طرابلس 17 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – عملت إدارة مراقبة الجودة في قطاع الصحة طيلة فترة الماضية، على محاولة وضع أهداف واضحة تتعلق بالرعاية الصحية الأولية، بمشاركة ومساعدة فاعلة من أطراف داخلية منها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وأطراف دولية وإقليمية مثل مجلس اعتماد المؤسسات الصحية الأردني واللجنة الدولية للإغاثة التي تولت تنفيذ مشروع تعزيز ودعم النظام الصحي بدعم من الاتحاد الأوروبي في ليبيا، لتعزيز فرص ضمان نجاح العمل اليومي داخل مرافق الرعاية الصحية.
ويقول الخبراء إن نجاح هذا المسعي لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق إدارة الجودة الصحية، وتطبيق مؤشراتها ومعاييرها وفقا للأولويات التي غالبا لا تأتي إلا من خلال تحقيق المستوى المطلوب من الكفاءة، خفض تكاليف الرعاية الصحية، وضمان أفضل النتائج لسلامة المرضي ورعايتهم، الحد من الأثار الضارة التي يمكن الوقاية منها أو القضاء عليها، تعزيز أمن المرضى، وكذلك المهنيين العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية.
ويرى هؤلاء أنه بعد تحول إدارة الجودة في الرعاية الصحية إلى مبادرة عالمية أصبح تطبيق نظام ناجح لإدارة الجودة في الخدمات الطبية ضرورة ملحة، لضمان تحسين الرعاية الصحية وسلامة المرضى.
واحتضن المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي في هذا الصدد اليوم الثلاثاء بطرابلس، ورشة عمل حول معايير جودة الرعاية الصحية الأولية وسلامة المرضى في ليبيا، وتحسين جودة الخدمات الصحية بمرافق الرعاية الأولية، تحت شعار “تحسين جودة الخدمات وسلامة المريض”، للتوعية وتحسيس الفاعلين والرأي العام بأهمية هذا الملف الصحي، وإشهار العمل الذي قام به فريق متخصص في تطبيق معايير جودة الرعاية الأولية تناولت حوالي 50 معيارا رئيسيا.
وقال مدير إدارة التطوير المؤسسي وبناء القدرات، عبد الرزاق الطبيب، إنه يتعين توفير جودة المرافق الصحية للرعاية الأولية، حتى نتمكن من تقديم خدمات للمواطن بشكل سلس في هذا البرنامج، مشيرا إلى أنه تم تطبيق المعايير المحددة على 15 مرفقا صحيا في شمال وشرق وغرب وجنوب ليبيا بالتوازي، من خلال العمل وتحسين جودة هذه الخدمات في مرافق الرعاية الأولية.
وأضاف الطبيب في تصريح لمراسلة صحيفة (الأنباء الليبية)، على هامش هذه الورشة، أن مشاركة الفريق المتخصص هي الأولى لإبراز هذا الحدث وتحقيق الأهداف المرسومة، مبينا أنه سيتم العمل على بقية مرافق الرعاية الأولية بالتنسيق مع كل من له شأن في هذا العمل، ومختلف الشركاء بهذا البرنامج مع اللجنة الدولية للإغاثة.
وأوضح مدير مكتب التوعية والتثقيف الصحي والخدمات الصحية، سليمان البوزيدي، أن المشاركين في الورشة، تدارسوا برامج الجودة والتحسين الصحي في المرافق الصحية، مستخلصا أنها تجربة رائدة في المرافق الصحية في عدد من البلديات، وحققت عدة نجاحات في بعض الخطوات فيما يتعلق بالجودة والرفع من مستوى الخدمات الصحية المقدمة، خاصة في الرعاية الصحية الأولية التي تعتبر خط الدفاع الأول في الخدمات الصحية.
وأبلغ مسؤول مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا، محمد هاشم، مراسلة صحيفة (الأنباء الليبية) أن هذه الحوارية تهدف إلى تطوير ودعم برامج الرعاية الصحية الأولية، الخاصة بمؤشرات أداء الجودة للرعاية الصحية الأولية في ليبيا، مبينا أن العالم متفق على دعم نهج الرعاية الصحية الأولية في ليبيا في سائر الدول بهدف الوصول لتغطية صحية شاملة.
واستطرد هاشم، أن الورشة دليل قوي على أن المسؤولين عن قطاع الصحة في ليبيا، يسعون لدعم وتعزيز الرعاية الصحية الأولية بغرض الوصول للتغطية الصحية الشاملة، مؤكدا أن من بين أهم الطرق للحفاظ على الصحة في المجتمع الليبي، الوصول لنظام للرعاية الصحية الأولية يكون قويا، ويضمن العدالة لكافة المواطنين الليبيين للوصول لخدمات صحية متى احتاجوا إليها وفي أي وقتٍ كان.
وقال رئيس المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي، محمود الفطيسي، لمراسلة (الأنباء الليبية)، إن المجلس يدعم كل جهد له علاقة بالتطوير وتحسين الهياكل المرتبطة بتحسين العمل من الجانب الاجتماعي وله علاقة بالناحية الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدا أن الصحة عنوان مهم غير أنه أشار إلى أن المؤسسات الصحية ما زالت متخبطة في هذا القطاع الحيوي المتأزم وخاصة فيما يتعلق بالرعاية الصحية الأولية.
وأشار الفطيسي إلى أن هذا الملف الحساس يحتاج إلى وقفة جادة من مسؤولي قطاع الصحة التي صُرفت لها أموال طائلة بأرقام خيالية، إلا أن المواطن على أرض الواقع لم ير شيئا، وزاد أن الصحة غائبة في أغلب المناطق.
وقال الأمين العام لمجلس الإدارة المحلية للحكم المحلي، نصر محدود، إن هذه الورشة تخص الرعاية الصحية الأولية وسلامة المرضى بليبيا، مبينا أن الرعاية الصحية الأولية تعد الابنة الأساسية لأي نظام صحي متكامل.
وشدد محدود على أهمية النهوض بالنظام الصحي وتقديم خدمات للمواطن، تشمل الوقاية والتشخيص المُبكر والعلاج والتثقيف الصحي، والعمل على مواجهة التحديات الصحية في الظروف الحالية التي تواجهها ليبيا تحت ضغط الانقسام السياسي، ودعا البلديات إلى تكثيف الجهود مع الإدارات الخدمية والخدمات الصحية الأولية، لتحقيق رؤية متكاملة تضمن الوصول إلى الرعاية الصحية لكل مواطن.
وهدفت الورشة إلى تسليط الضوء علي المعايير الوطنية، لتحسن جودة الخدمات الأساسية داخل مرافق الرعاية الصحية الأولية، وعرض مخرجات الإطار التجريبي الذي تم تنقيده فيما يتعلق بتحسين خدمات الرعاية الصحية الأولية في ثلاث مناطق منها شحات، طرابلس، براك الشاطئ، عرض أهمية استخدام تقنية المعلومات والرقمنة في هذا المجال، وعرض النتائج من داخل المرافق الصحية التي تم العمل بها، ومناقشة الإنجازات والتحديات، بحث سُبل دعم هذه المبادرة الوطنية التي تأتي ضمن محاولة إعادة هيكلة القطاع الصحي في ليبيا، ووضع خارطة طريق واضحة من كافة الأطراف وأصحاب المصلحة داخل مرافق الرعاية الصحية الأولية.
يشار إلى أن ليبيا تواجه منذ عقود، العديد من التحديات في مجال الرعاية الصحية، أبرزها مشاكل التمويل، رغم الميزانيات الطائلة التي تُخصص لقطاع الصحة كل عام، ما أثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية، تدهور البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات في كافة المدن والقرى والأرياف، عدم كفاية المعدات والأدوات الطبية، وعدم مواكبة التقدم العلمي والفني في العالم، نقص الأطباء المتخصصين والعناصر الطبية الفنية المساندة المؤهلة. (الأنباء الليبية – طرابلس) ع د / ر ت
متابعة |ساسية إعميد – أميرة التومي
تصوير | ساسية إعميد