بنغازي 28 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية)- في إطار فعاليات اختيار بنغازي عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعامي 2023-2024، نظمت جامعة بنغازي، اليوم الخميس، بقاعة المؤسسة الليبية للإعلام ندوة علمية، بعنوان “قشلة بنغازي من مفردات التراث العمراني للمدينة”.
وجاءت الندوة ضمن الجهود المبذولة لتعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي والمعماري للمدينة، وتسليط الضوء على أحد أهم معالمها التاريخية.
قشلة بنغازي: رمز تاريخي ومعماري
وافتتحت الندوة بمحاضرة رئيسية قدمها الأستاذ جمعة المهدي كشبور، عضو هيئة التدريس بقسم الآثار في جمعية بنغازي الإسلامية. وتناول المحاضر تاريخ قشلة بنغازي، المعروفة أيضاً بـ”قصر البركة”، والتي تعود إلى الفترة العثمانية.
وسلط الضوء على الدور الذي لعبته القشلة في تاريخ المدينة، موضحاً أنها كانت مركزاً إدارياً وعسكرياً، وشهدت العديد من الأحداث التي أثرت في مسيرة بنغازي.
وأشار كشبور إلى أن اسم “قشلة” يعكس دلالات تاريخية مرتبطة بالفترة العثمانية، حيث كانت تُستخدم الكلمة للإشارة إلى المساكن العسكرية. وأضاف أن القصر يجسد جزءاً من الهوية الثقافية للمدينة، ويعتبر شاهداً حياً على تطور بنغازي عبر العصور.
أهمية الحفاظ على التراث العمراني
وركزت الندوة على أهمية حماية التراث العمراني والمحافظة عليه كجزء من الهوية الثقافية للمدينة، حيث تمت مناقشة
التحديات التي تواجه المعالم التاريخية، مثل الإهمال، وعوامل الزمن، والتوسع العمراني غير المنظم.
كما تمت مناقشة أهمية الترميم والصيانة، حيث أوضح المتحدثون أن ترميم مثل هذه المعالم لا يقتصر على الحفاظ على المباني فقط، بل يسهم في الحفاظ على القيم الثقافية والرمزية المرتبطة بها.
وتناولت الندوة دور المجتمع والمؤسسات في تعزيز الوعي بأهمية التراث وتشجيع مبادرات حماية المواقع التاريخية.
مشاركة شخصيات بارزة
وحظيت الندوة بحضور واسع لشخصيات بارزة من المجتمع المحلي، ما أضفى أهمية كبيرة على الحدث. ومن بين الحضور الأستاذة انتصار عبود، وزير الدولة لشؤون المرأة، التي أكدت في كلمتها على ضرورة تمكين المرأة في المبادرات الثقافية والتراثية.
كما حضر الندوة الدكتور إبراهيم هدية المجبري، مدير عام وكالة الأنباء الليبية ورئيس اللجنة العليا لبنغازي عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، الذي شدد على أهمية دور الإعلام في الترويج للتراث والمحافظة عليه.
الندوة في سياق الاحتفاء ببنغازي عاصمة الثقافة
وتأتي هذه الندوة كجزء من سلسلة أنشطة ثقافية وفكرية تُنظم بمناسبة اختيار بنغازي عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي.
وتسعى هذه الأنشطة إلى إبراز الموروث الثقافي والمعماري للمدينة، وتعزيز الهوية الحضارية التي تربطها بتاريخ العالم الإسلامي.
رسائل ودعوات
ووجهت خلال الندوة عدة دعوات ورسائل من بينها إطلاق حملات توعية مجتمعية حول أهمية التراث العمراني، والتأكيد على ضرورة إشراك مختلف فئات المجتمع في جهود الحفاظ على المعالم التاريخية، والتشجيع المؤسسات الحكومية والخاصة على دعم مبادرات الترميم والتطوير.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن “قشلة بنغازي” ليست مجرد مبنى تاريخي، بل رمز للهوية الثقافية والمعمارية للمدينة، حيث شدد المشاركون على أهمية استثمار هذا التراث لتعزيز السياحة الثقافية، وترسيخ مكانة بنغازي كمركز حضاري وثقافي في العالم الإسلامي. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
تقرير: بشرى الخفيفي
تصوير: علي الصنعاني