض والمشاركات الشعبية والسباقات العشوائية غير المنظمة وتشارك في مهرجانات هامشية وليست أساسية”.
واستطرد أن الهجانة الليبيين والاتحاد الليبي لرياضة المهاري، رغم ذلك، شاركوا في مهرجان كرنفال ليبيا الذي أقيم مطلع هذا في مدينة بنغازي، مؤكدا أن الاتحاد الليبي شارك بقوة مع مجموعة الأندية في بنغازي من خلال هجانة من الكفرة وإجدابيا وغات في ثلاثة سباقات من ثلاثة أشواط تمت جميعها بنجاح.
وقال حمادي:” إن رياضة المهاري تشمل إضافة إلى السباقات، مسابقة أحسن جمل وأجمل مقتنيات تقليدية خاصة بالإبل والسروج وتمرين المهاري وترويضها مثل (الحبو) وعدة حركات أخرى بالإضافة إلى كرة اليد وكرة السلة الهجانة”.
ودعا رئيس الاتحاد الليبي لرياضة المهاري المسؤولين كافة إلى دعم هذه الرياضة باعتبارها رياضة تراثية ليبية تحمل الهوية الليبية والمحافظة عليها ومنع تشويهها من آخرين مؤكدا أنه بالإمكان تصديرها إلى العالم كونها رياضة ليبية أصيلة مرتبطة بتاريخ ليبيا.
وأكد أن رياضة المهاري يُمكن أن تُساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية لمكون قبائل الصحراء الليبية وفي تعزيز الوضع الاقتصادي للكثير من الأسر خاصة تمكين المرأة من خلال تشجيع الصناعات التقليدية التي تعمل فيها النساء مثل الأزياء التقليدية وصناعة السروج وغيرها إلى جانب ترقية المهرجانات السياحية في المناطق الصحراوية وإقامة البنى التحتية اللازمة وتوفير الكثير من مواطن الشغل للشباب في مجالات السياحة الصحراوية وتربية الإبل وتحسين سلالتها ودعم فرص التنمية المكانية في المناطق النائية.
وقال رئيس الاتحاد الليبي لرياضة المهاري (الهجن)، مصطفى حمادي في ختام هذا اللقاء إنه يتعين على ليبيا بكل مكوناتها أن تحافظ على موروثها الحضاري وعلى الهوية الليبية مؤكدا أن السياحة الصحراوية ورياضة المهاري التي أصبحت مصدرا للجذب السياحي في دول أخرى قد تكون من بين البدائل المهمة لتنويع الاقتصاد الليبي وتقليص الاعتماد على النفط.
يُذكر أن ليبيا تُوجت بلقب النسخة الثالثة من البطولة الدوليّة لكرة يد الهجانة، التي نظمها الاتحادُ العربي لرياضة سباقات الهجن (المهاري) في قطر في مارس 2024 بعد فوزها في مُباراة وصفتها وسائل الإعلام بـ “المُثيرة” على عُمان، قدّم خلالها الفريقان مُستوى مُميزًا على مدار الشوطين، وتمكن الفريق الليبي من إنهاء المُباراة لصالحه بنتيجة 18-16، ليُتوَّج بالمركز الأول، ويحلّ العماني ثانيًا، بينما جاء الفلسطيني في المركز الثالث. (الأنباء الليبية) ز ف/ ر ت
متابعة: زهرة الفيتوري