بنغازي 17 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية)- وجهت مستشارة المجلس الاقتصادي للأمم المتحدة، نجوى العقوري، انتقادًا حادًا للتدخل الخارجي في الشأن الليبي، معتبرةً أن هذا التدخل يعد من أبرز الأسباب المعيقة لتحقيق التقدم في العملية السياسية في ليبيا.
وأشارت العقوري، في تصريح لـ”صحيفة الأنباء الليبية”، إلى أن تدخل بعثات الأمم المتحدة في ليبيا، قد ساهم في تعقيد الأزمة بدلاً من حلها، حيث لم تحدد هذه البعثات المدة الزمنية لدورها في الانتقال إلى انتخابات حرة، مما يُعد ضعفًا في تحديد أهداف واضحة ويزيد من تفاقم الوضع.
جاء ذلك بعد أن ذكرت ستيفاني خوري، المسؤولة عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في إحاطتها أمام مجلس الأمن، أن الانقسام السياسي في ليبيا يعوق التقدم نحو إجراء الانتخابات وطرحها لخطة بشأن ذلك.
وأوضحت العقوري، أن دور البعثة الأممية في ليبيا لم يُحدد بوضوح، خاصة فيما يتعلق بتحديد المدة الزمنية لدورها في عملية الانتقال إلى الانتخابات.
واعتبرت أن غياب جدول زمني واضح لتنفيذ هذا الدور يُعد من مظاهر ضعف البعثة ومراوغتها في تقديم الحلول الفعالة، ما يساهم في زيادة تعقيد الأزمة الليبية بدلاً من حلها.
وأضافت العقوري، أن تدخل بعض الدول الأخرى التي تسعى لتحقيق مصالح اقتصادية كبيرة في ليبيا، سواء في الداخل أو من خلال استثماراتها في ثروات البلاد، يعتبر عاملاً رئيسياً في تعميق الأزمة السياسية.
وقالت، إن هذه المصالح الخارجية تتداخل مع القضايا السياسية الداخلية وتؤدي إلى إعاقة التوصل إلى تسوية شاملة.
حوار ليبي خالص
وشددت مستشارة المجلس الاقتصادي للأمم المتحدة على ضرورة أن يكون الحوار الليبي داخليًا بحتًا، دون أي تدخلات خارجية، مشيرة إلى أن الحوار يجب أن يكون “ليبي-ليبي”، مع شعار “لنجلس على طاولة واحدة من أجل وطن واحد”، بهدف معالجة الخلافات المختلفة وتحقيق تسوية سياسية حقيقية.
كما دعت العقوري، إلى ضرورة تشكيل حكومة وطنية موحدة من داخل ليبيا، تشمل جميع المناطق والمدن، بهدف توحيد مؤسسات الدولة والعمل على حل القضايا الأساسية مثل ارتفاع تكاليف المعيشة، مكافحة الفساد، وتعزيز الاستقرار الأمني في البلاد.
وشددت على أهمية تحديد إطار زمني دقيق لإجراء الانتخابات الوطنية، بما يضمن مشاركة جميع الأطراف الليبية في العملية السياسية.
وأكدت على ضرورة استفتاء الشعب الليبي حول الدستور لضمان حقوق جميع الليبيين. وأعربت عن قلقها بشأن تأخر لجنة صياغة الدستور، التي ظلت تعمل لعدة سنوات دون أي تقدم ملموس، معتبرة أن هذه اللجنة أصبحت عقبة إضافية أمام الحل السياسي في ليبيا. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي