بنغازي 27 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) _ تشهد الثروة الحيوانية في ليبيا الآونة الأخيرة تحديات كبيرة، أبرزها عودة مرض الجلد العقدي الذي يصيب الأبقار ويهدد الأمن الغذائي، ويتكرر بشكل دوري في شهر نوفمبر من كل عام، ما يتطلب من المُربين تكثيف حملات التحصين للحفاظ على القطيع وحمايته من الإصابات.
كما تضررت في الوقت نفسه الكثير من المزارع وحظائر الدواجن من الفيضانات والعواصف التي شهدتها مدن شرق البلاد في سبتمبر العام الماضي (دانيال)، ما أثر بشكل كبير على قطاع الدواجن، وأدى إلى ارتفاع أسعار الطيور الصغيرة.
– الجلد العقدي
وفي تصريح لصحيفة الأنباء الليبية قال مدير إدارة الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر صالح أبومباركة، إن بداية شهر نوفمبر الحالي لوحظ عودة مرض الجلد العقدي في البلاد، الذي أثر على العديد من قطعان الأبقار العام الماضي، حيث تم تسجيل خسائر كبيرة بلغت 180 رأسًا من الأبقار، في حين كانت الإصابات تتجاوز 1000 رأس.
وتابع أبومباركة، بالرغم من أن الإصابات كانت تعتبر خفيفة، إلا أنه تم اتخاذ إجراءات احترازية من قبل السلطات الصحية للحفاظ على صحة الأبقار داخل البلديات ومنع انتشار المرض بشكل أوسع، مؤكداً أن حملات التحصين مستمرة واللقاحات متوفرة للمُربين؛ لضمان حماية الأبقار من المرض.
– عاصفة دانيال
وتسببت عاصفة دانيال في أضرار كبيرة للثروة الحيوانية، حيث تم حصر الأضرار والإصابات التي لحقت بالمربين، بناءً على تكليف من وزير الزراعة بالحكومة الليبية، وسُجلت تغييرات واضحة في أعداد المربين والقطعان مقارنة بفترة ماقبل (دانيال).
– المربين والماشية
وكان عدد المربين المسجلين في بلدية عمر المختار عددهم قبل 6 سنوات حوالي 2100 مربي، ولكن الآن لا يتجاوز العدد 280 إلى 300 مربي، وفي بلدية البيضاء بلغ عدد المربين المسجلين حاليًا 1100 مربي فقط، وهو انخفاض ملحوظ بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالحصر السابق، وفقاً لما أشار إليه مدير الإدارة.
وانخفاض عدد الأبقار في البلدية بعد ما كان 14 ألف رأس، ليصل حالياً إلى 7500 رأس، وعدد الضأن 600 ألف رأس، ولكنه انخفض الآن إلى 350 ألف رأس، وانخفض عدد الماعز الذي كان أكثر من 50 ألف رأس إلى 35 ألف رأس، وأيضاً انخفض عدد الإبل من 6000 رأس إلى 4000 رأس، والخيول من 1300 رأس إلى 700 رأس.
– قطاع الدواجن
وشهد قطاع الدواجن أيضًا أضرارًا كبيرة نتيجة لتعرض الحضائر لدمار واسع بسبب العاصفة، حيث تم تكليف جهاز الشرطة الزراعية بحصر هذه الأضرار في بلدية البيضاء، إلى جانب مشكلة ارتفاع أسعار الدواجن، حيث ارتفع سعر الطائر الصغير من 4 دينار إلى 10 دينلر، الأمر الذي جعل تكاليف الإنتاج مرتفعة جدًا.
وفي هذا السياق، طالب المربيون الحكومة بتقديم الدعم للمزارع المتضررة من أجل خفض أسعار الدواجن وتخفيف الأعباء المالية عنهم.
– حملات التحصين
وتمثل حملات تحصين الأبقار ضد مرض الجلد العقدي، خطوة ضرورية خاصة في شهر نوفمبر من كل عام، لضمان الحفاظ على صحة الثروة الحيوانية، ويجب أيضاً أن تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات عاجلة لدعم المربين الذين تضرروا من العاصفة، سواء في قطاع الأبقار أو الدواجن، من خلال تقديم الدعم المالي أو توفير اللقاحات والمواد اللازمة للحفاظ على القطعان.
وعلى الجهات المختصة التدخل في تنظيم أسعار الدواجن، ومنع الارتفاعات غير المبررة التي تؤثر على السوق المحلي وتزيد من تكاليف الإنتاج.
تعد الثروة الحيوانية جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الليبي، لذلك من الضروري تكاثف الجهود من جميع الأطراف المعنية؛ لضمان استدامة هذا القطاع وحمايته من المخاطر المستقبلية. (الأنباء الليبية ـ بنغازي) هــ ع
تقرير: بشرى الخفيفي