بنغازي 21 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) -عقد اجتماع جديد في مدينة بوزنيقة المغربية لحل الأزمة الليبية، للتوصل إلى اتفاق مبدئي بين ممثلين عن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، ويتضمن الاتفاق تضمن تشكيل حكومة موحدة تهدف إلى تعزيز الاستقرار السياسي في ليبيا، مع وضع آليات لتشكيل لجان متخصصة لحل القضايا الخلافية العالقة في عدة مجالات، مثل الأمن، والمالية، والاقتصاد.
وفي هذا السياق، أوضح وزير الشؤون الإفريقية في الحكومة الليبية عيسى عبد المجيد، في مقابلة تلفزيونية، أن الحكومة الليبية لا تمانع أن يكون الحل ليبيا ليبيا، ولكن تحت إشراف الاتحاد الأفريقي، نظرا لفشل البعثة الأممية منذ عام 2011 في تقديم حل جذري للأزمة الليبية، بل أصبحت جزءا من المشكلة.
وفي هذا السياق، أكد أن الاتحاد الأفريقي، بدعم من دول عديدة مثل مصر، الولايات المتحدة الأمريكية، الإمارات، تركيا، وفرنسا، قد أخذ زمام المبادرة في محاولة لحل النزاع الليبي وتقديم الدعم اللازم للوصول إلى حل مستدام.
وأشار عبدالمجيد إلى أن رئيس الكونغو ديني ساسو نغيسو، الذي يرأس الاتحاد الأفريقي ويعد من أقدم الرؤساء الأفارقة، هو المكلف برئاسة اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالأزمة الليبية، وزار نغيسو ليبيا في الأسابيع الأخيرة، حيث التقى مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، والقائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، وذلك في إطار تعزيز جهود المصالحة.
وأكد أن القيادة العامة، والحكومة الليبية قد تمكنت من تحقيق تقدم في مجال المصالحة المحلية، حيث تمت تسوية النزاع بين التبو والأهالي في الجنوب الليبي دون تدخل من وسطاء أجانب، مضيفا أن عمليات الإعمار في مرزق والحدود الجنوبية قد وصلت إلى مناطق حتى حدود النيجر، كذلك تحقيق مصالحة بين التبو والزوية في منطقة الكفرة بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية ومجلس النواب والحكومة الليبية.
ورغم هذه النجاحات المحلية، شدد الوزير على أن المجلس الرئاسي في طرابلس قد فشل في تحقيق المصالحة على المستوى الوطني، حيث لم يكن قادرا على توحيد البلاد أو حل النزاعات المستمرة.
وأضاف أن مناطق نفوذ الحكومة الليبية تصل إلى نحو 90 في المائة من الأراضي الليبية، بما في ذلك المناطق الحدودية مع مصر والنيجر والسودان، وكذلك الزنتان والزاوية وتيجي التي تمتد إلى حدود تونس، مبينا أن عمليات الإعمار تشمل الطرق والمباني في هذه المناطق.
وأوضح الوزير أن الرئيس الكونغولي، الذي عين رئيسا للاتحاد الأفريقي بعد اجتماع برلين الثاني، قد زار ليبيا مؤخرا، مؤكدا أن جميع الأطراف الليبية تؤيد الحل الليبي الداخلي، وتوافق على أن اختيار الحكومة المقبلة يجب أن يكون بإشراف الاتحاد الأفريقي، وليس عبر البعثة الأممية التي فشلت في إجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد.
وأكد الوزير أن الاجتماع في بوزنيقة يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق تسوية ليبية شاملة، وأن الحلول التي قدمتها الاجتماعات السابقة في الصخيرات وجنيف لم تنجح في إحداث تقدم ملموس، بل أدت إلى تأخير الانتخابات وتشكيل حكومات لم تلب تطلعات الشعب الليبي، وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن المصالحة يجب أن تكون من خلال أطراف محايدة، مثل المشايخ والقانونيين، بعيدا عن الشخصيات الجدلية التي قد تؤثر سلبا على العملية.
وشدد على أن ليبيا لن تكون حقل تجارب، وأنها عازمة على تحقيق ما تصبو إليه بجهودها الذاتية وبدعم من الاتحاد الأفريقي، كما أضاف أن ليبيا تتطلع إلى دور أكبر من الاتحاد الأفريقي في حل الأزمة، خاصة بعد أن تماطل دور البعثة الأممية في تقديم حلول جذرية.
وأعلن الوزير أن قمة الاتحاد الأفريقي في فبراير المقبل في أديس أبابا ستشهد نقاشات حول الأزمة الليبية، ويتوقع أن تكون هذه القمة خطوة هامة نحو دعم استقرار ليبيا وتحقيق المصالحة الوطنية.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.